محتويات
الحيض
يُعرَّف الحيض في اللغة العربية بأنه السيلان، إذ يُقال حاضت الشجرة، أي سال الصمغ منها، بينما يُعرَّف الحيض في الشريعة الإسلامية بأنه الدم الذي يخرجه رحم المرأة إذا بلغت والذي يعتاده كل شهر، واستمرار الحيض تكون له أوقات واضحة فقد يكون أربعة أيام أو سبعة أو ما يزيد عن ذلك أو يقل فيختلف من امرأة لأخرى، ويكون لون دم الحيض أسود ذا رائحة كريهة وتصاحبه بعض الآلام وتشتد في بدايته، هذا يُسمى دم الحيض وما دون ذلك من الدماء التي تخرج من المرأة فتسمى استحاضة[١].
وقد عرّف العلماء الاستحاضة بأنها سيلان الدم في غير أوقاته المعتادة ولا يوجب على المرأة ترك الصلاة والصيام والوطء إلا في دم الحيض والنفاس، فالمرأة المستحاضة تعد طاهرة فيما يتعلق بالواجبات التي عليها، وتُعرف المرأة أنها طهرت من دم الحيض بإحدى دلالتي الطُهر وهما الجفاف أي جفاف المحل من الدم، والقصة البيضاء أي رؤية الماء الأبيض الذي يدفعه الرحم عند انقطاع دم الحيض، وللتعرف على الطريقة الشرعية لاغتسال المرأة من الحيض والأحكام المتعلقة، إليكم هذا المقال[١].
حكم غسل المرأة لشعرها بعد الحيض
عندما تغتسل المرأة من الحيض وتفيض الماء على رأسها ليصل الماء إلى جميع شعرها فهي تعد طاهرة، وإذا لم تفك شعرها يكفي أن توصل الماء إلى منابت شعرها، ثم تفيض الماء على سائر جسدها فتكون قد أتمت الغسل[٢]، فعن أمِّ سَلمةَ رَضِيَ اللهُ عنها قالت: قلت: يا رسولَ الله، إنِّي امرأةٌ أشدُّ ضَفْرَ رأسي فأنقضُه لغُسلِ الجَنابةِ؟ قال: لا، إنَّما يكفيك أن تَحثِي على رأسِك ثلاثَ حَثَيات، ثمَّ تُفيضين عليك الماءَ فتَطهُرينَ'" [رواه مسلم|خلاصة حكم المحدث:صحيح].[٣]
أحكام الحيض
توجد مجموعة أحكام تتعلق بالمرأة الحائض، إذ يُحرَّم عليها كل ما يأتي:[٤]
- الصلاة والصيام : أجمع العلماء على أنه لا يجوز على الحائض والنفساء الصيام والصلاة فهو مُحرم شرعًا، وأجمعوا على أنه تسقط عنها الصلاة، ولا يسقط عنها الصيام.
- الطواف: يُحرم على الحائض والنفساء الطواف في البيت، أما المناسك الأخرى فلا حرج فيها.
- الجماع: يُحرم إدخال ذكر الزوج في فرج زوجته، ولا بأس في التقبيل والمباشرة مع الابتعاد عن الفرج.
كيفية الاغتسال من الحيض
عندما ترى المرأة الحائض إحدى دلالتي الطهر وهما جفاف الفرج من الدم أو رؤية القصة البيضاء فهي تعُد طاهرة ويجب عليها الاغتسال وملازمة الصلاة، والغسل من الحيض يشابه الغسل من الجنابة، وعن عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: كان رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا اغتسل من الجَنابةِ يبدأُ فيغسِلُ يديه، ثمَّ يُفرِغُ بيمينِه على شِمالِه فيغسِلُ فرْجَه، ثمَّ يتوضَّأ وضوءَه للصَّلاةِ، ثمَّ يأخُذُ الماءَ فيُدخِلُ أصابِعَه في أصولِ الشَّعرِ، حتى إذا رأى أنْ قد استبرَأَ حفَن على رأسِه ثلاثَ حَفَنات، ثمَّ أفاض على سائِرِ جَسَدِه، ثمَّ غسَل رِجلَيه[رواه مسلم|خلاصة حكم المحدث: صحيح].[٥]
ويجب على المرأة أولًا أن تنوي سرًّا ثم تعمم الماء على سائر جسدها ثم تبدأ بالمضمضمة أو الاستنشاق، ويُستحب دلك الشعر في غسل الحيض أشد من دلكه في غسل الجنابة، فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ سَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غُسْلِ الْمَحِيضِ فَقَالَ: "تَأْخُذُ إِحْدَاكُنَّ مَاءَهَا وَسِدْرَتَهَا فَتَطَهَّرُ فَتُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ تَصُبُّ عَلَى رَأْسِهَا فَتَدْلُكُهُ دَلْكًا شَدِيدًا حَتَّى تَبْلُغَ شُؤُونَ رَأْسِهَا ثُمَّ تَصُبُّ عَلَيْهَا الْمَاءَ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَطَهَّرُ بِهَا، فَقَالَتْ أَسْمَاءُ: وَكَيْفَ تَطَهَّرُ بِهَا؟ فَقَالَ: (سُبْحَانَ اللَّهِ ! تَطَهَّرِينَ بِهَا) فَقَالَتْ عَائِشَةُ كَأَنَّهَا تُخْفِي ذَلِكَ: تَتَبَّعِينَ أَثَرَ الدَّمِ." [رواه: بخاري|خلاصةحكم المحدث: صحيح][٥][٦].
الفرق بين الحيض والاستحاضة
يوجد دم يسمى الاستحاضة وهو مختلف في صفاته عن دم الحيض، وأحكامه تختلف عن أحكام الحيض ويمكن تمييز هذا الدم عن الحيض بما يلي:[٧]
- الرائحة: فدم الحيض يكون ذا رائحة كريهة، أما دم الاستحاضة فتكون رائحته عادية وغير قبيحة لأنه دم عرق عادي.
- السُّمْك: فدم الحيض يكون كثيفًا وغليظًا، أما دم الاستحاضة فيكون رفيعًا.
- التجمد: فدم الحيض إذا وُجِدَ لا يتجمد، أما دم الاستحاضة يتجمد لأنه دم عرق.
- اللون: عادةً يكون دم الحيض ذا لون أسود، بينما دم الاستحاضة يكون ذا لون أحمر.
ويمنع الحيض المرأة من الصلاة بينما الاستحاضة تجوز فيها الصلاة وتكتفي بالوضوء في كل صلاة في حال استمرار نزول الدم إلى الصلاة التي ورائها، وإذا نزل الدم خلال أداء فريضة الصلاة فلا يضر فالدم النازل يُسمى دم حيض إلا إذا بقي لمدة شهر أو تجاوز مدة الحيض وهي خمسة عشر يومًا فيُسمى حينها دم الاستحاضة.
حالات المرأة المستحاضة
توجد ثلاث حالات للاستحاضة نستطيع تمييزها عن الحيض، وهي كالتالي:[٨]
- الحالة الأولى المعتادة: وهي أن يكون لها موعد، أي تعرف المرأة وقت الحيض ومدته، فهي تعُد وقت حيضها والأيام الباقية تعدها استحاضة، فعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: "'جَاءَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ ، إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَ بِحَيْضٍ، فَإِذَا أَقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلاَةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي [رواه البخاري|خلاصة حكم المحدث:صحيح].
- الحالة الثانية المميزة: وفي هذه الحالة لا يكون موعد الحيض معروفًا، ولكنه مميز لأن المرأة تستطيع أن تُميز بين دم الاستحاضة والحيض.
- الحالة الثالثة الحائرة: وهذه الحالة ليست مميزة ولا يُعرف موعدها فهذه الحالة تكون عند معظم النساء فيكون حيضها سبعة أيام أو أقل، وإذا استمرت أكثر من ذلك فتُسمى هذه استحاضة.
حكم الطلاق في الحيض والنفاس
الطلاق في النفاس والحيض الصحيح لا يجوز فهو يعد طلاقًا مُحرمًا ولا يقع، والنبي عليه الصلاة والسلام أنكر تطليق ابن عمر زوجته في الحيض وأمره أن يمسكها حتى تحيض ثم تطهر ثم تحيض ثم تطهر، ثم إذا أراد أن يُطلقها ولكن قبل أن يمسها، فالطلاق المشروع إنما يكون في حال كونها حاملًا فطلاق الحامل طلاق مشروع، أو يُطلقها في حال كانت طاهرة ولم يجامعها ليضمن عدم وجود احتمالية لحملها، لذا نستنتج أن الطلاق الشرعي يكون في حالة الحمل وأن تكون طاهرة من غير جماع، أما في حالة الحيض والنفاس فهذا يعد طلاقًا غير شرعي ولا يجوز.[٩]
المراجع
- ^ أ ب 9-8-2002، "الحيض...تعريفه وماهيته..والفرق بينه وبين الاستحاضة"، islamweb، اطّلع عليه بتاريخ 17-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "هل يجب على المرأة غسل شعر رأسها في الغسل من الحيض أو الجنابة ؟"، fatawah، 12-6-2019، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "تخليل الشَّعر"، dorar، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة (5-1-2014)، "الغسل من المحيض"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "كيفية الطهارة من الحيض"، islamweb، 25-2-2001، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ↑ 12-5-2007، "الحكمة من استعمال الحائض قطنة ممسكة بعد الغسل"، islamqa، اطّلع عليه بتاريخ 28-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "كيف تحدّد المرأة انتهاء فترة الحيض لتصلي"، islamqa، 25-2-2000، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2-019. بتصرّف.
- ↑ أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة (5-1-2014)، "الغسل من المحيض"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.
- ↑ "حكم الطلاق في الحيض والنفاس"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 3-10-2019. بتصرّف.