محتويات
خطبة قصيرة عن قدوم رمضان
الحمد لله حمد الذاكرين الشاكرين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، أمَّا بعد، اعلموا أيُّها المؤمنون أنَّ الله جعل لنا أوقاتًا لا يُردّ فيها السؤال، ونفحات ينشرها بين عباده الذين يرجون رحمته، ومن هذه الرحمات شهر رمضان المبارك، الذي أُنزلَ فيه القرآن، ومن المهمِّ أن يستقبله المسلمون بحفاوة ورحابة وتكريم.
ومن أهمِّ آداب استقبال الشهر الكريم، الاستعداد له كما كان صلَّى الله عليه وسلم وأصحابه يستقبلونه، بالتقى والزّهد والورع، وأن يكون صيامنا عن الأمور التي نهانا الله عنها بقلوبنا وجوارحنا قبل أن يكون بامتناعنا عن الطعام والشراب، وكذلك التقرٌّب إلى الله بكلِّ العبادات الصالحة الممكنة، وليفتح المؤمن صفحة جديدة في حياته لاستقبال الشهر الكريم، ويُستحبُّ أن يستقبل المؤمن شهر رمضان بمراجعة نفسه والاستغفار من ذنوبه، ومن أفضل ما يمحو به سيِّئاته الأعمال الصالحة الخالصة لوجه الله، والصدقة في السّرِّ والعلانية، والدليل قوله تعالى: ﴿إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ﴾[هود: 114]، وطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم من أفضل ما يستقبل به المسلم شهر رمضان، والدليل قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ﴾[النساء: 59].
أيُّها الإخوة المؤمنون صلوا وسلموا على رسول الله، واذكروا الله يذكركم، واشكروه على نعمه تزدادوا منها، والحمد لله رب العالمين[١].
خطبة قصيرة عن فضل الصيام في رمضان
الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين، أمَّا بعد: نحن على أبواب شهر المغفرة والعتق من النار، وقد ميّز الله شهر رمضان بعبادة مهمّة وهي الصيام، لأنَّ له العديد من الفوائد في حياة المسلم، وبه يعرف العبد افتقاره وحاجته الدائمة إلى الله، وبه يتذكر نعم الله عليه فيُحسن شكرها، ويُثير في نفسه الإحساس بإخوته المسلمين الفقراء، فيتعلّم كيف يُحسن إليهم.
بيَّن الله سبحانه وتعالى أنّ الصوم مشروع لتنقية النَّفس وتعزيز التقوى فيها، والدليل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة:183]، والتقوى أن تفعل ما أمر به الله ورسوله، وتجتنب ما نهى الله عنه مخلصًا نيتك لله، والصيام أحد فروع التقوى، ومن فضائل الصوم الأخرى أنَّه يحمي الشباب من الوقوع في المعاصي؛ لأنَّه يطهِّر النَّفس، والدليل قوله عليه الصلاة والسلام:(من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنَّه له وِجاء)[٢] ومن فضائل الصوم الصحية أنَّه يُطهِّر الجسم، ويقوِّيه، ويمنحه الصحة.
والحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمد ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.[٣]
خطبة قصيرة عن فضل العبادة في رمضان
الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على النبي الأميّ الصادق الأمين، أمّا بعد، فإنّ شهر رمضان شهر عظيم، تُشرع فيه الكثير من العبادات التي يتضاعف أجرها فيه؛ تكريمًا له وتعظيمًا لشأنه، ومن هذه العبادات التراويح وقيام الليل، وهي أفضل صلاة بعد الصلوات المفروضة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: (سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ قال: الصلاة في جوف الليل)[٤]، ويمكن تأخيرها لجوف الليل إن ضمن المسلم الاستيقاظ لها.
ومن العبادات المستحبة خلال شهر رمضان، الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، لا سيَّما أنَّ رمضان شهر القرآن، لقوله تعالى: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ﴾ [سورة البقرة 185]، كما يستحبُّ للمؤمن في هذا الشهر الكريم الاعتكاف في المسجد، خاصَّة في العشر الأواخر منه، ليُقيم ليلة القدر حقَّ القيام، وقد خصَّ الله العبادة في رمضان بفضائل كثيرة، فوقته قليل ويمضي سريعًا، والأجور فيه مضاعفة، ولا يعلم المسلم أجر كلِّ عمل يقوم به لأنَّ الله يُضاعف لمن يشاء.
اللهم بلّغنا رمضان وتقبّل منّا صيامه وقيامه، وأعمالنا الصالحة فيه، والحمد لله ربّ العالمين.[٥]
المراجع
- ↑ د. محمد الدبل (20/7/2012)، "خطبة في استقبال شهر رمضان"، الألوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم:1905، صحيح.
- ↑ "فضل شهر رمضان المبارك"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
- ↑ "حديث أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.
- ↑ سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ، "شهر رمضان فضله وبعض ما يشرع فيه من العبادة"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 28/1/2021. بتصرّف.