محتويات
دعاء نية صيام شهر رمضان
يُستحب للمسلم أن يقول لنيّة صوم شهر رمضان (نويت أن أصوم غدًا عن أداء فرض رمضان لله تعالى) هذا إن نوى عن كل يوم، أمّا إن نوى لكل الشهر فيقول ( نويت أن أصوم فرض رمضان لله تعالى)، ويجب على المسلم تعيين نيّة الصوم، بمعنى أن يستحضر في قلبه جنس الصّيام الذي ينويه، مثلًا استحضار نيّة صيام رمضان، أو أداء الكفارة، أو النذر، وهذا لأن صيام رمضان مرتبط بوقت، لذا وجب تعيين جنس الصوم، كما لا يجب تعيين نوع الصّيام، كأن ينوي صيام رمضان هذا العام، أو تحديد نوع الكفارة؛ ككفارة يمين أو نذر؛ فلو أفطر المسلم أيامًا من عدّة رمضانات، ثم أراد القضاء، فإن نَوى صيام القضاء دون تحديد السّنة فصيامه صحيح، ويقع اليوم الذي صامه عن إحدى أيام القضاء التي في ذمته، وهذا ينطبق على صيام الكفّارة، فلو كان على المسلم صيام أكثر من كفّارة ونوى صيام الكفارة دون تحديد نوعها فصيامه صحيح، وينطبق عليه نفس الحكم على جميع الصوم الواجب[١].
حكم النية في صوم رمضان
الصوم عبادة بدنية تفتقر إلى نية كغيرها من العبادات مثل الصّلاة؛ وشُرّعت النيّة لتتميز العبادة عن غيرها من الأفعال التي تشابه في ظاهرها العبادات، فمثلًا قد يمتنع أحد عن الأكل لأي سببٍ كان، والامتناع عن الطعام يدخل في تعريف الصوم لغويًا، وللتمييز بين المعنيين وجبت النية، أي لبيان ما إذا كان الامتناع عن الطّعام لأجل عبادة الصوم أم امتناع عن الأكل فحسب، وقد اتّفق علماء المذاهب الأربعة أنّ الصوم لا يصح ولا يقبل من المسلم ولا يسقط من ذمته بلا نية، إذًا فحكم النيّة في الصيام هو الوجوب، سواءً كان الصوم فرضًا أم سنّة.
واستدلّ العلماء بحديث النية على وجوب النية للعبادات التي لا تتميز عن غيرها بلا نية من خلال الحديث (عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول صلى الله عليه وسلم: إنَّما الأعمالُ بالنيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرئٍ ما نوى) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح][٢][٣].
شروط النية في صوم رمضان
النيّة هي قصد القلب فعل شيءِ مقترنًا بفعل ذلك الشيْ، فمثلًا عند الصلاة يتحرك القلب ويقصد بحركات جسده فعل الصلاة، فالنية هي أساس ومقدّمة لفعل، وهي من شروط قبول العبادات، وللنية بشكلٍ عام شروط في جميع العبادات، ولنية الصوم شروط زيادة على الشروط العامة، وتبين هذه الشرط في نقاط، هي:
- الإسلام: لا تُقبل العبادات من كافرٍ وغيره؛ لأنه ليس أهلًا للنية[٤].
- التمييز: أي أن يكون المسلم يعرف ما يقوم به في العادة، ويستطيع القيام بأموره اليومية، فلا تصح نيّة الصوم وغيرها من العبادات، من صغيرٍ غير مميز ولا مجنون، لعدم صحة القصد منه[٤].
- دخول وقت العبادة: لا تصح النية قبل الوقت الذي تتطلب العبادة الأداء فيه، وفي الصوم لا تصح النية في الأيام التي تسبق دخول شهر رمضان[٤].
- العزم على الصوم: لا يشترط لصحة النيّة التلفّظ بها، ولكن يستحب ذلك ليوافق القلب اللسان وللخروج من خلاف العلماء[١].
- الجزم في نية الصوم: أي لا يتردد في نية الصوم الواجب؛ كأن يقول هل أصوم غدًا أم لا، واستمر في ذلك التردد حتى طلع الفجر وهو بداية اليوم الذي يجب الإمساك عنده، ثم نوى الصيام بعد الطلوع، فهذا الصوم غير صحيح، إلا أنه[٢] عليه إمساك صيامه، ثم قضاء اليوم الذي تردد في نيّة صيامه، والأفضل استمرار نيّة الصوم في جميع اليوم، فلا ينوي في قلبه بقطع الصوم في لحظةٍ ما مع عدم فِعل مُبطلات الصوم[٢].
