هل ينادى الانسان باسم امه يوم القيامة

هل ينادى الانسان باسم امه يوم القيامة

هل يُنادى الإنسان باسم أمّه يوم القيامة؟

تسود العديد من الأَقاويل الخاطئة التي تُشير إِلى أَن الناس يُنادون يوم القيامة بأسماء أُمهاتهم، وبالرجوع إلى ما ورد في القرآنِ الكريمِ وكُتبِ السنّةِ، يتَّضح لنا أَنّ هذا بعيد كل البعد عن الصحة، فقد ورد تفسيرٌ شاذُّ لقوله تعالى: {يَومَ نَدعو كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِم...} [الإسراء: 71]، ففسروا كلمة إِمامهم على أَنها جمعُ أُم، وقد ردَّ هذا التفسير أَئمة التفسير لشذوذه وبعده عن الحق وعن اللغة الصحيحة.

وبعيدًا عن التفسيرات والأَفكار الخاطئة المنتشرة حول مناداة الإِنسان باسم أُمه يوم القيامة، فقد ورد أيضًا أَحاديث لا يُثبَت منها شيء فيما يَخصّ مُناداة الرجل باسم أُمه، ممّا يدلّ على أنّها باطلة، وأشهرها حديث: (يُدعى الناس يوم القيامة بأمهاتهم؛ سترًا من الله عليهم) [المصدر: ذخيرة الحفاظ| خلاصة حكم المحدث: منكر]، فقد قال عنه الأََلباني في كتابه السلسلة الضعيفة بأنه حديث موضوع، وقال في موضع آخر بأنه حديث باطل، إذ لم تثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أيّة أََحاديث في منادة الإِِنسان باسم الأُُم لذا فإننا لا نأخذ بها[١][٢][٣].


كيف يُنادى الإنسان يوم القيامة؟

الصواب أَنّ الإِنسان يوم القيامة يُنادى باسمه واسم أبيه، إذ لا يذكر اسم أُمه، وهذا ما ورد في صريح الأدلة وصحيحها، ومن المتعارف أَن كُل مولود يُنسب لأَبيه مُنذ زمن الرسول وحتى يومنا هذا، ومن الأََدلة التي تخصُّ المنادة باسم الأََب يوم القيامة[٣]:

  1. عن ابن عمر -رضي الله عنهما- أَنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال‏: (إنَّ الغادِرَ يُنْصَبُ له لِواءٌ يَومَ القِيامَةِ، فيُقالُ: هذه غَدْرَة فُلانِ بنِ فُلانِ) [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وقال الإِمام ابنُ القيّم في تَهذيب السنن: (وفي هذا الحديث ردّ على من قال أَن الناس يوم القيامة يُدعون بأسماء أُمهاتهم، لا آبائهم).
  2. قال البراء بن عازب -رضي الله عنه- في حديثه الطويل الذي يذكر صفة خروج الروح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما هذا الروح الطيب؟ فيقولون: فلان بن فلان، بأحسن أسمائه التي كانوا يسمونه بها في الدنيا ... ما هذا الروح الخبيث ؟ فيقولون : فلان بن فلان، بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا)، [المصدر: تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح].


أعمال صالحة تُنجي من أهوال يوم القيامة

فيما يلي نعرض أَهم الأَعمال التي تُنجِّي الإِنسان من أَهوال يوم القيامة[٤]:

  1. توحيد الله عز وجل: فالتوحيد من أَعظم سُبل النجاة يوم القيامة، ولا يكون الإِنسان مُسلمًا إِلا عند حَمله لشَهادة أَن لا إِله إِلّا الله وأَن محمدًا رسول الله، لذا يجب الحرص على العمل بمقتضى كلمة التوحيد والتصديق بها، فهذه الشهادة تَعصم من الشرِك، وتنجِّي بإذن الله من أَهوال يوم القيامة.
  2. الإيمان والتقوى: وذلك بأن يُحقّق العبد الإِيمان بالله تعالى بالتصديق بما ورد في القرآن والسنة من حقائق، وتنفيذ أوامره تعالى كما أراد، وهذا السبب لكل خير في الدنيا والآخرة.
  3. الخوف من الله: بما يَدفع ويحثُّ على طاعة الله تعالى؛ للتسارع إلى فعل الخيرات وترك المنكرات، فالخوف من الله في الدنيا يرفع الذعر عن العبد ويؤمِّنه يوم القيامة بإذن الله.


المراجع

  1. "أحاديث منتشرة لا تصح"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-21. بتصرّف.
  2. مشهور حسن سلمان (26/5/2009)، "الناس يوم القيامة ينادون بأسماء أمهاتهم، أم آبائهم؟ "، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-14. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل، "عجبا .. هل ينادى عليك يوم القيامة باسم أمك ؟"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-14. بتصرّف.
  4. السيد مراد سلامة (27/1/2016)، "سبل السلامة من أهوال يوم القيامة خطبة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-15. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :