محتويات
القرآن الكريم
القرآن الكريم هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- بواسطة الوحي جبريل -عليه السلام- وهو المعجزة الكبرى والخالدة إلى قيام الساعة، ويُقوّم القرآن سلوك من استمسك به ويهديه إلى صراطٍ مستقيم، وبه قد أعجز الله تعالى جميع خلقه على أن يأتوا بمثل آيةٍ من آياته، وقد هيّأ الله تعالى الأسباب لحفظه؛ فجعله مكتوبًا في المصاحف محفوظًا في الصدور سهلًا ميسّرًا، وقد ذكر الله تعالى فيه خلق السماوات والأرض، وأحكام الشريعة والفقه في الدين والأخلاق والعبادات والمعاملات، كما اشتمل على قصص الأنبياء والأقوام السابقين، إذ تناول جزء كبير من آيات القرآن الكريم العديد من القصص ومنها سورة آل عمران التي سنتحدث عنها في هذا المقال ونذكر سبب تسميتها.[١]
سبب تسمية سورة آل عمران
سورة آل عمران من السور الطّوال، وهي سورة مدنية أنزلت على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة، وترتيبها في المصحف الشريف السورة الثالثة ويبلغ عدد آياتها 200 آية، وقد اشتملت على ركنين من أركان الدين، وهما: العقيدة والتشريع، وقد نزلت هذه السورة في العام التاسع الهجري في وفد نجران الذي قدِم إلى -رسول الله عليه الصلاة والسلام- وخاصموه في عيسى وأنّه ولد الله وأقام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عليهم الحجة بأنّ عيسى -عليه السلام- بشر وابن مريم -عليها السلام- وليس ابن الله وأنزل الله تعالى فيهم صدر هذه السورة إلى بضع وثمانين آية منها.[٢]
سبب تسمية سورة آل عمران بهذا الاسم هو أن قصة آل عمران ذكرت فيها، وهم أهل مريم -عليها السلام- أم نبي الله عيسى -عليه السلام- وهم عائلة عظيمة رفع الله تعالى من شأنها وكرمها، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 33]، ويرجع نسب آل عمران إلى بني إسرائيل، وامرأة عمران وهي حنة بنت فاقوذا كانت محرومة من الذرية، فدعت الله تعالى أن يرزقها الولد، وكانت قانتة عابدة لله تعالى، وأختها كانت زوجة زكريا -عليه السلام- فرزقها الله تعالى الحمل ونذرت أن تجعل ما في بطنها محررًا لخدمة بيت المقدس، قال تعالى: {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [آل عمران: 35] وكانت تظن أنه ذكر، وقد توفي عنها زوجها وهي حامل[٣]، فلما وضعت فإذا بالمولود أنثى، وهي مريم -عليها السلام- قال الله تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [ آل عمران: 36] ولم يكن يخدم بيت المقدس إلا رجال، فلهذا دعت الله عز وجل أن يحفظ ابنتها وذريتها من الشيطان الرجيم، فاستجاب الله تعالى لها وحفظ مريم وابنها عيسى -عليه السلام-.[٤]
فضائل سورة آل عمران
أنزل الله تعالى القرآن الكريم وجعل من قراءته بركة، وقد وردت في سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم- أحاديث صحيحة لفضل قراءة القرآن الكريم ككل، واختصاص بعض سوره بفضائل عظيمة، ومن صحيح ما ورد في فضل سورة آل عمران:[٥][٦][٧]
- قراءة سورة آل عمران حُجّة لصاحبها يوم القيامة: عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (يأتي القرآنُ وأهلُه الذين كانوا يعملونَ به في الدنيا ، تَقْدُمُهُ سورةُ البقرةِ وآلُ عِمْرَانَ ، يأتِيَانِ كأنهما غَيَابَتَانِ، وبينهما شَرْقٌ، أو كأنهما غَمَامَتانِ سَوْدَاوَانِ، أو كأنهما ظُلَّتَانِ من طيرٍ صَوَّافَّ يُجَادِلَانِ عن صاحبِهما) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- وصف الرسول -صلى الله عليه وسلم- للبقرة وآل عمران بأنهما زهراوين: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ. [وفي رواية]: غيرَ أنَّه قالَ: وكَأنَّهُما في كِلَيْهِما، ولَمْ يَذْكُرْ قَوْلَ مُعاوِيَةَ بَلَغَنِي). [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]
- من يأخذ أول سبع سور من القرآن فإنه عالم: قال الرسول-صلى الله عليه وسلم-: (من أخذ السبعَ الأُوَّلَ من القرآنِ فهو حَبْرٌ). [السلسلة الصحيحة| خلاصة حكم المحدث: حسن أو قريب منه]
فضل مريم بنت عمران
فضّل الله تعالى مريم عليها السلام على نساء العالمين، وقد وردت لها عدة صفات في القرآن الكريم، تبين رفعة مكانتها، وعفتها وطهرها وعظيم شأنها، فهي أم للنبي عيسى -عليه السلام- الذي كان معجزة للعالمين، إذ إنه ولد من غير أب فكان حجة على الكافرين، ومما ورد من فضائل مريم عليها السلام في الكتاب والسنة:[٨]
- وصفها بالصدّيقة: قال الله تعالى: {مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ} [المائدة: 75].
- اصطفاها الله تعالى وفضّلها على نساء العالمين: قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 42]
- برأها الله تعالى من التهم التي وجهها لها بنو إسرائيل: قال الله تعالى: {وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَىٰ مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا} [النساء: 156]
- حفظها الله تعالى من الشيطان الرجيم: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلَّا نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ، إِلَّا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- تكفل في تربيتها نبي: وهو زكريا -عليه السلام- كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: 37].
- أكمل النساء: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (كَمَلَ مِنَ الرِّجَالِ كَثِيرٌ، وَلَمْ يَكْمُلْ مِنَ النِّسَاءِ: إِلَّا آسِيَةُ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، وَمَرْيَمُ بنْتُ عِمْرَانَ، وإنَّ فَضْلَ عَائِشَةَ علَى النِّسَاءِ كَفَضْلِ الثَّرِيدِ علَى سَائِرِ الطَّعَامِ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
المراجع
- ↑ "القرآن الكريم"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "سورة آل عمران"، marefa.org، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "تفسير: (إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني)"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "فلما وضعتها قالت"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "قصة مريم في القرآن"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 23-11-2019. بتصرّف.