محتويات
حكم من لم يخرج زكاة الفطر قاصدًا
من لم يُخرج زكاة الفطر وهو قاصد عدم إخراجها فإنه آثم، ويجب عليه التوبة إلى الله تعالى وقضاؤها؛ وذلك لأنّ حكم زكاة الفطر صدقة واجبة، وقد أثبتت الأدلة الشرعية وجوبها، فعن ابن عمر رضي الله عنه قال: أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يُخرجُ صدقةَ الفطرِ قبل أنْ يخرُجَ عن ابنِ عمرَ بطولهِ، وفيه: وكان يأمرُنا أنْ نُخرجَها قبلَ الصَّلاةِ، وكان يُقسِّمها قبلَ أن ينصرفَ، ويقولُ: (أغنوهُمْ عن الطَّوافِ في هذا اليومِ)[١].
كما أنّ زكاة الفطر عبادة مثلها مثل الصلاة؛ ممّا يعني أنها لا تسقط عن صاحبها مع مرور الوقت، أما عن آخر وقت لإخراج زكاة الفطر فهو غروب شمس عيد الفطر، ودليل ذلك ما رواه ابن عمر رضي الله عنه، (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بزَكَاةِ الفِطْرِ، أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إلى الصَّلَاةِ)[٢]، لذا لا يجوز تأخيرها عن قصد بأي شكل من الأشكال[٣].
حكم من لم يخرج زكاة الفطر ناسيًا
من لم يُخرج زكاة الفطر وهو ناسي، يجب عليه إخراجها حين يتذكّر قضاءها، إذ يجدر به إخراجها للفقراء والمساكين، كما يجب عليه التوبة إلى الله عن التأخير والتكاسل الذي وقع فيهما[٤].
حكم من لم يستطع إخراج زكاة الفطر
في حال لم يستطع المسلم إخراج زكاة الفطر قبل خروج الناس لصلاة العيد كما وجب عليه فلن تسقط عنه، ويكون حكمها وجوب إخراجها ولو حتى بعد صلاة العيد، ودليل ذلك السؤال الذي وجّه إلى فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عن حكم عدم إخراج زكاة الفطر في وقتها، ليكون رده أن حكم زكاة الفطر فرض على كل مسلم من المسلمين، ذكر وأنثى، صغير وكبير، حر وعبد، ولا بد من إخراجها حال التمكن من ذلك، حتى وإن كان ذلك بعد الصلاة عيد الفطر.
وتجدُر الإشارة إلى أنّ زكاة الفطر تعامل معاملة العبادات المفروضة، ففي حال فوات وقتها لعذر أو سبب قاهر، عندها لا بد من قضائها حال زوال ذلك العذر أو السبب، وعادةً ما يجري قياس أحكام زكاة الفطر على أحكام الصلاة، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَن نَسِيَ صَلَاةً فَلْيُصَلِّ إذَا ذَكَرَهَا، لا كَفَّارَةَ لَهَا إلَّا ذلكَ)[٥]، لذا ومما سبق نجد أنه لا توجد لزكاة الفطر كفارة إلا قضاءها[٦].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
هل يُقبل الصيام لمن لم يُخرج زكاة الفطر؟
لا علاقة لإخراج زكاة الفطر بقبول الصيام من عدمه، وذلك لأنها تُعدّ من مُتمّمات الصيام، ودليل ذلك ما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنها [أيْ زكاةَ الفطرِ] طهرةٌ للصائمِ من اللغوِ والرفَثِ وطُعمةٌ للمساكين)[٧]، لذا في حال ترك زكاة الفطر لسبب أو لآخر فإنّ الصيام يُعدّ صحيحًا ونافذًا، لكنّه ناقص، فكما سبق وذكرنا، فإنّ الزكاة مُتمّم يجبر النقص الذي قد يقع فيه المسلم خلال أدائه لفريضة الصيام، تمامًا كما يجبر سجود السهو النسيان في الصلاة[٤].
هل توجد كفارة لتأخير زكاة الفطر؟
لا توجد كفارة لزكاة الفطر في حال تقاعس المسلم عن أدائها قاصدًا أو ناسيًا أو معذورًا، إلا التوبة بجانب قضائها[٤].
المراجع
- ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في الدراية، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1/274، أصله في الصحيحين عن ابن عمر.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:986، إسناده صحيح.
- ↑ "هل يُقبل الصيام في حال لم أخرج صدقة الفطر"، دار الإفتاء، 26/11/2012، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "حكم من تهاون في أداء زكاة الفطر حتى خرج وقتها "، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:597، إسناده صحيح.
- ↑ "لم يخرج زكاة الفطر فهل يخرجها الآن؟"، الإسلام سؤال وجواب ، 25/10/2008، اطّلع عليه بتاريخ 19/3/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه ابن باز، في فتاوى نور على الدرب لابن باز، عن ابن باز، الصفحة أو الرقم:15/27، إسناده صحيح.