الفرق بين المؤمن والمسلم

الفرق بين المؤمن والمسلم

الإيمان والإسلام

الإيمان والإسلام من المصطلحات الكثيرة التي تتبادر إلى مسامع الإنسان كل يوم سواءً من عامة الناس أو في الندوات والجلسات الدينية، أو في البرامج الإذاعية والتلفزيونية على تنوعها، وفي مواضع كثيرة، يقف الإنسان حائرًا أمام هذين المصطلحين، فيتساءل ما الفرق بينهما، ففي كثير من المواضع يشعر المتلقي أنّ كليهما يدلان على الأمر نفسه، وفي مواضع أخرى يشعر أنّهما خطان متوازيان لا يلتقيان أبدًا ويعبران عن معنيين مختلفين تمامًا؛ مما يوقعه في حيرة من أمره.

أركان الإيمان ستة، وهي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره، أما أركان الإسلام، فهي: النطق بالشهادتين وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت من استطاع إليه سبيلًا، ومن خلال التعمق في أركان الإيمان والإسلام يلحظ الإنسان أنّ الفرق موجود ويحتاج إلى توضيح[١].


الفرق بين المؤمن والمسلم

المؤمن باللغة هو الشخص الذي صدّق التصديق القلبي بالأشياء دون أن يراها، وهذا ملاحظ من خلال أركان الإيمان، فالإيمان بها جميعها يكون بالقلب ولا يمكن إدراك أي منها بالحواس أو بقدرات العقل البشري المحدودة بأي حال من الأحوال.

أما المسلم فهو الشخص الذي سلَّم تسليمًا تامًا وكاملًا للأوامر التي وجهت إليه، والمقصود هنا أنّه التزم بالأركان الخمسة كاملةً، ومن الواضح أنّ أركان الإسلام ليست كأركان الإيمان قلبية، بل تُصدّق وتُؤَكّد بالعمل والفعل، ولا يمكن الجزم بحضور القلب أثناء تأديتها.

وفي مواضع كثيرة ورد الإسلام وكأنّه معاكس للإيمان كقوله تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) [الحجرات:14]، ففي الآية الكريمة يتضح أنّ الإسلام يحمل معنىً مخالفًا لمعنى الإيمان، فالأعراب تدَّعي أنّها آمنت بالله، لكن جاء الاعتراض في الآية على أنّ فعلهم لا يندرج تحت الإيمان، بل تحت الإسلام لأنّهم يقومون بأعمال مطلوبة منهم ظاهريًّا، لكنّهم لا يوقنون بها ولا يؤمنون فعلًا بالله عز وجل أو أنّ إيمانهم ناقص يشوبه النفاق والرياء.

وقد اجمع الفقهاء على أنّه في حال ورد المؤمن تارةً والمسلم في موضع مختلف تارةً أخرى فإنّ كليهما يدل على المعنى ذاته، وهو الإيمان التام بالله عز وجل وتصديق رسالة الإسلام بكل ما جاء فيها[٢][٣].

ومن صفات المسلم أنه:

  • يحب النبي صلى الله عليه و سلم، ويعده القدوة التي يقتدي بها في حياته.
  • يحب الأنصار.
  • يحب المؤمنين.
  • يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
  • يقول الخير ولا شيء إلا الخير، ويكرم ضيفه وجيرانه.
  • يأمر بالمعروف و ينهى عن المنكر.
  • الصدق والأمانة والتواضع.

ومن صفات المؤمن أنه:

  • يؤدي الفرائض الواجبة.
  • يخشى الله في السر والعلن.
  • يرضى الله عنه وله منزله عليا في الجنة.
  • خلقه حسن.
  • يبتعد عن الغيبة والنميمة وسوء الكلام.
  • حسن تعامله مع الناس، وطيب المعشر، والتعاون و مساعدة الغير، وحب الخير لغيره؛ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا" [صحيح الترمذي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


الفرق بين الإسلام والإيمان في القرآن الكريم و السنة الشريفة

الإيمان منزلته أعلى من الإسلام، كما أنّ الإيمان مكانه القلب، لذلك لا يجوز أن نعد كل مؤمن مسلمًا، ولا يجوز أن نعد كل مسلم مؤمنًا، لأنّ المؤمن هو من سخر كيانه كله لله تعالى، وأخلص له، والمسلم هو من التزم بالإسلام وآدابه، إذ إنّ الإسلام يتمثل في الأعمال الظاهرة، كالصلاة والصيام والزكاة، والإيمان يتمثل بالأعمال الباطنة، ويكون مكانها القلب، وليست ظاهرةً لأحد، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الإسلامُ أن تشهدَ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمدًا رسولُ اللهِ، وتُقيمَ الصلاةَ، وتؤتيَ الزكاةَ، وتصومَ رمضانَ، وتَحُجَّ البيتَ إنِ استطعتَ إليهِ سبيلًا" [صحيح النسائي| خلاصة حكم المحدث: صحيح].


النقص في الأركان

المؤمن لا يمكن أن يشوب إيمانه النقص أو الخلل، فأي خلل أو تشكيك في أي ركن من أركان الإيمان يحوله من مؤمن إلى كافر، لأنّ هذا مرتبط باليقين والتصديق القلبي بالأمور، فعندما يكون الشخص مؤمنًا بالله والملائكة لكنّه غير مؤمن بالكتب السماوية جميعها أو بالرسل والديانات جميعًا فهنا إيمانه ناقص ويحتاج إلى تقويم.

أما الإسلام؛ وبما أنّه مرتبط بالسلوكيات فإنّ العاق لوالديه أو لأحدهما أو التارك للصلاة أو الغشاش أو المغتاب ما دام ناطقًا بالشهادتين لا يخرجه هذا من الإسلام، لكنّ إسلامه ناقص ويجب أن يكمل حتى ينال فعلًا الأجر والثواب الذي وعد الله به المسلمين في كتابه الحكيم[٢][٣].


المراجع

  1. "الفرق بين الإسلام والإيمان "، الإسلام سؤال وجاوب ، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019.بتصرف
  2. ^ أ ب "كل مؤمن مسلم وليس العكس"، الإيمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019.بتصرف
  3. ^ أ ب "كل مؤمن مسلم وليس كل مسلم مؤمن"، إسلام ويب ، اطّلع عليه بتاريخ 22-03-2019.بتصرف

فيديو ذو صلة :