ما هي سور جزء عم

ما هي سور جزء عم

سبب تسمية جزء عم

للقرآن الكريم ثلاثون جزءًا لبعضها بعض الأسماء الخاصة لكنها ليست مأثورة، وذلك كما دلّت بعض الأمور على أن تسمية الأجزاء غير موروثة عن الرسول -صلّى الله عليه وسلم-؛ إذ كانت تجزئة القرآن إلى ثلاثين جزءًا وستين حزباً اجتهادًا عرفته كتب التاريخ، ونسبته للحجاج بن يوسف الثقفي في عام 110هـ، وانتشر بعد ذلك في المصاحف، وبقي إلى الآن رغم ما عليه من الملاحظات والمآخذ، لكنّه أمر شكليّ فقط لا يتنافى مع جوهر العبادة، كما لم يرد عن الصحابة -رضوان الله عليهم- تسميات لأجزاء القرآن، وهذه الأسماء استحداث قام به حفظة القرآن للتسهيل والاختصار، ومن أسماء الأجزاء: جزء عم، وجزء تبارك، وجزء قد سمع، وهي الكلمات الأولى من السورة الأولى في الجزء، أما باقي الأجزاء فيطلق عليها تسميات بألفاظ وردت خلال السور وليس في بدايتها[١].


سور جزء عم

يحتوي جزء عم على سبع وثلاثين سورة قصيرة، وهي على الترتيب كما يلي[٢]:

  • سورة النبأ.
  • سورة النازعات.
  • سورة عبس.
  • سورة التكوير.
  • سورة الانفطار.
  • سورة المطففين.
  • سورة الانشقاق.
  • سورة البروج.
  • سورة الطارق.
  • سورة الأعلى.
  • سورة الغاشية.
  • سورة الفجر.
  • سورة البلد.
  • سورة الشمس.
  • سورة الليل.
  • سورة الضحى.
  • سورة الشرح.
  • سورة التين.
  • سورة العلق.
  • سورة القدر.
  • سورة البينة.
  • سورة الزلزلة.
  • سورة العاديات.
  • سورة القارعة.
  • سورة التكاثر.
  • سورة العصر.
  • سورة الهمزة.
  • سورة الفيل.
  • سورة قريش.
  • سورة الماعون.
  • سورة الكوثر.
  • سورة الكافرون.
  • سورة النصر.
  • سورة المسد.
  • سورة الإخلاص.
  • سورة الفلق.
  • سورة الناس.


فضل جزء عم

ورد في فضل جزء عم ما يلي:

  • مشروعية قراءة سور جزء عم في صلاة التراويح: ففي صلاة التراويح في رمضان شرع الله قراءة قصار السور في ركعات التراويح، وليس في ذلك حرج[٣].
  • استحباب حفظ سور جزء عم للاستعانة بها في قراءة الصلاة: مع ضرورة استذكارها والمواظبة على قراءتها خشية نسيانها[٤].
  • ذكر أعمال الملائكة في سور جزء عم: فيقول الله تعالى: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} [الطارق: 4]، وفي سورة الانفطار: {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ} [الانفطار: 10]، والحافظ هنا تعني الملائكة التي ترافق الإنسان في كل حين، وتسجل حركاته وسكناته، ويقول عز وجل: {تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4]، وتعني نزول جبريل -عليه السلام- في ليلة القدر، ويقول: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا} [النازعات: 1]، وهنا يقسم الله سبحانه وتعالى بالملائكة التي تنزع أرواح الكافرين بشدة، ويقول: {وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} [النازعات: 2] أي الملائكة التي تقبض أرواح المؤمنين برفق ولين، ويقول تعالى: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38] وهنا يعني تعالى وقوف جبريل -عليه السلام- والملائكة يشهدون للمؤمنين بأعمالهم الصالحة ويشفعون لهم بعد إذنه عز وجل[٥].
  • فضل المعوذتين والإخلاص: ولهما فضل خاص، فعَنْ عَائِشَةَ -رضي الله عنها-: "أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ، ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ، يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ)" [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، وعن عائشة -رضي الله عنها-: كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقرأُ في الرَّكعتَيْنِ اللَّتَيْنِ يُوتِرُ بَعدَهُما بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، و{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}، وفي الوترِ بـ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و{قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} [تخريج شرح السنة| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح][٦].
  • أجر من ذكرهم الحديث الشريف: فعن عبدالله بن عمرو -رضي الله عنه- قال، قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلم-: (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آية كتب من القانتين، ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) [صحيح الجامع| خلاصة حكم المحدث : صحيح][٧].


وقفات مع آيات جزء عم

جاءت في جزء عم آيات بينات لها وقع خاص في نفس المسلم، ومنها ما يلي[٨]:

  • {فَذُوقُوا فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا}: [النبأ: 30] ويقول عبد الله بن عمرو في هذه الآية أنها أشد وصف نزل على أهل النار.
  • {لَّا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا}: [النبأ: 35] وهنا دعوة لتر اللغو لأن فيه استحضار لحياة الجنة التي لا لغو فيها.
  • {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا}: [النازعات: 46] ويقول الحسن البصري في هذه الآية موجهًا كلامه لكلّ مُسلم: "هذه الدنيا إنّما هي غدوة أو روحة، أمَا تصبر عن المعصية؟.
  • {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ}: [التكوير: 27-28] هنا إشارة لمن أعرض عن ذكر الله وابتعد عن الهداية ولا هادي له إلا الله سبحانه وتعالى.
  • {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ}: [الانفطار:13-14] وهنا تأكيد على حياة المؤمن الهانئة التي يحياها في الدنيا برضا الله سبحانه وتعالى ثم في آخرته وحسابه وقبره، جزاء عمله الصالح.
  • {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}: [المطففين:1] وجاءت هذه الآية بالوعيد لمن لا يوفون بالمكاييل والموازين، ويبخسون الناس حقوقهم، وقوله: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}: [المطففين:15] تعني حجبهم عن الإيمان به والتوحيد به في الدنيا، وحجبهم عن رؤية الله في الآخرة.
  • {فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَىٰ}: [الأعلى:9] وهنا تذكير بأهمية الدعوة حتى وإن لم تؤتِ ثمارها حالًا؛ فقد يكون نفعها آجلًا بإذن الله، ومن الخطأ ترك الدعوة لوجود كلمة {إن نفعت}.
  • {بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا *وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}: [الأعلى:16-17] وفي معنى هذه الآية يقول مالك بن دينار: "لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن نؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى؛ فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟"
  • {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}: [الفجر: 29-30] وهل أحسن رفقة من عبادة الله ودخول جنته؛ فهو الفوز العظيم.
  • {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا}: [الشمس: 9-10]، فالإنسان الذي يهمل نفسه قد تقوده للضلال، أما إن ألزمها الصواب سارت في الطريق القويم واطمأنت.
  • {وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ}: [الضحى:10] وهي دعوة للترفق بالسائلين، انصياعًا لأمر الله.
  • {اقرأ}: [العلق:1] هي أول كلمة نزلت من القرآن الكريم، فالقراءة أساس العلم والمعرفة، والقرآن رقية وشفاء، فحروف أربعة تضمنت سعادة الدارين.
  • {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}: [الماعون:4-5] ويسميهم الله بالمصلين، لكنهم يسهون عن بعض شروطها في أداء الأركان، أو في الالتزام بالأوقات، وهذا من النفاق العمليّ.
  • {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}: [الكوثر:2] فالصلاة والنحر كانتا من العبادات اللتين يتقرب بها المشركون للأوثان، والهدف هنا التأكيد على أن تكون الصلاة والنحر لله وحده.
  • {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ ۚ}: [النصر:3] وهنا استحباب التسبيح لرضا الله، والاستغفار طلبًا في محو الذنوب.
  • {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ}: [الفلق:1-2] إذ يجب التعوذ هنا من شرور النفس قبل شرور الآخرين.
  • {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}: [القدر:2]، وهذه الآية الكريمة تدلّ على خير ليلة، وتميزت بأن نزل فيها أشرف الكلام كلام الله، وبها تقام أشرف العبادات، وأنزل القرآن على أشرف المرسلين والنبيين محمد -صلّى الله عليه وسلم-، واختتمت بآية: {سَلامٌ هيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْر} [القدر:5]، فالحسرة كل الحسرة على من فرط في القيام فيها.


المراجع

  1. فريق الإسلام سؤال وجواب (2-10-2010)، "هل لأجزاء القرآن الثلاثين أسماء خاصة ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  2. moslim Group، "الجزء الثلاثون"، moslim، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  3. الإمام ابن باز، "حكم قراءة بقصار السور في صلاة التراويح"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  4. الإمام بن باز، "هل يلزم حفظ ما يقرأ من القرآن أو الحديث؟"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  5. حلقة اليسر (8-4-2017)، "ذكر أعمال الملائكة في جزء عم ذكر أعمال الملائكة في جزء عم "، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  6. فريق الإسلام سؤال وجواب (25-3-2015)، "سور القرآن وآياته التي كان الرسول -صلّى الله عليه وسلم- يقرؤها كل يوم"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  7. فريق إسلام ويب (18-4-2008)، "من قرا جزء عم هل ينال الأجر المرتب على قراءة خمسمائة آية "، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
  8. أ.وضاح بن هادي، "وقفات تدبرية مع سور جزء النبأ "، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :