حكم الصلاة مكشوف الكتفين

الصلاة

فرض الله عز وجل الصلاة على كل مسلم ومسلمة، في حال كان بالغًا وعاقلًا، فالصلاة هي الوسيط بين العبد وربه، وهي ليست وليدة مع الدين الإسلامي فقط، فكل الديانات السماوية عرفت الصلاة وكانت وسيلتها للتقرب ومناجاة الله عز وجل، وقد كان لكل دين سماوي صلاته الخاصة، ولديننا الإسلامي الحنيف صلاته التي فُرضت في زمان النبي الكريم واستمرت إلى يومنا هذا.

يجب على المسلم أن يقدمها على أكمل وجه، وذلك لأنها أمر إلهي، ولا بد أن يلتزم بكل الشروط التي تلزم لصحتها، ومن شروط الصلاة الطهارة والوضوء، فلا يجوز أن يتوجه المسلم للصلاة إلا وقد تطهر من الحدث الأكبر والأصغر، ومن ثم استقبال القبلة، إذ يجب تحديدها باتجاه الكعبة المشرفة، ومن الشروط الواجبة لصحة لصلاة ستر العورة لكل من الرجل والمرأة.

حكم صلاة الرجل مكشوف الكتفين

هذا من الأمور الخلافية فيما يخص عورة الرجل في الصلاة، إذ إن منطقة الكتفين لا تعد من عورة الرجل في شيء، ولكن يرى العلماء أن للصلاة أحكامًا مختلفة فمنطقة عاتق الرجل أي المنطقة ما بين الرقبة والكتفين، يجوز ظهورها في الصلاة مع استحباب تغطيتها، ولكن الحنابلة رأوا بوجوب تغطيتها والله تعالى اعلم.

كما يجب على المؤمن في هذه الحالات أن يأخذ الأحوط والأسلم له، كما أن المسلم في صلاته متوجه إلى الله عز وجل ويجب أن يكون ملتزمًا في لباسه الحشمة والترتيب والنظافة وأن يتحرى هذا قدر المستطاع، وقد ورد عن النبي الكريم أنه قال (لَا يُصَلِّي أحَدُكُمْ في الثَّوْبِ الوَاحِدِ ليسَ علَى عَاتِقَيْهِ شيءٌ)[صحيح البخاري|خلاصة حكم المحدث:صحيح]، ومن هذا الحديث يمكن الاستدلال على أن النبي صلوات الله عليه جاء باستحباب تغطية الرجل لعاتقيه في الصلاة، ولم يأتِ به على سبيل الوجوب أي أن الصلاة بكشفهما تكون صحيحة والله تعالى أعلم وأخبر^[١].

العورات في الصلاة

بالتأكيد تختلف عورة الرجل عن عورة المرأة في الصلاة، إذ إن عورة المرأة في الصلاة هي ذاتها عورتها خارج الصلاة، وهي الجسد كاملًا ما عدا الوجه والكفين، أي أنها مطالبة بتغطية سائر الجسد ولا تبقي إلا وجهها وكفيها، أما فيما يخص عورة الرجل فقد رأى جمهور العلماء أن عورة الرجل في المنطقة ما بين السرة والركبة، وقد رجحوا شمل السرة والركبة ضمن العورة^[٢].

ستر الكتفين في الصلاة أثناء الحج والعمرة

من الملاحظ أن ستر الكتفين في الحج والعمرة غير واجب، إذ إن غالبية المعتمرين يصلون ويؤدون المناسك مكشوف أحد الأكتاف ربما بسبب الحر الشديد، والبعض الآخر يغطي كليهما، وهذا الأمر يشير إلى أن الحكم في هذا الأمر فيه سعة، وأن الصلاة مقبولة في كلا الحالتين^[٣]، ولكن المسلم دائمًا يبحث عن الأجر الأكبر من خلال الأخذ بكل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لو لم تأتِ تلك الأمور بصيغة الأمر وجاءت بصيغة الاستحباب، فالأجر الذي يناله العبد باتخاذ القدوة الحسنة من النبي الكريم أجرٌ عظيم.

المراجع

1. ↑ "إظهار الكتفين في الصلاة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
2. ↑ "ما هي حدود العورة في الصلاة ؟"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.
3. ↑ "حكم صلاة من كشف إحدى كتفيه "، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 26-4-2020. بتصرّف.