فوائد ايات القران

فوائد ايات القران

مكانة القرآن الكريم

للقرآن الكريم مكانة جليلة وعظيمة، فهو كلام الله تعالى الذي أنزله لهداية الناس للصراط المستقيم، ومن اتّبعه فقد فاز فوزًا عظيمًا، ومن أعرض عنه فقد خسر خسرانًا كبيرًا[١]، فقراءة القرآن وتدبره من أفضل الأعمال إلى الله، ومن أفضل القربات، ففيه الخير العظيم والفائدة الكبيرة، كما قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9][٢]، ولهذا فكلُّ من قرأ القرآن قراءة صحيحة، يبتغي بها وجه الله تعالى، فهو موعود بالأجر العظيم، سواء أقرأه للحفظ أم للمراجعة أم للاستشهاد والاستدلال به أم لغير ذلك.[٣]


فوائد آيات القرآن الكريم

جاء ذكر فضل آيات القرآن وفوائد تلاوتها في مواضع كثيرة في القرآن والسنّة الشّريفة، ومن تلك المواضع ما يلي:[١]

  • منزلة القرآن الكريم العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، ومكانته الجليلة، إذ يقول في كتابه: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ} [الزخرف:3-4]، ويقول: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت: 41-42].
  • القرآن هو كلام الحق الذي يدحض الباطل، إذ يقول الله تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]، كما يقول: {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء: 18].
  • القرآن هو النور الذي يهدي الله به من يشاء من عباده، يقول تعالى: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [الشورى: 52].
  • القرآن شفاءٌ للناس، يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57].
  • القرآن هو الكلام الذي يُتعجب من بلاغته وإعجازه، إذ اتّبعه الجن حين سمعوه كما يقول الله تعالى: {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا} [الجن: 1، 2]، وقد تحدى الله الإنس والجن بالإتيان بمثل القرآن الكريم، فيقول الله تعالى: {قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا} [الإسراء: 88].
  • القرآن كلام الله الذي تكفّل الله بحفظه، فيقول: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر: 9].
  • الثواب العظيم لمن تدبّر القرآن وعمل به، فيقول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ} [فاطر: 29، 30].
  • بشارة للمؤمنين، وزيادة في الإيمان، وللمنافقين وعيد وخسران، {وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ} [التوبة: 124، 125].
  • رفع درجات المسلم عند الله بالقرآن الكريم، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللهَ يَرْفَعُ بِهَذَا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ) [المصدر: صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • إخبار النبيّ صلى الله عليه وسلم بما لقارئ القرآن من الحسنات، فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ {ألم} حرفٌ ولكن ألفٌ حرفٌ ولامٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ) [المصدر: الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما].
  • الأجر الكبير لمن أجاد التلاوة أو تتعتع بها، لأن له أجر مشقة المحاولة أيضًًا، فعن عائشةَ رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَثَلُ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ، وهو حافِظٌ له مع السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ، ومَثَلُ الذي يَقْرَأُ، وهو يَتَعاهَدُهُ، وهو عليه شَدِيدٌ فَلَهُ أجْرانِ) [المصدر: صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • شفاعة القرآن لصاحبه يوم القيامة فيجعله في أعلى المراتب، فعن أبي أُمَامَة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ) قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ [المصدر: صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يُقَالُ لصَاحِبِ القُرْآنِ: اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ؛ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّ مَنْزِلَتَكَ عِنْدَ آخِر آيَةٍ تَقْرَأُ بِهَا) [المصدر: صحيح الترمذي | خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح]


آداب قراءة القرآن الكريم

يجب على المسلم مراعاة العديد من الآداب عند قراءة القرآن الكريم، ومنها ما يلي:[١][٢][٤]

