حديث قصير جدا

حديث قصير جدا

الحديث الشريف

يُعرّف الحديث لغةً في معجم لسان العرب بأنه الجديد من الأشياء، ويُطلق على الكلام سواء قلّ أو كثر، وجمعه أحاديث، أمّا اصطلاحًا فيُعرف بأنّه ما ورد عن النبي -صلّى الله عليه وسلم- من قول أو فعل أو تقرير، أو صفة خُلقية أو خَلقية[١].

ولكن ما يجب التنويه إليه هو أنّ الأحاديث ليست كلها حقيقة واردة عن النبي الكريم، فهناك بعض المغرضين أو المخطئين بعلم أو بغير علم وضعوا بعض الأحاديث ونسبوها إلى النبي صلّى الله عليه وسلم، ولكن علماء الأحاديث صنفوا كل الأحاديث لتصنيفات يُمكن من خلالها الحكم على الحديث إن كان بالإمكان الأخذ به أم لا، فهناك الحديث الصحيح والذي ورد في صحيحي البخاري ومسلم، أو الحديث الحسن وهو أقل صحة من الحديث الصحيح، وهناك الحديث الضعيف، وهناك الأحاديث الموضوعة، وكلّ هذه التصنيفات اعتمدت في أساسها على علم الجرح والتعديل الذي يقوم على دراسة تسلسل الرواية والبحث في سيرة رواة الحديث ومدى مصداقيتهم ومعاشرتهم للرسول صلى الله عليه وسلم وبعض الأمور الأخرى[٢].


حديث نبوي قصير

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال: (لا تَباغَضُوا، ولا تَحاسَدُوا، ولا تَدابَرُوا، وكُونُوا عِبادَ اللهِ إخْوانًا، ولا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أنْ يَهْجُرَ أخاهُ فَوْقَ ثَلاثٍ) [ صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث : صحيح].

في هذا الحديث الشريف يبين النبي الكريم -صلّى الله عليه وسلم- بعض الأمور الواجب على المؤمنين أن يتعاملوا بها بين بعضهم البعض، وهي مرتبة على النحو الآتي[٣]:

  • نهى النبيّ -عليه السلام- عن التباغض والعداوة لما فيه من فُرقة، وحثّ على الألفة والمحبة.
  • نهى النبيّ -عليه السلام- عن الحسد والنظر إلى ما في أيدي الآخرين وتمنّي حرمانهم منه، لما لهذا الشعور من شر كبير على حامله وعلى الآخرين أيضًا.
  • نهى النبيّ -عليه السلام- عن التدابر والتقاطع، والمقصود بالتدابر هو إيلاء الشخص دبره للآخر، والابتعاد عنه وتجنّبه لوجود بعض النزاعات أو لتراكمات بينهما، وعدم المبادرة والسعيّ إلى حلها.
  • يُبيّن النبيّ -عليه السلام- في نهاية الحديث أنّ على المؤمنين التآخي والتعاون على الخير، وينهاهم عن الهجر والخلاف لمدة تتجاوز الثلاثة أيام إن كان الخلاف على أمور الدنيا.

وفي هذا الحديث الشريف تنبيه لخلق إسلامي مهم وهو التسامح بين المؤمنين، ففي التسامح يصل الإنسان إلى السلام الداخلي مع نفسه، فيرضى عنها ولا يحملها فوق طاقتها من المشاعر السلبية، كما أنّه يصل إلى السّلام مع من حوله من المؤمنين وحتى غير المؤمنين، فالإنسان يأسر الأخرين بإحسانه لهم وبأخلاقه الرفيعة في التعامل معهم، وهذا كُلّه سيساعد على انتشار الحب والمودة بين أبناء المجتمع الواحد، فيحُبّ كلّ منهم الخير لأخيه كما يُحبّه لنفسه.


أهمية الحديث في الإسلام

  • يُعدُّ الحديث أحد مصادر التشريع، إذ يعتمد العلماء على السنة النبوية في استنباط الأحكام، لذا يدرس العديد من العلماء الأحاديث ويولون لها عناية كبيرة[٤].
  • تُعدُّ الأحاديث النبوية أحد مصادر التوجيه والإرشاد للمسلمين[٤].
  • تُفسّر الأحاديث النبوية الكثير مما جاء مُجملًا في القرآن الكريم، مثل أداء الصلاة وأداء مناسبك الحج والعمرة[٤].


ما واجبكِ اتجاه السنة النبوية؟

على المرأة المسلمة والمسلمين جميعًا بعض الواجبات اتجاه السنة النبوية، ومنها[٥]:

  • الإيمان بأنها مصدر التشريع الثاني بعد القرآن الكريم.
  • عدم معارضة السنة النبوية، والرد على شبهات المنافقين؛ إذ إنّه ليس في السنة النبوية الصحيحة ما يُعارض العقل، ولكن عليكِ البحث في معاني الأحاديث وتفسيرها.
  • السعي لحفظها من الضياع.
  • السعي لتنقية السنة النبوية من الكذب، والتمييز ما بين الصحيح منها والضعيف، ويُعدُّ هذا الواجب فرض كفاية.
  • دراسة السنة النبوية وإحيائها والسعي لنشرها بين الناس.
  • الالتزام بما جاء في السنة النبوية والعمل بها والتعلّم منها ومن أخلاق أهلها من الصحابة والخلفاء الراشدين.


المراجع

  1. "في معنى " الحديث " لغة واصطلاحا وما يتصل به"، الألوكة، 16-3-2014، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
  2. "ضوابط لتمييز الحديث الصحيح من الضعيف"، الإسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
  3. "الموسوعة الحديثية"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "المصادر التي تؤخذ منها شرائع الإسلام وأحكامه"، الألوكة، 4-5-2013، اطّلع عليه بتاريخ 13-4-2020. بتصرّف.
  5. "واجب المسلم تجاه السنة النبوية"، الإمام، اطّلع عليه بتاريخ 14-4-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :