حديث عن الصلاة

حديث عن الصلاة

الصلاة

تُعد الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام وأول ما فُرض على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من الأحكام، وكان ذلك في ليلة الإسراء والمعراج، وهي التي يفتتح بها المسلم نهاره ويختم بها ليله، ولم يستثنِ الله عز وجل أحدًا من الصلاة فهي مفروضة على الغني والفقير، وعلى المُقيم والمُسافر، وعلى الذكر والأنثى، وعلى المُشافى في بدنه والمريض، إذ أباح الله للمريض أن يصليها قائمًا على قدميه فإن شقّ عليه ذلك أباح الله له الصلاة وهو جالس وإن شق عليه ذلك فله أن يصليها على جنبه، وإن منعه مرضه من عدم القيام بأحد شروطها وأركانها فقد أسقطه الله عنه، لكن لم يُسقط الله عنه الصلاة، ومن هنا نستنتج أهمية الصلاة فهي لا تسقط إلا بسقوط العقل، فالعظمة تكمن في استقبال المسلم للقبلة خمس مرات في اليوم بين يدي الله خافضًا بصره، ومقبلًا على ربه، وخاشعًا في صلاته، فيكون له شرف العبادة وشرف مناجاة ربه، فمن حافظ على صلاته شعر بانشراح الصدر، وحلاوة القلب وطمأنينته، وقرة العين، وصلاح البدن، وتكفير الذنوب، وطهارة القلب والجسد، وراحة البال، وستكون له الصلاة النور والنجاة في الدنيا والآخرة، فما أشد غفلة من ضيعها فقد خاب وخسر، وهنيئًا لمن حَفِظها[١].


بعض الأحاديث القصيرة عن الصلاة

وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أحاديث نبوية شريفة تُبين أهمية الصلاة وفضلها، وفيما يأتي ندرج بعضًا منها:

  • (أَرَأَيْتُمْ لو أنَّ نَهْرًا ببَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ منه كُلَّ يَومٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هلْ يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ؟ قالوا: لا يَبْقَى مِن دَرَنِهِ شيءٌ، قالَ: فَذلكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ، يَمْحُو اللَّهُ بهِنَّ الخَطَايَا) [صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (العهدُ الذي بينَنا وبينَهم الصلاةُ فمَن تركَها فقد كفرَ) [مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصَّلواتُ الخَمسُ والجُمعةُ إلى الجُمعةِ كفَّاراتٌ لِما بينَهنَّ ما لَمْ يَغْشَ الكبائرَ) [صحيح ابن حبان| خلاصة حكم المحدث: صحيح]


آيات قرآنية عن الصلاة

وردت في القرآن الكريم آيات أنزلها الله عز وجل تُبين فضل الصلاة وأهميتها، وفيما يأتي بعضها[٢]:

  • قال تعالى: {قُلْ لِعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا يُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خِلَالٌ} [إبراهيم: 31].
  • قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ ۚ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ۚ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ} [هود: 114].
  • قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا ۖ لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا ۖ نَحْنُ نَرْزُقُكَ ۗ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَىٰ} [طه: 132].
  • قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا ۚ وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَٰكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].


أهمية الصلاة ومنزلتها

للصلاة منزلة عظيمة وشأن رفيع في الإسلام لم تصل لها أي عبادة، وفيما يأتي أبرز الأمور التي تدل على أهمية الصلاة[٣][٤]:

  • أول عمل يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، فإن صَلُحت صلاة العبد صلُح سائر عمله، وإن فسدت صلاته فسد سائر عمله.
  • آخر ما وصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك: (كانَت عامَّةُ وصيَّةِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ حينَ حضَرتهُ الوفاةُ وَهوَ يُغَرْغرُ بنفسِهِ الصَّلاةَ وما ملَكَت أيمانُكُم) [صحيح ابن ماجه|خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الصلاة هي عماد الدين الذي لا يصح إلا بها.
  • مدح الله المحافظين عليها ومن أمر بها أهل بيته، قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا*وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 44ـ45].
  • ذم الله المهملين لها والمتكاسلين عنها، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ ۖ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59].
  • أعظم الأعمال بعد الشهادتين.
  • فرضها الله عز وجل في ليلة الإسراء والمعراج في السماء، ولم يُنزل جبريل عليه السلام ليُخبر النبي بها كباقي العبادات وهذا دليل على أهميتها العظيمة.
  • الصلاة آخر ما يُفقد من الدين، فإن ذهبت لم يبق من الدين شيء.
  • الصلاة سبب في محو الخطايا وغسل الذنوب.


أثر الصلاة في حياة المسلم

لا بد لفريضة عظيمة مثل الصلاة أن يكون تأثيرها كبير في حياة المسلم المُحافظ عليها، وفيما أتي بعض هذه الآثار[٥]:

  • إن الصلاة تُعلّم المسلمين التعاون والتآلف فيما بينهم، فعندما يصلون في جماعة في صفوف متراصة وكلمة مجتمعة، يعلمهم هذا توحيد كلمتهم ولو أنهم حرصوا على هذا التراص في جميع الشؤون التي تهم الأمة الإسلامية لكانوا أفضل الأمم.
  • إن من شروط الصلاة الوضوء وطهارة ثياب المُصلي وطهارة مكان الصلاة وطهارة الجسم، وهذا دليل على أن ديننا الحنيف يدعو إلى الطهارة والنظافة.
  • إن للصلاة أوقاتًا محددةً يتوجب على المسلم الالتزام بها، وهذا يُعلمه الدقة في المواعيد والعيش في نظام معين ومحدد بعيد عن الفوضى والعشوائية.
  • إن السجود في الصلاة يُعلم المسلم ألا يخضع إلا لله، فالخضوع لغير الخالق مذلة وإهانة كبيرة.
  • إن الصلاة لا تصح دون إتقان، فلا صلاة صحيحة دون إتقان السجود والركوع، إذ يعلّم هذا المسلم الإتقان في جميع أمور حياته.


المراجع

  1. أ. عبدالعزيز بن أحمد الغامدي (20ـ9ـ2017)، "خطبة قصيرة عن الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  2. ياسر بن خالد السعد (10ـ9ـ2017)، "آيات عن الصلاة"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  3. الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني (31ـ5ـ2014)، "منزلة الصلاة في الإسلام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  4. "مكانة الصلاة في الإسلام "، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.
  5. لبنى شرف، "الصلاة وحياة المسلم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 19-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :