محتويات
تفسير آية "فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد"
قال الله تعالى: {لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ} [قّ: 22]، وقد اختلف علماء التِبيان في أمر المخاطب في هذه الآية، ووردتْ ثلاثة أقوال حول مدلول المخاطب بها، وهي[١]:
- رأي ابن زيد؛ أنَّ المخاطب هو النبي -صلى الله عليه وسلم-، والتفسير أن الخطاب موجه له بمعنى أنه كان قبل نزول الوحي في غفلة، وكشف الله عنه غطاء الغفلة بالوحي.
- رأي ابن عباس وصالح بن كيسان؛ أن المخاطب هو الكافر، فهو ساهٍ وشارد عن أحداث يوم القيامة بكفره.
- رأي ابن جرير؛ أن هذه الآية تذهب للعموم في الصالح والعاصي والغافل عن رهبة يوم القيامة، فقد كشف الله له في الدنيا الغطاء الذي حجب على قلبه وبصره وسمعه وأراه ما كان مخفيًا عنه.
وقد اختلف العلماء في تحديد هذا اليوم، وذهب الجمهور إلى أنّه يوم القيامة، علمًا أنّ من فسَّره بيوم من أيام الدنيا اشترط أن يكون النبي هو المخاطب، وفي قوله تعالى: (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)؛ فُسِّر بأن كلمة الحديد استخدمت دلالةً على الحِدَّة، أي فبصرك اليوم صائبٌ ومحكم، أو إنّه محدَّق لا يتشتت ولا يعمى عن رؤية الآخرة، وفي رأي أنَّ البصر شاخص إلى ميزان اللسان حين يوزن بين حسنات وسيئات العبد.
تفسير آية "فكشفنا عنك غطاءك فَبَصَرُكَ اليوم حديد" للسعدي
فسَّر العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي؛ أنَّ الإبصار والتحديق تحديدًا يقعان على ما يُرعب ويذعُر ويحذَّر منه الشاخص من شتى أنواع البأس والعذاب، وفي هذه الآية خطاب من الله عز وجل لعباده، فهم في الدينا في غفلة لما وُجِدُوا وخُلِقُوا من أجله، ولكن هذه الهفوات والغفلات سرعان من تذهب عند حضور يوم القيامة، حين لا يستطيع العبد الساهي أن يتدارك الموقف إذ فاته الأوان في اللهو والجهل، وفي هذا ترهيب من الله لعباده، بإعلامهم بمصير المكذبين والجاحدين بآياته في يوم الحساب[٢].
أسئلة تُجيب عنها حياتكِ
هل يرى المحتضر الملائكة والشياطين؟
رغم عدم وجود دليل شرعي صحيح وثابت في رؤية المحتضر للملائكة إلا إنَّه لا مانع من حدوث ذلك لبعض الناس، فقد ذَكَر ابن القيم في كتاب الروح "أنّ الملائكة تنزل على المحتضر وتجلس قريبًا منه ويشاهدهم عيانًا ويتحدثون عنده ومعهم الأكفان والحنوط إما من الجنة وإما من النار، ويؤمنون على دعاء الحاضرين بالخير والشر، وقد يسلمون على المحتضر ويرد عليهم تاره بلفظه تارة بإشارته وتارة بقلبه، حيث لا يتمكن من نطق ولا إشارة، وقد سمع بعض المحتضرين يقول أهلا وسهلا ومرحبا بهذه الوجوه"[٣].
هل يستيقظ البصر الحديد والإنسان حي؟
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (إن الروح إذا قبض تبعه البصر) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، والروح منفصلة عن البصر وهو لاحق للروح أينما رحلت، والبصر الذي ذكره -عليه الصلاة والسلام- هو البصر المُدهَش والمرفوع عنه الستار، فالبصر الحديد ينشط بعد موت الإنسان، وهو موجود عند كل مرء منذ ولادته، لكنه يبقى راقدًا لا يستفيق إلا وقت خروج الروح لخالقها[٤].
- ↑ "تفسير قوله تعالى "لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ..""، إسلام ويب ، 2003-01-1، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
- ↑ "تفسير قوله تعالى وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-06. بتصرّف.
- ↑ "هل يرى المحتضر الملائكة والشياطين"، إسلام ويب، 2010-02-06، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.
- ↑ الدكتور محمد السقا عيد (2014-10-13)، "البصر الحديد في القرآن الكريم"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 2020-12-07. بتصرّف.