  • التدبر والتمعّن عند قراءة القرآن الكريم، يقول سبحانه وتعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، ويقول عبد الله بن مسعود: "لا تنثروه كنثر الرمل، ولا تهذُّوه كهذِّ الشعر، قفوا عند عجائبه، وحرّكوا به القلوب، ولا يكن همّ أحدكم آخر السورة".
  • الحفظ والمراجعة المستمرّة للقرآن الكريم، فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَعَاهَدُوا هَذَا القُرْآنَ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَهُوَ أَشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ فِي عُقُلِهَا) [المصدر: صحيح مسلم | خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • الخشوع عند تلاوة القرآن، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قالَ لي النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (اقْرَأْ عَلَيَّ)، قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، آقْرَأُ عَلَيْكَ، وعَلَيْكَ أُنْزِلَ، قالَ: (نَعَمْ) فَقَرَأْتُ حتَّى أتَيْتُ إلى هذِه الآيَةِ: {فَكيفَ إذا جِئْنا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بشَهِيدٍ، وجِئْنا بكَ علَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا} [النساء: 41]، قالَ: (حَسْبُكَ الآنَ) فالْتَفَتُّ إلَيْهِ، فإذا عَيْناهُ تَذْرِفانِ [المصدر: صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • تجنّب هجر القرآن، ويكون ذلك بهجر تلاوته، والتفكر بآياته، والعمل بها، فيقول الله تعالى: {وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا} [الفرقان: 30].
  • الإكثار من قراءة القرآن للمرأة والرجل، وللصغير والكبير، كما يقول الله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [الأنعام:155]، ويقول تعالى: {هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [إبراهيم: 52].
  • الالتزام بالآداب القلبية عند القراءة، كإخلاص النيّة لله وطلب رضاه، واستحضار عظم منزلة القرآن، وتجنّب المعاصي التي تمرض القلب وتضعف تأثره بالقرآن، وضرورة حضور القلب، وأن يستشعر بأن كل خطاب في القرآن موجهٌ إليه شخصيًّا، ليتأثر به ويستبشر عند الآيات التي تبشر بالثواب، ويخشع ويخاف عند التي تتوعد بالعذاب، وأن يسعى لفهم ما يقرأ.
  • الالتزام بالآداب العمليّة، ومن تلك الآداب ما يلي:
    • التطهر والوضوء، فقد رُوِيَ أنّ عَمْرًا بن حزم رضي الله عنهما قال: كتَبَ رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهلِ اليمنِ كتابًا، فكان فيه: (لا يَمَسَّ القرآنَ إلَّا طاهرٌ) [المصدر: تنقيح التحقيق| خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن].
    • استخدام السواك، واستقبال القبلة، لأنها أشرف الجهات وإن لم يستقبل القبلة فلا حرج في ذلك.
    • الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم وقراءة بسم الله الرحمن الرحيم إذا بدأ من أول السورة، وتجنب قطع القراءة بكلام لا فائدة فيه، واجتناب الضحك واللغط والحديث إلا لكلام يضطر إليه.
    • تحسين الصوت بقراءة القرآن ما استطاع المسلم، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (زيّنوا القرآن بأصواتكم، فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حُسنًا) [المصدر :الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح] وأن يرتل قراءته، إذ يقول الله تعالى: {ورتّل القرآن ترتيلا} [المزمل: 4].
    • احترام المصحف، فلا يضعه المسلم على الأرض، ولا يضع فوقه شيئًا ولا يرميه حين يناوله لغيره.
    • اختيار المكان المناسب بعيدًا عن مشتتات الانتباه، والوقت المناسب وأفضل القراءة ما كان في الصلاة، وقراءة الليل، خاصة في النصف الأخير من الليل، أما قراءة النهار فأفضلها بعد صلاة الفجر.
    • ترديد الآية للتفكر بها والتأثر فيها، وقد ثبت عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قام الرسول صلى الله عليه وسلم بآية يرددها حتى أصبح، والآية: {إن تعذبهم فإنهم عبادك وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 78] [المصدر: صحيح ابن ماجه |خلاصة حكم المحدث: حسن].


المراجع

  1. ^ أ ب ت د. أمين بن عبدالله الشقاوي (12-9-2007)، "فضل القرآن وقراءته"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  2. ^ أ ب الإمام بن باز، "فضل قراءة القرآن وتعلم"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  3. موقع الإسلام سؤال وجواب (24-6-2015)، "ثواب قراءة القرآن الكريم تشمل كل من قرأ القرآن"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.
  4. فريق موقع سؤال وجواب، "آداب قراءة القرآن"، fatwa.islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 18-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :