كم عدد صلاة الوتر وكيفية صلاتها

صلاة الوتر وعدد ركعاتها

يقوم الإنسان المُسلم بأداء الفرائض من الصلوات يوميًا، وهي خمس صلوات مفروضة على كل فرد مسلم، ويُضاف إليها ما سنًه الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من ركعات يُؤديها المُسلم قبل كل صلاة من الفروض الخمسة التي فرضها الله سبحانه وتعالى خلال اليوم وبعدها، فيقوم بها المُسلم بهدف الاقتداء بسنة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والتقرب من الله سبحانه وتعالى، ومنها|صلاة الوتر؛ إذ يقوم الفرد المُسلم بأداء هذه الصلاة بركعات فردية وليست زوجيةً، ومن المعروف أيضًا في اللغة العربية أن كلمة وتر تعني الإفراد، سواء أكانت بفتح الواو أو بكسرها[١].


لا يوجد عدد ركعات محدد لهذه الصلاة العظيمة، إذ يُمكن للمُسلم أن يؤديها بما يشاء من الركعات، شريطة أن تكون فردية العدد، فيؤدي الفرد ركعةً واحدةً، أو ثلاث ركعات، أو خمسًا وهكذا، أمّا العدد الأفضل لركعات هذه الصلاة؛ فهو إحدى عشرة ركعةً، إلّا أنّه لا يتوجب على الإنسان المُسلم الذي يرغب بأداء صلاة الوتر، أن يلتزم بهذا العدد من الركعات، إنّما على قدر استطاعته وقدرته، ويقوم المُسلم بها بأداء الركعات الزوجية اثنتين اثنتين على التوالي حتى يُنهيها، ثم يوتر بالركعة الأخيرة، وذلك كما يرى بعض الفقهاء وعلماء الأمة[٢].


أما رأي الجزء الآخر من علماء الأمة الإسلامية، فإنهم يرون أنه في حال أنّ المسلم كان يريد أن يُؤدي صلاة الوتر ثلاث ركعات، فإنّ لذلك حكمين هما؛ إما أن يُصلي المُسلم الركعات الثلاث بتشهد واحد، أو يؤدي صلاة الوتر بثلاث ركعات، فهي أن يُصلي ركعتين ويتشهد ويُسلّم، ويلي ذلك الركعة الثالثة، فكما ورد عن الصحابي الجليل ابن عمر - رضي الله عنهما - أن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم، كان يفصل بين وتره وشفعه بتسليمة، أمّا في حال كان يرغب المُسلم بأداء صلاة الوتر خمس ركعات، أو سبع ركعات، فإنّه يمكن أن يؤديها كاملةً متصلةً، فلا يتشهد إلا تشهدًا واحدًا في آخرها، ثم يسلم بعدها[٣].


كما يُمكن أن يُؤدي صلاة الوتر تسع ركعات بأن يُصلي ثماني ركعات ثم يجلس ويتشهد ولا يُسلم، ثم يقوم من الركعة الثامنة، ويؤدي الركعة الأخيرة، ويتشهد مرةً أخرى ويُسلم، وكذلك إذا أراد أن يؤدي سبع ركعات، فإنه يتشهد بعد الركعة السادسة، ثم يقوم ويؤدي الركعة السابعة، ثم يتشهد مرةً أخرى ويُسلم[٤].


كيفية صلاة الوتر

السور التي يُسن للمُسلم أن يلتزم بقراءتها في صلاة الوتر، هي - كما ذُكر - بأن يقرأ المُسلم سورة الأعلى في الركعة الأولى، وسورة الكافرون في الركعة الثانية، وسورة الإخلاص في الركعة الثالثة، أما عن التفصيل في أداء صلاة الوتر، فإنّ صلاة الوتر صلاة عادية كأيّ صلاة أُخرى يُؤديها المُسلم، ويمكن للفرد المسلم أن يُؤدي القنوت خلال أدائه لصلاة الوتر المباركة؛ إذ يُستحب ذلك لكنّه ليس واجبًا، ويكون موقع القنوت في صلاة الوتر في عدة مواضع؛ فيمكن أن يكون في الركعة الأخيرة بعد الانتهاء من القراءة، وقبل أن يركع المسلم، أو بعد الرفع من الركوع أيضًا[٢]


أمّا أداء الفرد للقنوت في صلاة الوتر العظيمة فإنّه مُستحب، فقد كان النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يؤدي القنوت في صلاة الوتر، وذلك بالرغم من أنه قام به لمرات قليلة فقط خلال صلاة الوتر، كما يكون القنوت في صلاة الوتر العظيمة في آخر ركعة فيها، بعد أن ينتهي الفرد من القراءة، وصلاة القنوت ثبتت عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، أما إن أراد الفرد قضاء صلاة الوتر، فإنّه يُسن له أن يقضيها ضحى، بعد ارتفاع الشمس وقبل وقوفها، فتكون بذلك شفعًا وليست وترًا[٢].


وقت صلاة الوتر

يؤدي المسلم صلاة الوتر بعد أن يُصلي صلاة العشاء في أيّ وقت حتى صلاة الفجر، ومن المستحب تأخيرها ولا يُستحب أن يُؤديها بعد صلاة العشاء مباشرةً[٢]، فمن كان يطمع أن يقوم الجزء الأخير من الليل من المسلمين، فالأفضل له أن يُؤخر قيامه بصلاة الوتر العظيمة، فمن المعروف أنّ صلاة آخر الليل هي صلاة ذات ثواب عظيم، فمن كان يخاف من عدم قدرته على قيام الليل، فإنه يُؤدي صلاة الوتر قبل أن ينام، وهذا هو الصواب - كما قيل عن أغلب علماء وفقهاء الأمة الإسلامية[٣].


حكم صلاة الوتر

تُعدّ صلاة الوتر إحدى النوافل التي يقوم بها المسلم، وحكمها أنها واحدة من أهم السنن المؤكدة التي سنها الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم[٢]، كما أن المذهب الحنفي يرى أن صلاة الوتر من الواجبات، وهذا يدلّ على مدى أهمية هذه الصلاة المباركة والعظيمة، إلّا أنّ ما صح حول صلاة الوتر أنّها سُنة مؤكدة، ينبغي أن يلتزم بها الإنسان المسلم، ولا يتركها[٣]. أما عن علاقة صلاة الوتر بالشفع، فإنّ الشفع في بعض الأوقات يكون منفصلًا عن الوتر، وفي بعض الأحيان يكونان وترًا متصلًا، فيُصلي المُسلم خمس ركعات، أو سبع ركعات، أو تسع ركعات متصلة، والأمر في هذه الركعات واسع جدًا، فليس فيه حرج ولله الحمد[٤].


فضل صلاة الوتر

توجد الكثير من الأفضال لهذه الصلاة المباركة؛ إذ إنّ لصلاة الوتر من أفضال ومكارم ومحاسن يكسبها من يحافظ عليها، وعلى أدائها، حسب قدرته واستطاعته، فإنّه من شدة ما لهذه الصلاة العظيمة من فضل وقيمة، ولما لها من أهمية عظيمة، لم يكن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يتركها، سواء أكان ذلك في حضره عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم أو حتى في سفره[٢].


المراجع

  1. محمد الطايع (16-2-2010)، "صلاة الوتر: فضائل وأحكام"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح "المختصر المفيد في صلاة الوتر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت "الكيفيات الواردة لصلاة الوتر"، islamqa، 6-6-2004، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب "صلاة الوتر ووقتها وعدد ركعاتها وكيفية أدائها"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 8-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :