اسم الله الأعظم في النص الديني وآراء أهل العلم

اسم الله الأعظم في النص الديني وآراء أهل العلم

أين ورد اسم الله الأعظم في النصوص الدينية؟

حثنا الله سبحانه وتعالى على أسمائه وصفاته وأثنى على من عرفها وتفقه بها، وقد ورَد في شأن "اسم الله الأعظم" مجموعة من الأحاديث، أشهرها[١]:

  • قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اسْمُ اللَّهِ الأَعظَمُ فِي سُوَرٍ مِنَ القُرآنِ ثَلَاثٍ: فِي البَقَرَةِ وَآلِ عِمرَانَ وَطَهَ)[٢]، اسم الله الأعظم في سورة البقرة: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم}[٣]، اسم الله الأعظم في سورة آل عمران: {اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم}[٤]، اسم الله الأعظم في سورة طه {وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ}[٥].
  • عن أنسٍ بن مالك رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا ورجلٌ يُصلي ثم دعا: (اللهم إني أسألك بأنَّ لك الحمد، لا إله إلا أنت المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعطى)[٦].


آراء أهل العلم عن اسم الله الأعظم

تعددت آراء أهل العلم حول اسم الله الأعظم من حيث وجوده على أقوال[٧]:


القول الأول

لا وجود لاسم الله الأعظم، وفسروا ذلك كما يأتي:

  • بأنه لا يوجد اسم من أسماء الله أفضل من الآخر، وتعددت وجهات النظر لديهم فاختلفت الآراء في ذلك، إذ منهم من قال بأنّ المقصود بالاسم الأعظم هو العظيم وأن لا فرق بين أسماء الله تعالى، وكان رأي الحافظ ابن حجر رحمه الله في ذلك: وقد أنكره جماعة كأبي الحسن الأشعري، أبي جعفر الطبري، جماعة بعدهما كالقاضي أبي بكر الباقلاني وأبي حاتم بن حبان فقالوا: لا يجوز تفضيل بعض الأسماء على بعض، ونسب ذلك بعضُهم لمالك؛ لكراهيته أن تعاد سورة أو تردد دون غيرها من السور لئلا يُظن أن بعض القرآن أفضل من بعض فيؤذن ذلك باعتقاد نقصان المفضول عن الأفضل، وحملوا ما ورد من ذلك على أن المراد بالأعظم : العظيم، وأن أسماء الله كلها عظيمة، وعبارة أبي جعفر الطبري: "اختلفت الآثار في تعيين الاسم الأعظم والذي عندي: أن الأقوال جميعها صحيحة، إذ لم يوجد في خبر منها أنه الاسم الأعظم، ولا شيء أعظم منه"، فكأنه يقول: أي اسم من أسماء الله تعالى يمكن وصفه بالاسم الأعظم، فيرجع إلى معنى عظيم كما تقدم.
  • أنّ المراد من الأحاديث السابقة بيان ثواب من دعا بهذا الاسم، وقال ابن حبان في ذلك: الأعظمية الواردة في الأخبار: إنما هي لتوضيح ثواب الداعي بذلك، كما ورد ذلك في القرآن، والمراد منه المزيد من الثواب للقارىء.
  • أنّ المراد بالاسم الأعظم الكيفية التي يكون عليها الداعي، وتلم كل من دعا الله تعالى بأي اسم من أسمائه، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقيل: المقصود بالاسم الأعظم: أي اسم من أسماء الله تعالى دعا المسلم به مستغرقًا بحيث يكون كل فكره عندئذ غير الله تعالى، فمن فعل كل هذا: سيستجيب الله له، ونقل المعنى هذا عن الجنيد وعن جعفر الصادق، وعن غيرهما.


القول الثاني

أنّ الله تعالى استأثر بتحديد اسمه الأعظم، ولم يُطلعه على أحدًا من خلقه، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: وقال آخرون: أن الله تعالى قد استأثر بعلم الاسم الأعظم.


القول الثالث

ثبوت وجود اسم الله الأعظم وتعيَّنه، وقد اختلف أهل العلم باسم الله الأعظم على أربعة عشر قولًا، وقد ساقها الحافظ ابن حجر رحمه الله في كتابه " فتح الباري"، وهي: هو الله، الرحمن الرحيم، الحي القيوم، الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام، بديع السماوات والأرض، الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، دعوة ذي النون في بطن الحوت "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين"، هو الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم، هو مخفي في الأسماء الحسنى، كلمة التوحيد "لا إله إلا الله "، وقال الشيخ الألباني رحمه الله: واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولًا، ساقها الحافظ في "الفتح"، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يلتفت له، مثل القول الثاني عشر؛ فإن دليله: أن فلانًا سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم، فرأى في النوم؛ هو الله، الله، الله، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم.


أدعية باسم الله الأعظم

وردت بعض الأدعية باسم الله الأعظم عن النبي صلى الله عليه وسلم ومنها[٨]:

  • روي عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلاً يقول: (اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئُل به أعطى، وإذا دعي به أجاب)[٩].
  • روي عن أنس بن مالك قال: (كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً يعني ورجل قائم يصلي، فلما ركع وسجد وتشهد دعا فقال في دعائه: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم إني أسألك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه تدرون بما دعا؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: والذي نفسي بيده؛ لقد دعا الله باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئُل به أعطى)[١٠]


المراجع

  1. "اسم الله الأعظم"، الألوكة، 16/8/2017، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2021.
  2. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر، الصفحة أو الرقم:3124، حسن.
  3. سورة البقرة، آية:255
  4. سورة آل عمران، آية:2
  5. سورة طه، آية:111
  6. رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:1495، صحيح.
  7. "" اسم الله الأعظم " في النصوص النبوية وأقوال أهل العلم"، الإسلام سؤال وجواب، 21/5/2010، اطّلع عليه بتاريخ 10/1/2021. بتصرّف.
  8. "أدعية مشتملة على اسم الله الأعظم"، إسلام ويب، 5/5/2008، اطّلع عليه بتاريخ 9/1/2021. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن بريدة بن الحصيب الأسلمي، الصفحة أو الرقم:1640، صحيح.
  10. رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1299 ، صحيح.

فيديو ذو صلة :