فوائد الامانة

فوائد الامانة

الأمانة

وصف الله عز وجل المؤمنين الصالحين بالفلاح والرشاد في الدنيا والآخرة خاصةً إذا قاموا برعاية أماناتهم وآدائها حق الأداء، والأمانة تشمل جميع وظائف الشريعة الإسلامية على الصحيح من الأقوال، أي أنَّها تشمل كل ما يحمله المرء في حياته الدينية والدنيوية من ناحية القول والفعل، وهي الطريقة المضمونة لأداء الحقوق والحفاظ عليها، ومما لا شكَّ فيه أنه ينبغي لكل ذي حق آداء الأمانة على أفضل وجه بهدف آداء حق الله في العبادة وحفظ الجوارح عن الحرام وتأدية ما على الإنسان تجاه الخلق، وتجدر الإشارة أنَّ الأمانة من الأخلاق العظيمة الإسلامية، وهي من الأسس والفرائض العظيمة التي حملها الإنسان خاصةً أنَّ السماوات والأرض والجبال رفضت حملها بسبب عظيم أجرها وثقل آدائها، ومن هذا المنطلق فإنَّ الله عز وجل أمر جميع البشر بأداء الأمانات، وهي من الصفات المميزة للأنبياء الذين حملوا رسالة الله عز وجل[١].


فوائد الأمانة

يُوجد العديد من الفوائد التي تعود على المسلم نتيجة اتصافه بالأمانة، وأهمها ما يلي[٢]:

  • أنها دليل على كمال الإيمان وحسن إسلام المرء، ويقوم عليها أمر السماوات والأرض.
  • أنها محور الدين الإسلامي والامتحان من رب العالمين، والطريقة التي من خلالها يُحفظ الدين والعرض والمال والجسم والروح والمعارف والعلوم والولاية والوصاية والشهادة والقضاء والكتابة.
  • أنها تُكسب الإنسان حب الله عز وجل والناس الذين يعيش معهم، وهي من أعظم الصفات الخلقية التي وصف الله بها عبادة المؤمنين، ومما لا شكَّ فيه أنَّ المجتمع الذي تتغلغل فيه الأمانة يتصف بالخير والبركة.


صور الأمانة

يُوجد العديد من المجالات والصور التي تدخل فيها الأمانة، وهي كثيرة، وعامةً إنَّ الأمانة تكون في حقوق الله عز وجل، وهي أمانة العبد في عبادات الله تعالى وأمانة الإنسان في حقوق الناس، ولمعرفة أهم صورها إليكم ما يلي[٣]:

  • الأمانة فيما فرضه الله عز وجل على عباده، من ناحية العبادات المكلفين جميعهم بأدائها على أفضل وجه.
  • الأمانة في الأموال، وإنَّ الأمانة في الأموال تتطلب العفة عما ليس للإنسان به أي من الحقوق المالية وتأدية ما عليه من حقوق للأشخاص المقربين منه، بالإضافة لضرورة إعطاء أصحاب الحق حقوقهم، ويدخل ضمن ذلك الأمر البيع والدين والميراث والودائع والوصايا والولايات الكبرى والصغرى، ومنها فإنَّ الأمانة المالية هي الوديعة التي تُعطى للمسلم بهدف حفظها لأهلها، وكذلك الأمر بالنسبة للأموال الأخرى التي تكون بين الإنسان فيما يتعلق بمصلحته أو مصلحة الشخص الذي يملكها، وهكذا فإنَّ الأمانة قد تكون بيد الإنسان لمصلحة الشخص الذي يملكها أو لمصلحة الشخص الذي بيده الأمانة أو لمصلحة الجميع.
  • الأمانة في الكتابة: ويُقصد بها أن تكون الكتابة كما يُملي ممليها، ووفقًا للأصل الذي تنسخ عنه بدون تغيير أو زيادة أو نقصان أو تبديل، وإذا كانت من إنشاء كاتبها فإنَّ أمانة مضمونها تتوجّب خلوّها من الكذب والتلاعب بالحقائق.
  • الأمانة في الأسرار: تكون الأمانة في الأسرار التي يُستأمن الإنسان على حفظها وعدم البوح بها لغيره، ومثال ذلك ما يكون الرجل وصديقه من الأشياء الخاصة التي لا يتوجب أن يطلع عليها أي حد، ولا يجوز لصاحبه أن يقولها لأي شخص آخر.
  • الأمانة في الرسالات: ويُقصد بها تبيلغ الرسالة إلى أهلها تبليغًا تامًا غير منقوصًا ولا مزاد علي، ووفقًا لرغبة حاملها سواءً أكان ذلك من خلال رسالة لفظية أو كتابية أو عملية.
  • الأمانة في السمع والبصر وجميع حواس الإنسان: وتكون الأمانة من خلال كف العداوة على أصحاب الحقوق، وإبعادها عن الآثام والذنوب، وتوجيهها للقيام بما يجب القيام به من أعمال، لأنَّ استراق السمع خيانة، واستراق النظر خيانة، واستراق اللمس خيانة.
  • الأمانة في النصح والمشورة: فمن صور الأمانة أن ينصح الإنسان من يستشيره بصدق، أي دون كذب وتلاعب في النصيحة والمشورة.
  • الأمانة في الأعراض: ويُقصد بأمانة الأعراض التعفف عما ليس للناس فيه حق منها، وكف النفس واللسان عن طلب أي شيء بسوء مثل القذف والغيبة.
  • الأمانة في الأجسام والأرواح: ويُقصد بذلك كف النفس عن التعرض لها بإساءة من خلال القتل أو الإضرار أو الأذى أو الجرح.
  • الأمانة في المعارف والعلوم: يُقصد بها تأدية كل من المعارف والعلوم دون تحريف أو تغيير، ونسبة الأقوال لأصحابها، وعدم انتحال الإنسان لأي شيء منها دون علم أصحابها.
  • الأمانة في الولاية: يُقصد بها أن يُعطي الوالي الحقوق لأصحابها، بمعنى إعطاء الأعمال لمن يستحقها، وحفظ مال الناس وأجسامهم وأرواحهم وعقولهم، وصيانتها من جميع الأشياء التي تضر بها، بالإضافة لحفظ الذين الذي اختاره الله عز وجل لعباده على الأرض، وحفظ أسرار الدولة وجميع الأشياء الواجبة دون تسريبها للأعداء أو الأطراف المخالفة.
  • الأمانة في الشهادة: تكون الأمانة في الشهادة من خلال قولها كما هي واقعيًا، والنطق بها دون تحريف أو تبديل أو تغيير أو زيادة أو نقصان.
  • الأمانة في القضاء: يُقصد بها إصدار الأحكام والتشريعات وفقًا لحكم العدل الذي استؤمن القاضي عليه، وتفويض الأمر لما هو متخصص فيها.
  • الأمانة في دعوة الناس للإسلام: إنَّ من أهم صور الأمانة التي تتحملها الأمة جميعها هو نقل الدين الإسلامي لجميع المجتمعات، إذ يموت الكثير من الناس وهم مشركين وكفار، ويموت كثير منهم دون أن يعلموا شيء عن الديانة الإسلامية، لذا فإنَّه من الضروري تحمل مسؤولية تبليغ الديانة الإسلامية، وتوجيه الناس لطريق الرشاد والصلاح من خلال وسائل الاتصال ونقل المعلومات على شبكة الانترنت خاصةًَ أنَّ العالم أصبح كالقرية الواحدة بوجوده، ويُمكن للبعض إنشاء قنوات ووسائل اتصال واستخدامها في تبليغ الدين للأمة[٤].


الإيمان والأمانة

تُعد الأمانة من الصفات الأساسية في شخصية المسلم، لهذا نهى الله عز وجل عن خيانتها وعدم حفظها، وتجدر الإشارة أنَّ الأمانة تقف على الصراط، فيكبكب في نار جهنم كل من خانها ولم يحفظها، والإنسان عامةً أمين على ما تحت يده من أمانات، وعليه حفظ كل منها وفقًا للشريعة الإسلامية، وإذا أخذ مما يملكه من الأمانة المالية شيء دون وجه حق أو فرط في حفظها فإنه يكون خائنًا لها، ويجب عليه في هذه الحالة ضمان المبلغ بمثله إن كان مثليًا أو قيمته إن كان مقومًا، وعليه أن يُرجع ما أخذ منه حتى تتبرأ ذمته أمام الله عز وجل، ومن هذا المنطلق فإنه لا إيمان بدون أمانة، أي أنَّ الإيمان يقترن اقترانًا وثيقًا بأداء الأمانة وحفظها[٥].


المراجع

  1. د.بدر عبد الحميد هميسه، "الإسلام وحفظ الأمانة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  2. "فوائد الأمَانَة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  3. "صور الأمَانَة"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  4. الشيخ أحمد أبو عيد (18-1-2016)، "خطبة عن فضل الأمانة"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.
  5. "لا إيمان لمن لا أمانة له"، اسلام ويب، 13-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 19-11-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :