محتويات
صفات المرأة المسلمة في القرآن الكريم والسنة النبوية
فيما يلي أهم الصفات الأخلاقية والقيم الإسلامية التي يجب على المرأة المسلمة أن تتحلى بها كما وردت في القرآن الكريم[١][٢][٣]:
العفة
أمر الله سبحانه المرأة التحلي بالعفة وحفظ الفرج وغض البصر، وأن تبتعد عما لا يحلُّ لها، وقد خاطبها عز وجل بخطاب خاص في سورة النور؛ قال تعالى: (وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا)[٤]، ونهيت المرأة بأن تنظر إلى الرجال نظرات تستثير الشهوة في صدورهم، ويجب أن تبح فرجها في الحلال وكما أمرها الله عز وجل، وقد قدّم الله سبحانه غض البصر عن حفظ الفرج لأنَّ زنا العين هي الطريق الذي يقود إلى فاحشة كبيرة وهي زنا الفرج.
الحياء
إنّ صفة الحياء من أبرز وأهم الصفات التي جُبلت عليها المرأة، وهو عبارة عن ثوب يُجملها ويُزينها، كما أنّ صفة الحياء من الصفات الأساسية التي تتصف بها المرأة المسلمة التي تربت في بيئة اتسمت بالأخلاق الفضيلة، قال تعالى: (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ)[٥]، ومن الضوابط التي تُحافظ على الحياء في شخصية المرأة ما يلي:
- الجدية في التخاطب، إذ نهى القرآن الكريم المرأة أن تُرقق صوتها أو تلينه مما يثير شهوة الرجل ويطمع بها، قال تعالى: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ)[٦].
- التحدث بصق ووضوح، إذ أمر القرآن الكريم المرأة أن تتحدث بالمعروف؛ والمعروف هو الأمر الواضح الذي يخلو من إيحاءات خفية أو غموض، قال تعالى: (وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا)[٦].
- الوقار، إذ نهى الله عز وجل المرأة من أن تقوم بحركة تُبدي زينتها، قال تعالى: (وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ)[٧].
الاحتشام
أمر الإسلام المرأة الالتزام بالحجاب، فهو حصنها المنيع الذي يحميها من الفساد والمفسدين، وهو هيبة وجمال ووقار لها، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)[٨]، وقال تعالى: (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ)[٩].
حفظ اللسان
حفظ اللسان من الفضائل الجليلة التي تتصف بها المرأة، والمرأة التي تحفظ لسانها ولا تنطق إلا بالطيب يوفقها الله سبحانه في حياتها ويوسع عليها في الفضل، وحفظ اللسان ليس سهلًا لذا على المرأة أن تراقب وتُحاسب نفسها عن كل كلمة تنطقها، وتحفظ لسانها من آفات اللسان الكثيرة؛ من كذب وسب، وسخرية واستهزاء، وإفشاء السر، والنميمة وغيرها، وقد قال تعالى في كتابه: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ)[١٠].
طاعة الله سبحانه وإقامة الشعائر
أمر القرآن الكريم المرأة بعبادة الله سبحانه والقيام بما أمر به ونهى عنه، وتحقيق عبوديته، وقد بيّن أنّ المرأة لتكون زوجة صالحة يجب أن تلتزم بحدود الله سبحانه وتكون عابدة، خاشعة، تائبة، ذاكرة لله، وبيّن القرآن أنّ من حق الزوج أن يُبدل زوجته إن لم تكن زوجة صالحة، قال تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[١١].
الطاعة للزوج
حقوق الزوج أن تطيعه زوجته، فعلى المرأة أن تطيع زوجها بكل ما يأمره بها من غير معصية الله سبحانه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو كنتُ آمرًا أحدًا أن يسجُدَ لأحدٍ ، لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لزوجِها)[١٢].
الرفق واللين
الرفق واللين من الأخلاق الحسنة التي حث النبي عليه السلام الالتزام به، وحث على التيسير في التعامل والتبشير، عن عائشة رضي الله عنها قالت: (سَأَلتُ عائشةَ عن البَداوةِ، فقالت: كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَبْدو إلى هذه التِّلاعِ، وإنَّه أرادَ البَداوةَ مرَّةً، فأرسَلَ إليَّ ناقةً مُحرَّمةً من إبِلِ الصَّدَقةِ، فقال لي: يا عائشةُ، ارْفُقي؛ فإنَّ الرِّفْقَ لم يكُنْ في شَيءٍ قَطُّ إلَّا زانَه، ولا نُزِعَ من شَيءٍ قَطُّ إلَّا شانَه. قال ابنُ الصَّبَّاحِ في حديثِه: مُحرَّمةً: يعني: لم تُركَبْ)[١٣].
أمثلة على نساء صالحات في الإسلام
من الأمثلة على نساء صالحات في الإسلام ما يلي[١]:
- مريم بنت عمران، فقد ذكرها القرآن الكريم كنموذج للمرأة العفيفة التي حفظت فرجها وأحصنت نفسها، قال تعالى: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا)[١٤].
- المرأة في قصة سيدنا موسى وسيدنا شعيب عليهما السلام، فكانت نموذجًا للقدوة الحسنة في الحياء الذي يجب أن تتصف فيه المرأة، قال تعالى: (وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأَتَيْنِ تَذُودَانِ ۖ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا ۖ قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ ۖ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ * فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ * فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا ۚ فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لَا تَخَفْ ۖ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ)[١٥].
- زوجة سيدنا أيوب عليه السلام، فقد كانت نموذجًا للمرأة الوفية لزوجها، والصابرة لمصاعب الحياة، والتي صبرت مع زوجها في مرضه وفقره وتقاسمت معه مر الحياة.
- السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكانت أيضًا مثالًا للمرأة الوفية لزوجها، والتي أطاعت زوجها وامتثلت لأوامره حين أمرها بالبقاء في الصحراء وحيدة مع طفلها.
نصائح لكِ لتكوني مسلمة صالحة
إليكِ بعض النصائح لتكوني مسلمة صالحة[١]:
- اختاري الصحبة الصالحة من النساء، إذ يقوي ذلك عندكِ الإيمان والتقوى، ويُساعدكِ في كسب الأخلاق الحميدة والآداب الرفيعة، فمخالطة الصالحات هي حياة للقلوب وزاد للخير والصلاح.
- استغفري لذنبك دائمًا، ولا تيأسي وتقنطي من رحمة الله سبحانه، فقد أمرنا الله سبحانه في كتابه أن نتوب إليه ولا نيأس من رحمته مهما بلغت ذنوبنا، وذلك لأنّ التوبة تُريح من نفسكِ وتبث الأمل لديكِ على فعل الخيرات والابتعاد عن المعاصي.
- حاسبي نفسكِ باستمرار، إذ من أفضل الطرق التي تُساعدكِ في إصلاح ذاتكِ وتزكية نفسكِ هي أن تُحاسبي نفسكِ وتراقبي كل ما يصدر منكِ من أفعال وأقوال، فمحاسبة النفس ستبلغين قمة السعادة في الدنيا والآخرة.
- داومي على الفروض، وتمسّكي بالسنن، وتذكري الآخرة دائمًا، إذ إنّ إيمانكِ بمراقبة الله سبحانه لكِ وأنّه مطلع على السرائر وما تخفي الصدور، سيكون له أثر قوي على سلوككِ وتصرفاتكِ، وستستعدين للآخرة بهمة وصبر للوصول إلى رضوان الله سبحانه.
المراجع
- ^ أ ب ت لينا أحمد محمد ملحم، الصفات التربوية للمرأة المسلمة في القرآن، صفحة 9-18. بتصرّف.
- ↑ "أيتها الزوجة .. طاعة الزوج مفتاح الجنة"، إسلام ويب، 9/7/2002، اطّلع عليه بتاريخ 1/5/2021. بتصرّف.
- ↑ د. سامية منيسي (18/11/2017)، "أخلاق المرأة المسلمة"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 1/5/2021. بتصرّف.
- ↑ سورة النور، آية:31
- ↑ سورة القصص، آية:25
- ^ أ ب سورة الأحزاب، آية:32
- ↑ سورة النور، آية:31
- ↑ سورة الأحزاب، آية:59
- ↑ سورة النور، آية:31
- ↑ سورة الحجرات، آية:11
- ↑ سورة التوبة، آية:71
- ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1159، صحيح.
- ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سنن أبي داود، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4808، صحيح.
- ↑ سورة التحريم، آية:12
- ↑ سورة القصص، آية:23-26