- تبييت النية: بمعنى استحضار نيّة الصوم من الليل قبل طلوع الشمس، فمن لم ينوي الصوم من الليل فإن صيامه غير صحيح، وهذا هو مذهب جمهور العلماء من المالكية والشافعيّة والحنابلة، أمّا في النفل فلا يجب التبيت. كذلك، اختلف الفقهاء في وجوب تجديد النيّة كل يوم، فجمهور العلماء من الحنفية والشافعية والحنابلة يرون وجوب تجديد النية لكل يوم، لأن كل يومِ عبادة مستقلة لا ترتبط ببعضها بعض، فإن أفطر المسلم يومًا واحدًا فيطلب منه قضاء اليوم لا كل الشهر، أمّا المالكية تكتفي بنيّة واحدة لكل الشهر[٥]، والأفضل للخروج من خلاف العلماء أن يجمع المسلم بين رمضان كاملًا من أول ليلة من ليالي رمضان، مع تجديد النية لكل يوم[٦][٢].
أسئلة تجيب عنها حياتكِ
ما حكم نسيان نية الصوم في رمضان؟
بمجرد العزم وإرادة الصوم بعد العلم أن غدًا هو يوم من رمضان، فالصوم صحيح، سواءً تلفظ بالنية أم لم يتلفظ بها، ويدل السحور على أن المسلم مستحضرًا للنية، هذا بشرط أن يتحضر ويتسحر ليصوم، امّا من تسحّر وهو لم يتحضر نية الصوم فالسّحورلا يجزئ، فالنية لا تحتاج إلى جهد كبير بل يجزئ عزم القلب على أداء العبادة من صيام أو غيره.
أمّا من لم يعرف أن غدًا رمضان أو انشغل، ثم ذكر أو علم ذلك بعد طلوع الفجر، ولم يكن نوى في أي لحظة من الليل أنه غدًا يصوم اليوم الأول من رمضان، ولا قام ليتسحر له، فعليه الإمساك متى تذكر وعلم أن هذا اليوم من رمضان، ثم يقضي ذلك اليوم، لأن تبيت النية واجب كما سبق ذكره[٧][٨].
ماذا أقول في نية صيام القضاء؟
شروط النيّة في صوم القضاء كشروطها في أداء صوم فرض رمضان، فالنية من شروطها استحضارها في القلب، وتبيتها قبل طلوع الشمس، أي مثلًا إذا استيقظ الشخص الذي عليه القضاء بعد طلوع الفجر ونوى صيام فرض القضاء فلا يصح الصوم، أو حوّل الصوم من نفلٍ إلى فرضٍ فلا يصح أيضَا، ولا يجب عليه تحديد اليوم الذي سيقضي الصوم عنه، ولا يوجد نص أو لفظ معين لنيّة صوم القضاء كصوم الأداء[٩][١].
- ^ أ ب ت أحمد الكساسبة (8/7/2015)، "مختصر أحكام النية في الصيام "، دار الإفتاء الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث "النيــَّــةُ في الصـَّــومِ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ " هل اشتراط النية لصيام الفرض، واشتراط تبييتها مجمع عليه بين العلماء؟ "، إسلام ويب، 18/6/2014، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب ت دبيان محمد الدبيان (10/11/2010)، " شروط النية"، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ " هل تكفي نية واحدة من أول الشهر؟ "، إسلام ويب، 12/3/2002، اطّلع عليه بتاريخ 11/1/2021. بتصرّف.
- ↑ محمود علي التلواني (3/6/2016)، " هل تصح نية واحدة لصيام شهر رمضان كاملا أم النية تكون عند كل ليلة؟ "، شبكة الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ " يظن أنه صام ونسي أن يجدد النية"، الإسلام سؤال وجواب، 18/5/2015، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ " من تسحر ليصوم فقد نوى "، إسلام ويب، 27/9/2007، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.
- ↑ " صيام القضاء لا بد فيه من تبييت النية كالأداء "، الإسلام سؤال وجواب، 29/1/2013، اطّلع عليه بتاريخ 12/1/2021. بتصرّف.