محتويات
التقرب إلى الله
يتمنى المؤمنون الفوز بحب الله عز وجل في الدنيا والآخرة، وتوجد الكثير من المواقف الحياتية التي تجعل الإنسان يبحث عن ذلك الحب خاصةً إذا بحث عن أثر حب الله للإنسان[١]، ومن هذا المنطلق فإنَّ كثيرًا من الأشخاص يشعرون بحبهم الشديد لله عز وجل، كما يشعرون بوجود الرابط الوثيق والقوي بينهم وبين الله، ولا تُعرف ماهيّة ذاك الرباط، ولكن سببه هو الإحساس الدائم بوجود الله عز وجل والاتصال الوثيق به والحديث معه، وغالبًا ما تحدث أمور مع الإنسان يشعر من خلالها بقدرة الله على حمايته من ارتكاب الأخطاء، لذا فإنَّ كثيرًا من الأشخاص يبحثون عن أفضل الطرق المتبعة لزيادة استشعار القرب من الله عز وجل، ولمعرفة ذلك الأمر إليكم هذا المقال[٢].
طريقة التقرب إلى الله عز وجل
إنَّ طريق التقرب إلى الله عز وجل موضح في كثير من الكتب خاصةً أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يترك خيرًا إلا ودّل عليه، ولم يترك شرًّا إلا وحذر منه، وتوجد الكثير من الأحاديث النافعة التي تبين أهمية التقرب إلى الله وطريقته، أي إنَّ المفسرين يعتمدون على الأحاديث التي تبين بوضوح الطريق القويم لإنشاء علاقة قوية مع الله، ولا يتحقق القرب إلا من خلال العمل لوجه الله تعالى واتباع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويكون ذلك على النحو التالي[٣]:
- أداء الفرائض، ويشمل ذلك أداء الواجبات واجتناب المحرمات والمنكرات، لأنَّ تلك الفرائض من الطرق التي تعود على الإنسان بالأجر والثواب، كما يُمكن التقرب لله بعد الفرائض بالنوافل التي أمر بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولكن على المسلم مجاهدة نفسه لأداء الفرائض التي فرضها عليه الله مثل الصلوات الخمس التي تُعد من أهم الفرائض وأداء الزكاة والصوم والحج إذا كان المسلم قادرًا عليه، وكذلك الأمر بالنسبة للفرائض الأخرى مثل بر الوالدين وصلة الرحم وأداء حقوق العائلة مثل الزوجة والأطفال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- إخلاص العبادات لله عز وجل، وحبه وحب رسوله وشريعته وحب المؤمنين، بالإضافة لذلك يجب التوكل على الله والخوف منه ومجاهدة النفس على أداء جميع الفرائض وحقوق الله عز وجل، ويُقصد بذلك تنفيذ فرائض الترك أي التي فرض الله عز وجل علينا أن نتركها، وأهم الأمثلة عليها ترك الزنا والربا وشرب الخمر والسرقة والظلم والغيبة والنميمة، وإذا فعل الإنسان ذلك الأمر عليه المبادرة فورًا للتوبة من المعاصي والآثام التي ارتكبها.
- الإكثار من النوافل في العمل، فالمسلم يحتاج أن يصل إلى درجة رفيعة من الله عز وجل، وذلك الأمر بهدف كسب حب الله عز وجل، والنوافل كثيرة وتتطلب من المسلم البدء بالأهم ثمَّ المهم، وأفضل تلك النوافل تعليم الإنسان المسلم العلوم الشرعية للناس، بالإضافة إلى قيام الليل وصلاة الوتر.
- الإكثار من ذكر الله عز وجل والصدقة، وهنا يتوجب على الإنسان فعل ذلك الأمر من خلال ترتيب ساعات يومه وليلته، وجعل الفريضة في وقتها والنافلة في وقتها أيضًا، والاستعانة على ذلك الأمر بمجالسة الأشخاص الصالحين الذين يتصفون بالخير والعزة والنخوة.
- الصلاة بخشوع تام؛ لأنَّ الصلاة دون خشوع مثل الجسم بغير روح، ومما يعين على ذلك الأمر استحضار قلب الإنسان في صلاته، والاستعداد لها قبل الدخول فيها، وإتقان الطهارة، وإسباغ الوضوء، واستشعار عظمة الله عز وجل بين يدي الله تعالى، ومن الضروري تأمل جميع هذه الأفعال بهدف تحقيق الخشوع وكسب الأجر والثواب العظيم[٤].
- بر الوالدين: رضا الله من رضا الوالدين، فعلى المسلم أن يحرص على طاعة والديه وبرهما ومعاملتهما معاملةً حسنةً والدعاء لهما بعد مماتهما، فقد بين الله في القرآن الكريم فضل الوالدين وأمر بطاعتهما بالمعروف.
- الإكثار من الصلاة على حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم: والصلاة عليه عندما يذكر في المجالس فهذا يزيد الأجر والتقرب إلى الله تعالى.
- الدعاء: وهو سلاح المؤمن والله يحب العبد الذي يلحّ في الدعاء، فالدعاء له قدرة هائلة على تحسين الحال، فعلى المسلم أن يدعو لنفسه بأن يوفقه الله في حياته وفي الأمور التي يريد أن يصل إليها، فالله هو مدبر الأمر كله وهو سبحانه إذا قال لشيء كن فإنّ يكون.
- صلة الأرحام: ولما لها من أجر عظيم وبها يتقرب العبد لربه، فعليه أن يصل رحمه ويسأل عنهم دائمًا، ويتفقدهم ويشاركهم في أفراحهم وأحزانهم.
- الصبر على الأحزان: وجعلها عبادة واحتسابها عند الله تعالى؛ لأنّه سبحانه وتعالى بيده الأمر كله فهو قادر على إخراجك من مصابك.
أهمية التقرب من الله
إنَّ الربح يكون من خلال القرب من الله عز وجل، ويكون ذلك من خلال توسيع صلاحيات الذات في الحياة الدنيا والتقرب من الخالق لأنَّ الإنسان حبيب الله، كما يُمكن توسيع القدرات في فعل ما يُرضي الله في المسيرة الحياتية لأنَّ الله يقوي شخصية الإنسان كثيرًا، وهنا تجدر الإشارة إلى أنَّ الصلاة من أولها لآخرها دعاء، والله عز وجل يستجيب دعوة الشخص الذي يدعوه، لذا يتوجب على الإنسان التقرب من الله عز وجل بالصلوات والطاعات والنفقات حتى لا تنقطع علاقته به، ويُعد الإنسان مقصرًا إذا قطع الصلاة أو فرضًا من الفرائض، ومما لا شكَّ فيه أنَّ التقرب لله عز وجل من الأمور المحببة والجيدة للغاية، فقد كان القرب عونًا لسيدنا موسى عليه السلام، وكان سندًا له في مواجهة فرعون وجنوده، ثمَّ مواجهة قارون والكنوز الخاصة به، والسحرة وكيدهم، والصحراء الشرقية والبحر وبني إسرائيل[٥].
بالإضافة لذلك إنَّ القرب من الله عز وجل جلال وهيبة ووقار، كما أنه كان عونًا لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أمام أبي جهل وجبروته وبطشه وقوته وأمام أبي لهب ورفاقه، وأعانه أمام كفار مكة المكرمة والعناد الذي تميزوا به، والتقرب من الله فلاح ورخاء وعلم ونصرة وقضاء لاحتياجات الإنسان المختلفة، وإذا نظر المؤمن لما بعد الحياة الدنيا فإنه لن يجد أفضل الناس حظًا من التقرب لله عز وجل[٥].
طريق العودة لله
يُمكن العودة لله عز وجل بطرق مختلفة، ويتمثل ذلك على النحو التالي[٦]:
- البحث عن الأسباب التي تؤدي للوقوع في المعاصي والآثام، ثمَّ تحديدها بدقة كاملة، ومن الضروري تحديد المعاصي التي وقع فيها الإنسان، وتحديد ما إذا كانت من الكبائر أم الصغائر.
- وضع خطة محكمة بهدف القضاء على جميع أسباب الضعف والعودة للمعاصي والآثام، وإذا كان سبب ذلك الأمر هو الأصدقاء فيجب تركهم والبحث عن آخرين ولو تطلب ذلك بعض الوقت.
- ترك السبب وراء البعد عن الله سواءً أكان المكان أو الشارع أو السكن، ثمَّ البحث عن بديل مناسب قدر الإمكان، وإذا كان سبب ذلك هو الشبكة العنكبوتية فإنه من الضروري وضع مجموعة من الضوابط عند استخدامه، كأن لا يُفتح في أوقات العبادات أو تحديد الموضوع المراد مشاهدته والتأكد من أنّ له فائدة.
- البحث عن الأصدقاء الصالحين أو العودة إليهم بهدف قضاء أجمل وأفضل الأوقات معهم خلال فترة الفراغ، ومن الضروري تجنب تركهم بغض النظر عن الأسباب لما في الأمر من عون وطاعة واستقامة.
- وضع خطة مبسطة بهدف حفظ آيات القرآن حتى لو كان مقدار الحفظ آية أو آيتين في اليوم الواحد.
- الحفاظ على صلاة الجماعة، ووضع منبه يذكر الإنسان بجميع أوقات الصلاة خاصةً صلاة الفجر.
- تخصيص يوم من أيام الأسبوع بهدف زيارة المرضى خاصةً إذا كانوا من الحالات الصعبة، ويُمكن زيارة المقابر من فترة لأخرى.
- الإكثار من التوبة والاستغفار والصلاة على سيدنا محمد عليه السلام حتى لو لمئات المرات.
- الاجتهاد في الدعاء والإلحاح فيه بهدف مغفرة الذنوب والتوبة والحفظ من الوقوع في المعصية والآثام.
- طلب الدعاء بالهداية والتوفيق من الوالدين والأقارب والأصدقاء الصالحين.
- الاهتمام بالدروس والمذاكرة، واتخاذ التفوق هدفًا أساسيًّا، وعدم الرضا بأي بديل، وبذل جميع الأسباب بهدف الإعانة على ذلك الأمر.
المراجع
- ↑ "يكفيك حب الله عز وجل"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي (23-2-2014)، "كيف أحقق منزلة القرب من الله؟"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "طريق التقرب إلى الله"، الاسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019. بتصرّف.
- ↑ "طريق التقرب إلى الله والخشوع في الصلاة"، إسلام ويب، 21-10-2002، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019.بتصرّف.
- ^ أ ب محيي الدين صالح (11-2-2010)، "أهمية القرب من الله"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019. بتصرّف.
- ↑ الشيخ / موافي عزب، "طريق العودة إلى الله.. والتخلص من الذنوب"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 6-11-2019. بتصرّف.