أول من شكل المصحف

قراءة القرآن الكريم

إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة المخلدة التي تعهد الله تعالى بحفظها وعدم تعريضها للتحريف والاندثار، وهو معجزة شاملة للبلاغ والبيان واللغة والتشريع والعلم، ولقد سعى الكثير من العلماء على مر التاريخ للإبحار في علمه وتقديم الأبحاث والتفاسير حتى ظهرت في ذلك مجلدات كثيرة، وقد أمرنا الله تعالى بقراءة سور القرآن وترتيله وعدم إهماله والإنصات عند قراءته، وجعل لكل حرف منه عشر حسنات، ولعل قراءة القرآن الكريم اليوم بشكله المعروف أسهل من قراءته بدون نقاط أو تشكيل كما كان في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام،وفي هذا المقال نناقش كيفية تشكل حروف القرآن.


أول من شكل القرآن الكريم

يُعرف تشكيل القرآن في العموم على أنه وضع حركات الإعراب في آخر الكلمات؛ فالضمة لرفع الكلمة، والفتحة لنصبها والكسرة لجرها، وقد تشكل القرآن في عهد الخليفة علي بن أبي طالب؛ إذ شكا له أبو الأسود الدؤلي من تفشي اللحن في القرآن، وقد كان الخليفة علي بن أبي طالب على علم بالنحو وأن الكلام في اللغة العربية اسم وفعل وحرف، فقال: "الاسم ما دل على المسمى، والفعل ما دل على حركة على المسمى والفعل ما ليس هذا ولا ذاك، فانح على هذا النحو" فوضع بعد ذلك النقاط على الحروف لضبط القرآن الكريم وكانت تختلف قليلًا عمّا نعرفه اليوم؛ إذ أمر كاتبه بأن يستمع إليه وهو يقرأ وأمره أن يضع نقطة أمام الحرف إذ لاحظ على أبو الأسود أنه ضمَّه، وأن يضع نقطة أعلى الحرف في حال الفتح ونقطة أسفل الحرف في حال الكسر، ولقد سُمّي أبو الأسود الدؤلي بأبي النحو نظرًا لدوره الكبير في إفادة اللغة العربية والنحو تحديدًا. واستمرت الكتابة على ذلك النهج حتى جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي، فاستخدم العلامات لتشير للضم والفتح والكسر، أما النقاط فاستخدمها للتمييز بين الحروف عن بعضها البعض، لذلك يعود فضل تشكيل القرآن الكريم أولًا لأبي الأسود الدؤلي ثم للخليل بن أحمد الفراهيدي[١].


سبب تشكيل القرآن الكريم

كان للقرآن الكريم كتبةٌ يكتبونه بعد نزول الوحي على الرسول عليه الصلاة والسلام، وكان الكثير منهم يحفظونه ويتناقلونه بينهم بسلاسة في عهد النبي وأصحابه وذلك لأنهم أفصح الناس وأعلمهم بـ اللغة العربية وأكثرهم بلاغة ودراية بها، ولكن مع توسع الدولة الإسلامية ودخول الكثير إلى الإسلام من مختلف الأجناس واللغات صارت بعض ألفاظ القرآن تصعب وقد تُنطق على غير وجهها مما يغيّر من معنى الآية، إذ سمع أبو الأسود الدؤلي قارئًا يقرأ الآية: إنّ اللّه بريءٌ من المشركينَ ورسولَه،فيقرأها بكسر اللام بكلمة رسوله وليس فتحها، وهذا يغير المعنى تمامًا ويتنافى مع مقصد الآية الكريمة، فغضب أبو الأسود الدؤلي وحزن لذلك ودفعه غضبه وحزنه للشكوى لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب، وقد ساهم هذا التغيير في إفادة اللغة العربية وتسهيل فهمها وفهم القرآن وعدم الوقوع في اللبس أو الشبهات[٢][٣].


المراجع

  1. "القرآن الكريم...أول من وضع نقطه وأول من شكله"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرف.
  2. "قصة تشكيل أحرف القرآن الكريم"، لها أونلاين، اطّلع عليه بتاريخ 3-5-2019. بتصرف.
  3. "لغتنا جميلة تشكيل حروف المصحف"، الأهرام، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-3. بتصرف.

فيديو ذو صلة :