التطعيم وتطبيقاته في الميدان الزراعي

تطعيم النباتات

التطعيم، والذي يسمى كذلك بالتركيب، هو من طرق تكاثر النباتات الخضري وغير الجنسي، ويكون من خلال اتحاد نباتين أو نبات مع جزء من نبات آخر حتى يصبحا نباتًا واحدًا، وغالبًا يلجأ المزارع إلى هذه الطريقة من أجل تحسين أشجار الفاكهة كأشجار الليمون، والبرتقال، والخوخ إذا كان النبات ضعيفًا أو منخفض الجودة، إذ تُنقل قطعة من ساق أحد النباتين كي تلتئم مع أنسجة ساق النبات الثاني، ويسمى النبات الأول هنا بالطعم، والنبات الثاني بالأصل، ويجب أن يكون كلا النباتين من النوع ذاته وذلك لضمان سلامة وصحة عملية التطعيم، وفي هذا المقال سنتعرف على طرق تطعيم النباتات، إلى جانب معرفة الفوائد الناتجة عن تكاثر النباتات بالتطعيم.^[١]

تطبيقات التطعيم في الميدان الزراعي

توجد طريقتان رئيسيتان لتطعيم النباتات، هما:^[٢]

• التطعيم بالقلم: تتميز طريقة التطعيم بالقلم بإنتاج فرع ناضج بسرعة، كما أنّ نسبة نجاح هذه الطريقة كبيرة جدًّا، وهذه الطريقة من التطعيم غالبًا تُستعمل في الأشجار كبيرة العمر وفي الفروع التي أقطارها أكثر من 10 سم، ويؤخذ القلم من شجرة سليمة، إذ ينبغي أن يكون عمر القلم سنة، وأن يتناسق مع الأصل بالحجم ومرحلة النمو، ويجب أن يكون القلم حادًّا ليكون الرأس مدببًا، ثم قطع فرع الأصل بارتفاع ملائم، وصنع شق في منتصفه باستعمال سكين حادة، إذ يجب إمالته قليلًا إلى إحدى الجهات، مع ضرورة اتصاله باللحاء، وبعد ذلك تغطية القلم باستخدام كيس خاص يمكن إحضاره من محلات بيع المواد الزراعية، وذلك من أجل تسريع نمو القلم، والحفاظ عليه من التلف والبرد خلال الليل، وعندما ترتفع درجات الحرارة عند مجيء فصل الربيع يُنزع الكيس، لكن تُترك الضمادات للتأكد من التصاق القلم تمامًا مع الأصل، ويُغرس القلم داخل الشق ويُربط عليه وعلى الأصل لمنع دخول الهواء أو الماء، وبالإمكان استعمال شمع البرافين لعزل الشق بالكامل عن الهواء.
• التطعيم بالرقعة: تتميز طريقة التطعيم بالرقعة بعدم حاجتها إلى كفاءة أو خبرة عالية لإجرائها، بيد أن نسبة نجاح هذه الطريقة منخفضةٌ عند مقارنتها بنسبة نجاح طريقة التطعيم بالقلم، ومع ذلك فهذه الطريقة تُستعمل في معظم الأشجار، ويمكن إجراء هذه الطريقة باختيار الفروع التي ستؤخذ منها الرقعة، وينبغي أن لا تكون رفيعةً أو سميكةً جدًّا، بل متوسطة بالنسبة للفروع التي يبلغ عمرها سنة، ثم قص الفرع بطول يتراوح بين 20-30 سم، وهنا ينبغي مراعاة ضرورة احتواء الفرع على عدة عقد، لضمان زيادة المردود والتقليل من عدد الفروع المقطوعة، ويدعى هذا الفرع بالمغزل، وينصح بلف المغازل بقطعة من القماش بشرط أن تكون رطبةً إذا نُقلت من حقل إلى آخر، أو تركت لفترة تزيد عن ساعة قبل بدء التطعيم، ويجب عمل تقليم للشجرة الأصل لتجهيز مكان مناسب وذي تهوية جيدة من أجل الرقعة الجديدة، ومن الأفضل تجنب قص الفرع المُطَعَّم، بل صنع جرح فوق الرقعة بمسافة تتراوح بين 10-15 سم، ثم تركه للتأكد من نجاح الرقعة، بعد ذلك صنع شق يشبه الحرف الانجليزي T، ثم تحضير الرقعة بأخذ عينة تحوي برعمًا واحدًا، وبعدها وضع الرقعة في الشق بوضعية تسمح بدخولها فيه كاملةً وإغلاق الشق ولفه جيدًا، وينبغي فك الرباط عن الرقعة بعد 3 أسابيع.

فوائد التطعيم

لتطعيم النباتات فوائد كثيرة، ومن أبرزها:^[٣]

• تسهيل تأقلم أشجار الفاكهة مع الظروف البيئية السيئة المحيطة بهم، كتطعيم شجرة خوخ كأصل لأنها تتحمل الأراضي الثقيلة، والحمضيات على الترفوليات لأنها تتحمل درجات الحرارة المتدنية، بالإضافة إلى تطعيم الكرمة على أصناف أمريكية لأنها تقاوم الفيلوكيرا.
• القدرة على علاج النباتات المتضررة من الصقيع، والتي خسرت نسبةً كبيرةً من الإنتاج الخضري نتيجةً لذلك.
• التمكن من الحصول على نبتات متجانسة، وضمان دخولها المبكر في مرحلة الإثمار.
• إمكانية استبدال بعض أنواع الثمار بأنواع أخرى، وفقًا لرغبة المستهلك.
• التمكن من الكشف عن الأمراض الفيروسية التي تصيب النباتات في وقت مبكر، فالمطاعيم تخلو من الفيروسات، فتُجرى عملية التطعيم على نباتات تلقب بالكاشفة، وفي حال وجود أي فيروسات في الطعم ينتقل الفيروس إلى النباتات الكاشفة، وتظهر أعراض الإصابة، وجميع الأمراض الفيروسية لها على الأقل نبات واحد حساس تجاهها.

المراجع

1. ↑ "الزراعة بالتطعيم في النبات"، موسوعة الورد، 2018-6-20، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-24. بتصرّف.
2. ↑ بلال الشايب (2018-5-6)، "طرق التطعيم المستخدمة في الاشجار المثمرة"، تسعة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-24. بتصرّف.
3. ↑ mohammedbenkhadda (2018-2-5)، "طرق تطعيم الاشجار المثمرة"، مزارع، اطّلع عليه بتاريخ 2019-6-24. بتصرّف.