محتويات
القرآن الكريم
لقدَّ خصَّ الله تعالى المسلمين بالقرآن الكريم، وأنزل فيه آياتٍ تتلى آناء الليل وأطراف النّهار إلى يوم الدين فيها من البركة والتّيسير والفضل الكبير الذي لن يحصيه أي كائن من البشر مهما بلغ من العلم والقدر، وأخبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أمّته بفضائل وفوائد خصّ بها الله بعض السور من القرآن وتتحصّل بالمداومة على قراءتها وحفظها والتّدبر في معانيها والعمل بأحكامها؛ ومن هذه السّور التي وردت في السنة النبوية سورة الفاتحة، والبقرة، وآل عمران، والكهف والإخلاص، والكافرون، والمعوذتين وغيرها الكثير من السُّور؛ وتوجد الكثير من الآيات القرآنية التي تحث على قراءة القرآن الكريم كله، إذ قال تعالى على لسان نبيه محمد -صل الله عليه وسلم-: [ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَـذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ] [النمل: 90-92]، وقال جل وعلا: [اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ] [العنكبوت: 45]، بالإضافة إلى قوله تعالى: [وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا] [الفرقان: 30]، إلى جانب العديد من الآيات الأخرى والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على قراءة القرآن وتنهى عن هجره.[١]
تعريف بسورة الملك
هي سورة مكيَّة عدد آياتها ثلاثون آيةً وتقع في بداية الجزء التاسع والعشرين، والحزب السابع والخمسين، ونزلت بعد سورة الطّور، وقيل في سبب نزولها أنَّ مشركي مكة كانوا يسرّون قولهم ويتحدثون عن أشرف الخلق محمد -صلّى الله عليه وسلم- من وراء ظهره، فجاءت آية: [وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ] [الملك: 13] ليخبرهم الله تعالى أنهم إن تحدّثوا في العلن أو السر فإنّه يعلم مكنونات صدورهم، وسمّيت بهذا الاسم لأنه جاء فيها ذكر لأحوال ملك الله، ووردت لها بعض التسميات.[٢]
فوائد سورة الملك
لكل سورة من سور القرآن فوائد عظيمة لا يمكن إحصاؤها، وفيما يلي إشارة إلى فوائد سورة الملك:[٣]
- تجادل سورة الملك عن صاحبها يوم القيامة لتدخلة الجنة، ومن هذا الباب جاءت تسميها بالمجادلة.
- تشفع لقارئها ومن يلازمها يوم القيامة حتى ينال المغفرة ويدخل الجنة.
- تقي صاحبها عذاب القبر وتمنعه عنه ومن هنا جاء وصفها بالمانعة؛ عن عبدِ اللهِ بنِ مسعودٍ قال: "من قرأ {تباركَ الذي بيدِه الملكُ} كلَّ ليلةٍ؛ منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ، وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها: (المانعةَ)، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ، فقد أكثر وأطاب" [ المصدر: صحيح الترغيب|خلاصة حكم المحدث: حسن].
- يكمن في قراءتها إحياءٌ لسنة النبي محمد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كان عليه الصلاة والسلام يقرأها عند النوم.
- تمنح سورة الملك شعور التوكل والثقة بالله تعالى من خلال مواضيعها الرئيسية التي تتمحور حول توحيد الله عز وجل والإقرار بألوهيته وحده وأن كل شيء في الكون بيده، فهو وحده عز وجل المهيمن على كل شيء في الحياة بما فيها من إنسان، وحيوان وجماد، مما يُشعر المؤمن بالقوة لاعتماده على الله جل وعلا.
- تخبر المؤمنين عن سبب وجودهم في الحياة، إذ جاء الجواب عن هذا السؤال في الآية القرآنية: [الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا] [الملك: 2].
ولنيل فضائل سورة الملك وتحقيقها لا بدّ من العمل والالتزام بما ورد فيها من أحكام، والمداومة على قراءتها كل يوم لا سيما عند النوم اقتداءً بالنّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، والإيمان إيمانًا يقينيًّا بما جاء فيها وتصديق أخبارها وتدبّر معانيها وأحكامها.
أسماء سورة الملك
وردت العديد من المسمّيات لسورة الملك، وهي:[٤]
- المنجية، وقد تكون صفةً لها لا اسمًا؛ كما جاء حديث عن الرسول بأنه وصفها بالمنجية.
- المجادلة، إذ تجادل عن صاحبها عند سؤال الملكين.
- تبارك الملك بضم الكلمتين إلى بعضهما.
