محتويات
لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم؟
يرتبط سبب تسمية السورة بالرحمن بالموضوع الرئيسي العام التي تتحدث عنه الآيات، إذ تدور آيات هذه السورة حول محور الدلالة على عظمة ملك الله وقدرته، وتبرزها بسياق الرحمة، كما تبيِّن هذه السورة الآيات الكونية التي تٌظهر عموم رحمة الله لعباده وفي خلق الكون، وتوجه القارئ من خلال عرض آيات الله الكونية إلى عظمة خالق الكون، لتحثَّه على شكر الآء الله وتحذره من تكذيبها أو التغافل عنها، ولذلك فإن اسم "الرحمن" يدلّ على هذه كلِّه، ويتلخص محور السورة حول الدعوة إلى عبادة الله وحده من خلال عرض عدد من مظاهر رحمة الله في خلق وحياة الإنس والجنّ في الدنيا والآخرة، وكيف أن هذه الكون بكل ما فيه خٌلق لمصلتهم، وهذا من رحمته سبحانه، فجٌعل "الرحمن" اسمًا للسورة[١].
لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن؟
الاسم الصحيح الوارد في المصاحف هو سورة الرحمن، وذلك حسب ما ورد في القرآن وكتب التفسير والسنة، أما سبب تسميتها بعروس القرآن فهو لحديث ضعيف منتشر في ذلك، ورغم ضعف الحديث الوارد في تسميتها بعروس الرحمن، قال بعض العلماء أنَّها سميّت بذلك من باب الثناء على هذه السورة ولفت النظر إليها، لما تحتويه من عرض ومعالجة لأصول العقيدة وهو التوحيد كما في باقي السور المكية، إلا إنَّ هذه السورة تبرزه بأسلوب متميز فريد[٢].
سبب نزول سورة الرحمن
نزلت سور القرآن الكريم مفرّقةً خلال مدة دعوة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبعض السور نزلت ردًا على حادثة معينة، ومن الأسباب الواردة في سبب نزول سورة الرحمن[٣]:
- قول المشركون كما حدّث الله قولهم في كتابه {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا} [الفرقان: 60]، فردَّ الله عليهم وأنزل سورة الرحمن، وأنه سبحانه هو من علّم النبي القرآن، وأمرهم على لسان نبيه أن يسجدو له ويوحدوه، فسيمّت السورة ردًّا على قولهم.
- قول المشركين في النبي -صلى الله عليه وسلم-: {إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ} [النحل: 103]؛ أي: يُعلِّمه القرآن، فردَّ الله عليهم أنه من علّم النبي القرآن، وبدأ الردَّ بذكر اسمه الرحمن، كما نرى تذبذب أولويات المشركين فبدلًا من الاهتمام بالتعلّم ليعرفو صدق النبي من كذبه، ثمَّ يعلمو من أنزل القرآن، اهتمو بمن علّمه.
- وروود قول عن أبي بكر -رضي الله عنه- أنه ذكر ذاتَ يوم القيامة والموازين والجنة والنّار، فقال: "وددتُ أني كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق"، فنزل قوله تعالى: {وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ} [الرحمن: 46].
مميزات سورة الرحمن
ومن مميزات سورة الرحمن ما يلي[٣]:
- أسلوبها البديع في طرح محور السورة وتنساق كلماتها، وافتتاحها العظيم باسم الله الرحمن، فالرحمن صيغة مبالغة من الرحمة، وهي السورة الوحيدة في القرآن التي ابتدئت بذكر اسم من أسماءه بلا تقدم كلمة أو حرف عليه، وتعدُّ السورة ذات نسق خاص وملحوظ، بالتفافها حول محور واحد.
- تكرار قوله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، في مقام عرض الله منته على عباده، وفي مقام التعظيم بعد ذكر آلاء الله، وأسلوب التكرار من الأساليب العربية البديعة، إذ تكررت هذه الآية في سورة الرحمن 31 مرةً.
- تعداد آلاء الله العظيمة التي تبهر العقول والقلوب، ونعمه الكثيرة الظاهرة المحيطة بعباده والتي لا تعد ولا تحصى، وفي مقدمتها نعمة تعليم القرآن، ومنها الصغرى التي تتجدد باستمرارية الحياة، فعلى كل إنسان شكرُ الله تعالى على هذه النعم والاعتراف بها وإجلال ووفاء حق المُنعِم بها عليهم.
- استخدام أسلوب الترغيب والترهيب، من خلال ذكر الله أهوال يوم القيامة، ووصف حال المجرمين وما يلاقونه من خوف وفزع، وبعدها ذكر حال المتقين وهم في النعيم بشيءٍ من الإسهاب والتفصيل.
- ↑ الدكتور عمر علي حسان عرفات، دلالة اسماء السور القرآنية على على محاورها وموضوعاتها، صفحة 510-511. بتصرّف.
- ↑ "سبب تسمية سورة الرحمن عروس القرآن "، إسلام ويب، 2014-09-15، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.
- ^ أ ب عائشة عامر شوكت (28/5/2014)، "سورة الرحمن ( سبب النزول والفضل والمميزات ) "، شبكة الالوكة الشرعية، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-05. بتصرّف.