محتويات
فضل قراءة القرآن
أمر الله سبحانه وتعالى بالمحافظة على قراءة القرآن الكريم؛ إذ تُعدّ قراءته من أعظم ما يتقرب به العبد لله عزّ وجل، وهي من صفات المؤمنين الصادقين، وسبب لرفعة المؤمن في الدنيا والآخرة، وسبب لنزول السكينة والرحمة، إضافةً إلى أنّ الله سبحانه وتعالى يذكره فيمن عنده، ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّه قال: (ما اجتمعَ قومٌ في بيتٍ من بيوتِ اللَّهِ تعالى يتلونَ كتابَ اللَّهِ ويتدارسونَه بينَهم إلَّا نزلت عليهمُ السَّكينةُ وغشيتهمُ الرَّحمةُ وحفَّتهمُ الملائِكةُ وذَكرَهمُ اللَّهُ فيمن عندَه) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح]. كل حرف من القرآن بعشر حسنات، فالتالون لكتاب الله تعالى هم أهل الله وخاصته، وبتلاوته ينال المؤمن الشفاعة يوم القيامة، كما أنّ تلاوته تُورث الدرجات العُليا في الجنة[١].
طريقة قراءة القرآن
أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم على قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحه وترتيله حيث ورد في كتابه عزّ وجل أنّه قال: [وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ﴿٤﴾] [المزمل:4]، والمقصود بترتيل القرآن الكريم قراءته قراءة سليمة وصحيحة من خلال التأني في القراءة وتبيين الحروف، وإعطاء كل حرف في القرآن الكريم حقه سواء أكان ذلك من مخارج الحروف المُستحقة، أو الأحكام المُترتبة على الحرف من إظهار وإخفاء، واللتزام بأحكام قراءة القآن الكريم كاملةً، فالتأني في قراءته يُساعد في قراءته قراءة سلمية، وفهم معانيه جيدًا. هناك العديد من كتب التجويد التي تُعلّم أحكام تجويد آيات القرآن وترتيلها يُمكن العودة إليها والاستفادة منها، ومنها: كتاب فن الترتيل في أحكام التجويد لعبدالله الصباغ[٢].
آداب قراءة القرآن
تُوجد العديد من الآداب التي يجب مراعاتها والالتزام بها أثناء قراءة القرآن الكريم، وفيما يلي أهمها[٣]:
- الطهارة: إذ يُستحب قراءة القرآن الكريم على طهارة، وإذا لم يجد ماء للوضوء والطهارة، فعليه بالتيمم للمحافظة على طهارته.
- تنظيف الفم بالسواك أو غيره: من آداب قراءة القرآن الكريم تنظيف الفم جيدًا سواء أكان بالسواك أو غيره مما يُنظّف به، ويُبدأ بالجانب الأيمن من الفم، وينوي بذلك الإتيان بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم-.
- إخلاص النيّة لله تعالى: يجب على المؤمن أن يستحضر الله سبحانه وتعالى في نفسه ويناجيه، فبتلاوته تنشرح الصدور وتستنير القلوب.
- اختيار مكان نظيف لتلاوة القرآن: السبب الذي جعل أغلب علماء المسلمين استحباب قراءة القرآن في المسجد؛ أنه يُعدّ من أنظف وأشرف الأماكن.
- استقبال القبلة عند تلاوة القرآن الكريم إذا كان في غير الصلاة: يجب على المؤمن الجلوس بخشوع وسكينة ووقار، وأنّ يكون الجلوس ذاته بأدب ومطرقًا رأسه، هذا هو الأفضل والأكمل لتلاوتة كتاب الله، ولكن يجوز تلاوته لو كان المؤمن قائمًا، أو في فراشه، أو في أيّ حالٍ كان بها وله الأجر في ذلك.
- الاستعاذة بالله سبحانه وتعالى قبل البدء بالتلاوة: ويكون بقول أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، ويُمكنه أن يزيد بقول: من همزه ونفخه ونفثه.
- الحفاظ على قول"بسم الله الرحمن الرحيم": تكرار قولها عند البدء بتلاوة أول كل سورة من سور القرآن الكريم، عدا سورة التوبة.
- التكرار والتركيز: يُستحب إعادة قراءة الآية الواحدة أكثر من مرة وترديدها للتدبّر والفهم،الحرص على التركيز في تلاوة القرآن الكريم، وعدم قطعه للحديث مع الآخرين، إلّا للضرورة كرد السلام.
- تجنّب الإسراع في قراءة كتاب الله: قد نُهي عن الإفراط في الإسراع بقراءته، بل يجب تلاوته وترتيله بتدبّر، فهذا أشدّ تأثيرًا في القلب.
- تعظيم كتاب الله واحترامه وتوقيره: تجنّب الضحك أو المزاح أو الغلط والقرآن بين اليدين.
- قراءة القرآن الكريم من المصحف الشريف أفضل من قراءته عن ظهر قلب: قراءة القرآن الكريم عبادة أمرنا بها الله سبحانه وتعالى، وأمرنا بالنظر في المصحف الشريف أيضًا، لتجتمع القراءة والنظر معًا في كتابه عزّ وجلّ.
مراتب تلاوة القرآن الكريم
لقد صنّف علماء التجويد ثلاثة مراتب رئيسيّة لتلاوة القرآن الكريم، ليختار المسلم ما يُناسبه من الطرق وما يُناسب طريقة ترتيله، وما يكون مُناسبًا وسهلًا للسانه، كما ورد في قوله تعالى: [الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ أُولَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴿١٢١﴾ ] [البقرة:121]، بعيدًا عن الهرمة في التلاوة، والتي يٌقصد بها تلاوة كتاب الله بسرعة وعلى عجلة وبتر الحروف وعدم مراعاة مخارجها وأحكام التجويد وفيها، وفيما يلي مراتب التلاوة الثلاث[٤]:
- الترتيل: ويُقصد به قراءة القرآن الكريم بتدبّر وتأنّي لفهمه، وتجويد الحروف ومنحها حقها وإعطاؤها صفاتها من التفخيم والترقيق وغيره، وهو أفضل مراتب التلاوة، والدليل على ذلك ما ورد في قوله تعالى: [ وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا ﴿١٠٦﴾][الإسراء:106].
- الحدر: وهي المرتبة الثانية من مراتب تلاوة القرآن الكريم بعد الترتيل، يُقصد بها إدراج القراءة وسرعتها، مع مراعاة المحافظة على أحكام التجويد أثناء التلاوة، ويجب تجنّب بتر الحروف وإلغاء الغنة والمدّ.
- التدوير: وهي المرتبة الثالثة، وتُقع كحالة متوسطة ما بين بين تلاوة الترتيل والحدر.
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
تُوجد العديد من الأسئلة التي قد تحتاجين للإجابة عنها فيما يخصّ تلاوة القرآن الكريم، وفيما يلي أهمها:
هل يصح للمرأة أن تقرأ القرآن بدون حجاب؟
قد تتساءلين فيما إذا كان يجوز للمرأة قراءة القرآن الكريم بدون حجاب أو لا، والجواب أنّه لا مانع في ذلك، فلبس الحجاب ليس شرطًا لتلاوة القرآن الكريم، وإنّما يُشترط ويتوجّب الحفاظ على ارتدائه في الصلاة وبحضور رجال أجانب سواء أكان ذلك أثناء تلاوة القرآن الكريم أم لا[٥].
هل يصح للمرأة الحائض قراءة القرآن دون لمس المصحف؟
قد تتساءلين أيضًا فيما إذا كان يصحّ للمرأة الحائض قراءة القرآن الكريم دون لمس المصحف أم لا، ولقد اختلف علماء المسليمن في ذلك، ولكن اجتمع علماء المذاهب الأربعة على أنّه لا يجوز للحائض لمس المصحف الشريف أثناء فترة حيضها، والدليل على ذلك ما ورد في قول الله تعالى:[ لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ][الواقعة :79]، وأجاز بعض العلماء لها قراءة القرآن الكريم دون لمس المصحف إذا طالت فترة الحيض مدّة طويلة، ويجوز للحائض لمس المصحف بحائل فيما إذا كان ذلك لحفظه ومراجعته ودراسته أو تدريسه لتجنّب نسيانه، كما ذهب ابن تيمية إلى وجوب ذلك عليها إن غلب على ظنها النسيان إن لم تراجعه[٦].
المراجع
- ↑ زياد محمد العمري، "فضل قراءة القرآن"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-04. بتصرّف.
- ↑ "قراءة القرآن الصحيحة هي الموافقة لقواعد التجويد"، إسلام ويب، 2001-03-12، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-04. بتصرّف.
- ↑ محمود العشري (2013-12-08)، "آداب قراءة القرآن الكريم"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "معاني التلاوة ومراتبها وأفضلها"، إسلام ويب، 2004-07-30، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "لا يشترط الحجاب لتلاوة القرآن"، إسلام ويب، 2004-02-16، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.
- ↑ "الحائض... بين جواز قراءة القرآن والمنع"، إسلام ويب، 2002-01-19، اطّلع عليه بتاريخ 2020-10-05. بتصرّف.