- المانعة.
- تبارك الذي بيده الملك؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أن سورةَ مِن القرآنِ ثلاثون آيةً شَفَعَتْ لرجلٍ حتى غُفِرَ له وهي تبارك الذي بيده الملك) [المصدر: نيل الأوطار|خلاصة حكم المحدث: له شاهد بإسناد صحيح].
- سورة الملك، وهي أكثر التسميات شيوعًا في كتب السنة والتفسير.
مضمون سورة الملك
سورة الملك هي إحدى السور المكيّة التي تعالج موضوع العقيدة في أصولها الكبرى، وفيما يلي مضمون الآيات الكريمة:[٥]
- توضيح أولى الأهداف من الآيات؛ وهو الإقرار بهيمنة الله تعالى في الأكوان بإثبات أن كل شيء بيده وحده، فهو وحده القادر على التصرف في ملكوته، وبذلك حث المسلم على التفكر بملكوت الله تعالى وعظيم صنعه حتى يستدل على وحدانيته وقدرته.
- تضمنت الآيات الممتدة من الآية 3 إلى الآية رقم 5 شواهدًا على خلق الله تعالى وإبداعه في خلقه، فتحدثت الآيات عن خلق الله للسماوات والنجوم.
- تناولت الآيات الكريمة الممتدة من آية رقم 6 إلى آية رقم 15 حديثًا عن الكفار والمجرمين، فبينت حالهم يوم القيامة والعذاب الذي ينتظرهم وبينت عاقبة كل من يكذب بالبعث والنشور من الكاذبين والجاحدين لقدرة الله تعالى ونعمه، كما قارنت بعضُ الآيات الكفار بالمؤمنين بهدف ترغيب العباد وترهيبهم ليتقوا غضب الله، ففي الآيات توجيه للإنسان للاعتبار بما أصاب من سبقهم من الأمم ممن كذّب بآيات الله وجحد بقدرته.
- أنذرت الذين كذبوا بالرسول -صلى الله عليه وسلم- بوقوع العذاب عليهم.
- أظهرت نعم الله على الخلق أجمعين، إذ منحهم القدرة على السمع، والرؤية، والفؤاد وغيرها من النعم التي لا تُعد ولا تحصى مما يستحق الشكر الدائم، إلا أنه ما زال يوجد من يعاند وينكر البعث والحساب.
- اختُتمت الآيات ببيان حال الكفار عند رؤيتهم العذاب، كما بينت تفرد الله سبحانه بالنعم جميعها، لا سيمانعمة الماء الذي لا يقدر أحد سواه على الإتيان به.
لماذا عليكِ حفظ سور القرآن الكريم؟
حفظ القرآن الكريم من الأمور الهامة، فإن جعلتِ آيات القرآن رفيقة لكِ أينما ذهبتِ، سيرزقكِ الله التوفيق والسداد في كل أموركِ، ومن فضائل حفظكِ القرآن الكريم:
- يحقّق لكِ الرفعة والعزة في الدنيا والآخرة، فحافظ القرآن يحبه الله ويجعله من أهله وخاصته ومن المقربين إليه، ومَن أحبه الله أحبته الملائكة ووُضع له القبول في الأرض فأحبه الناس جميعًا.
- تنالينَ الأولوية في إمامة جمعٍ من النساء، فالمؤمن يحب أن يبقى دائمًا في الطليعة في كل ما يتعلق بدينه، وأجر إمامة المسلماتِ في الصلاة عظيم، وهذا الشرف يناله حافظو القرآن قبل غيرهم من الناس.
- يشفع لكِ يوم القيامة، ويُكفّر عنكِ سيئاتكِ ويغفرها.
- ترتقينَ بحفظه في أعلى منازل الجنة.
- يُكرمُ الله سبحانه وتعالى والديكِ، ويرفع منزلتهم وقدرهم.
المراجع
- ↑ الشيخ د. علي ونيس (2009-9-1)، " ما هي السور التي تقرأ يوميًّا؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-2. بتصرّف.
- ↑ "سورة الملك 67/114"، المصحف الالكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-2. بتصرّف.
- ↑ د. عبدالسميع الأنيس (2015-10-26)، " لماذا نقرأ سورة (تبارك الذي بيده الملك) كل ليلة؟ "، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-3. بتصرّف.
- ↑ "أسماء سورة الملك "، إسلام ويب، 2003-10-2، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-2. بتصرّف.
- ↑ "سورة الملك"، المصحف الالكتروني، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-2. بتصرّف.