محتويات
كلمة لا إله إلا الله ومعناها
إن كلمة التوحيد هي عروة دين الإسلام الوثقى، إذ تشمل التوحيد والدين كله، فهي أعظم كلمة ذكرها الله في أعظم آية، وفيها اسمه الأعظم، ومن أجل هذه الكلمة خلق الله السموات والأرض والإنس والملائكة والجن، كما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب، ومن أجل لا إله إلا الله تُزلزل الأرض وتُسير الجبال، وتُشق السماء وتنفطر وتنكدر النجوم وتتطاير، ويحشر الله العباد، فمن أجل التوحيد؛ خلقت الجنة والنار، وانقسم الناس فيها إلى أبرار وفُجّار، فمُقام المؤمنين بها في جنة الرحمن، ومثوى الكفار النار، ولزامًا لذلك كان أول وأولى واجب على الإنس أن يعلموها حق علمها ويعملوا بمقتضاها.
وكلمة التوحيد تتضمن نفيًا وإثباتًا فسّره الله تعالى في قوله:(فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا) [البقرة: 256]، فمعنى الإله لغةً: الخالق، والمجير، والعلي المتعالي، والمعية الدائمة، والإله المعبود، ومعناه شرعًا: الموصوف بالصفات العلية و الجلال والكمال، والتي يستحق عليها العبودية والإجلال، وعليه فإن تفسير كلمة لا إله إلا الله في شقين يكمل أحدهما الآخر، الأول أنّ لا موصوف بالصفات العليّة التي يستحق عليها العبودية إلا الله، والثاني أنّ لا معبود بحق إلا الله؛ وعلى هذا المعنى الذي جاء القرآن في كثير من سوره حين أمر بالعبودية والتسبيح لصاحب الصفات التي تستوجبها فقط[١].
خواص كلمة لا إله إلا الله وفضلها
اشتملت كلمة التوحيد على فضل عظيم، فهي مفتاح السعادة والفوز والنجاح، وهي طريق السكينة والطمأنينة والعزة والقوة، وفيما يلي ذكر لبعض فضائل وفوائد لا إله إلا الله[٢]:
- الميثاق الذي أخذ الله على العباد، وعليها سيكون الحساب والجزاء والسؤال يوم القيامة، قال تعالى:( فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ)[الحجر: 92].
- أساس الدين وأصله ورأس أمره، قال تعالى:{فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا} [البقرة: 256].
- كلمة التقوى، قال تعالى:{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى وَكَانُوا أَحَقَّ بِهَا وَأَهْلَهَا} [الفتح: 26].
- القول الثابت، قال تعالى:{يُثَبِّتُ اللَّـهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ} [ابراهيم: 27].
- الكلمة الطيبة، قال تعالى:{ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ} [ابراهيم: 24]، فأصل هذه الكلمة ثابت في قلوب أهل الإيمان، وفرعها العمل الصالح الذي يصعد إلى الله عز وجل في السماء.
- إرسال الرسل لأجلها، فما من نبي إلا ودعا قومه إليها، وأوذي في سبيلها، قال تعالى:{وَما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ مِن رَسولٍ إِلّا نوحي إِلَيهِ أَنَّهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدونِ} [سورة الأنبياء: 25].
- شعبة الإيمان الأعلى، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:(الإيمان بضع وسبعون شعبة، أعلاها لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق) [مجموع الفتاوى| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- أفضل الذكر، ففي حديث جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-:(أفضل الذكر لا إله إلا الله، وأفضل الدعاء الحمد لله) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الفوز بالجنة والنجاة من النار، فقد قال -عليه السلام-:(إنَّ اللهَ تعالى قد حرَّم على النارِ، من قال لا إلَه إلا اللهُ، يبتغي بذلِك وجْه اللهِ) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
شروط لا إله إلا الله
تتمحور كلمة التوحيد على ركنين يتضمنان إثبات الألوهيّة لله وحده، ونفيها عما سواه، وفيما يلي تفصيل كل شرط منها[٣][٤]:
- العلم؛ وهو أن يعلم قائل هذه الكلمة المعنى الذي تدل عليه هذه الكلمة وهو إثبات الألوهية لله تعالى ونفيها عن غيره من المخلوقات كافّةً؛ فلا معبود يستحق العبادة إلا الله.
