نص حديث من دعا إلى هدى
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئًا) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح][١].
شرح حديث من دعا إلى هدى
يرتكز هذا الحديث على الحثِّ إلى الدعوة للخير والهدى، والتحذير من الدعوة إلى الحرام والغي، وقد شرح الإمام النووي -رحمه الله- الحديث بإيجاز بقوله: "أنَّ من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواءً كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقًا إليه، وسواءً كان تعليم علم أو عبادة أو أدب أو غير ذلك"، وقد حثَّ الشرع في هذا الحديث على نشر الخير والإحسان بين المسلمين وترك ما هو سيئ ويعود عليهم بالضرر، وفي الحديث الشريف يقول -صلى الله عليه وسلم[٢][١]:
- (من دعا إلى الهدى)، والهدى هو كل ما يُهتدى به من الأعمال الصالحة بجميع أشكالها وأنواعها.
- (كان له من الأجر مثل أجور من تبعه)، أي سيحظى بأجور من عَمِل أو امتثل بعمله من الأشخاص.
- (لا ينقص ذلك)، دلالةً على عظم الأجر والثواب.
- (من أجورهم شيئًا)، أي الأجور المعطاة لهم جزاءً على أعمالهم، والعكس صحيح؛ فمن دعا إلى الإثم والضلالات سينال إثمه وإثم كل من قلَّده تعظيمًا لجرمه وعقوبته.
أمثلة على العمل الصالح في الإسلام
إنَّ حاجة الإنسان إلى العمل الصالح والإيمان من أشد الحاجات أهميةً، فالعمل الصالح أساس سعادة قلب المؤمن في الدنيا، وهو السبيل لنجاته في الآخرة، فالإيمان بدون أداء العمل الصالح كالادِّعاء بلا دليل، إذ لا ينفع صاحبه ولا ينجيه من العذاب والعقاب، بل إنّه لا بُدَّ من صلاح العمل ليقبل الله تعالى إيمانه، فمن الناس من يجعل حياته كلها للعبادة ومع ذلك لا ينفعه عمله عند الله تعالى بشيء، والسبب عدم صلاح العمل أي عدم موافقته للسنة وإخلاصه لوجه الله تعالى.
وصف الله هؤلاء الناس في الآية الكريمة بقوله: {...ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [سورة الكهف: 104]، ومن رحمة الله أن جعل أبواب العمل الصالح واسعةً، فيختار كل عبد ما يقدر عليه منها، بل إنَّ العبد يستطيع أن يحول جميع أعماله إلى أعمال صالحة بمجرد استحضار النية الطيبة في كل عمل يؤديه وذلك كما يأتي[٣]:
- حفظ الجسد لتقويته على أداء الطاعة في الأكل والنوم وممارسة الرياضة.
- الإنفاق على الأهل والأبناء في كل شيء يجلبه لهم.
- المحبة والتزاور في الله تعالى عند الجلوس مع الرفاق.
- بر الوالدين عند الجلوس معهم والنفقة عليهم.
- صلة الرحم في زيارة الأقارب.
وهكذا في كل عمل يقوم به المسلم؛ فيتقلب في حياته من عمل صالح إلى آخر، وينعم بالطمأنينة في الدنيا والفوز الأكبر في الآخرة، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة النحل: 97].
- ^ أ ب "معنى حديث "من دعا إلى هدى كان له..""، إسلام ويب، 2003-2-1، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
- ↑ "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.
- ↑ إبراهيم الحقيل (2014-06-21)، "ما العمل الصالح ؟"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-16. بتصرّف.