- اليقين؛ وهي أن يعتقد قائلها اعتقادًا صادقًا يقينيًّا بصحّتها، وألّا يدخل قلبه أي شك تجاهها، فإن من دخلت قلبه الشكوك والريبة كان من أهل النفاق.
- القبول؛ وهي أن يرضى المسلم بقلبه ولسانه بمقتضى هذه الكلمة، لئلا يكون حاله كحال الأقوام التي رفضوها وأصرّوا على ضلالهم وكفرهم.
- الانقياد؛ وهو الخضوع التّام والإنقياد لأوامر الله تعالى، بالابتعاد الكلّي عن نواهيه، وتمام الانقياد يكون كما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديثه:(لا يؤمِنُ أحدُكم حتى يكونَ هواه تَبَعًا لِمَا جِئْتُ به) [الكبائر| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- الصدق؛ وهو ما ينافي النّفاق والكذب فيقولها العبد بصدقٍ في قلبه ويوافق هذا القلب لسانه.
العمل بها؛ وهو أن يفعل العبد كلِّ ما تقتضيه هذه الكلمة من عبادةٍ لله تعالى وتعظيم له والابتعاد عن كلّ ما تقتضي الابتعاد عنه من معاضي وذنوب أو شرك أكبر وأصغر.
- الإخلاص؛ وهو أن يبتغي العبد بهذه الكلمة وجه الله تعالى بتصفية عمله عن شوائب الشرك جميعها، ويبتعد عن الرياء والنفاق بها.
- المحبة؛ وهي أن يحبّ العبد هذه الكلمة ومقتضاها وكل من قالها وعمل بها، ويبغض من أعرض عنها.
نواقض كلمة لا إله إلا الله
نواقض ومفسدات معنى الشهادة يترتب على نطقها واعتقادها الخروج من الإسلام، وعدم اكتساب أحكام المسلمين، فيُعطى أحكامَ أهل الشرك ويحكم بالردة بعد أن كان من أهل الإسلام، ونواقضها هي[٥]:
- الشِّرك بالله؛ وصرف شيء من العبادة لغير الله، فيجعل له ندًّا.
- جعل واسطة بين العبد وربه؛ فيوجه لهم الدعاء ويطلب شفاعتهم ويتوكَّل عليهم؛ ويقدم الذبح والنذر لهم ويدعوهم من غير الله تعالى، وهذا كفر بالإجماع.
- عدم تكفير المشركين أو الشَكِّ في صحة مذهبهم؛ إذ كَفَّرهم الله عزَّ وجلَّ في آياتٍ كثيرة، وَأَمَرَ بمعاداتهم؛ لافترائهم الكذب عليه، فلا يُشهد للمرء بإسلامه حتى يكفِّر المشركين، إذ إن الكفر بالطاغوت شرط من شروط الإيمان بالله.
- اعتقاد المرء بأنَّ هديه أكْمَلُ مِن هدْيِ النبيِّ، فيفضِّل حكمَ الطاغوت على حُكْمِه.
- إبغاض شيء مما جاء به النبي؛ وهذه أكبر صفات المنافقين؛ إذ أضمروا كره الإسلام وأهله رغم عملهم ببعض شرائعه الظاهرة، ومن كانت هذه صفته قد حَكَمَ الله عليه بالضَّلال والكفر، وأبطل عمله وردَّه.
- الإستهزاء بشيءٍ من الدين أو ثوابه أو عقابه ولو كان هزلًا ومزاحًا.
- فعل السِّحرأو الرضا به.
- موالاة أهل الشرك ومعاونتهم ومظاهرتهم على المسلمين.
- الإعتَقَادَ بحرية الخروج عن شريعة الإسلام والاستغناء عنها.
- الإعراض عن دين الله، بعدم تعلَّم أصل الدِّين الذي يكون به الإسلام، وعدم العمل به.
المراجع
- ↑ محمد صديق (27-10-2015)، "كلمة التوحيد (لا إله إلا الله) فضلها ومعناها "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ↑ زياد محمد العمري، "فضل لا إله إلا الله"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "شروط لا إله إلا الله"، islamqa، 25-2-2001، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ↑ "ركنا كلمة التوحيد"، islamweb، 30-4-2001، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.
- ↑ محمد طه شعبان (24-10-2016)، "نواقض لا إله إلا الله"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 13-12-2019. بتصرّف.