ما هي ثمرات إطعام الطعام في الدنيا

ما هي ثمرات إطعام الطعام في الدنيا

ما هي ثمرات إطعام الطعام في الدنيا؟

هنالك العديد من المنافع والفضائل لإطعام الطعام في الدنيا، ومنها ما ذُكِر في القرآن والسنة نذكر بعضًا منها كما يلي[١][٢]:

  • سبب في دخول العبدِ إلى الجنة، وتجنيبه النار، ويخلصهُ ويسلمهُ من عذابها، فقد قال الله تعالى في كتابه: {يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا، إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا، إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا، فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا، وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [٣].
  • يجلب المحبة ويُوثِقُ المودة، فقد ورَد عن عبدالله بن عمرأنه قال: عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَفشوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وَكونوا إخوانًا، كما أمرَكُمُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ))[٤].
  • يٌعَدُّ إطعام الطعام فضيلة من فضائل الأعمال، فمن الأعمال الصالحة مجاهدة النفس على فعل الخير وإيثار الغير على النفس وهي في أشد الحاجة، إذا يقول -جل علاه- في كتابه: {فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ}[٥].
  • يعد إطعام الطعام من بر الحج، فقد وردَ في السنة النبوية أن إطعام الطعام من عطاءِ وإنعام وهِبات فريضة الحج؛ فعن جابر بن عبدالله أنه قال: عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (بِرُّ الحَجِّ إطعامُ الطعامِ، و طِيبُ الكلامِ)[٦].
  • نيل أجرعظيم عند الله، وهو من خير الأعمال ووأحبها لله والتي أقرتْ بها السنة وجعلتْ فاعِلها خير الناس، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ اللهَ لَيُربِّي لأَحَدِكُمُ التَّمْرَةَ واللُّقْمَةَ كما يُربِّي أحدُكُمْ فَلوَّهُ أوْ فَصِيلهُ، حتى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ)[٧]، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا)[٨].
  • إطعام الطعام من مسوغات عُلو وارتفاع الدرجات في الجنة، فعن أنس -رضي الله عنه- أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (ثلاث كفارات وثلاث درجات، وثلاث منجيات، وثلاث مهلكات، وفيه: (وأما الدرجات، فإطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام)[٩].
  • إطعام الطعام له أجرٌ عظيم عند الله، وهو من خير الأعمال ووأحبها لله والتي أقرتْ بها السنة وجعلتْ فاعِلها خيرُ الناس، فعن عائشة -رضي الله عنها- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إِنَّ اللهَ لَيُربِّي لأَحَدِكُمُ التَّمْرَةَ واللُّقْمَةَ كما يُربِّي أحدُكُمْ فَلوَّهُ أوْ فَصِيلهُ، حتى يَكُونَ مِثْلَ أُحُدٍ)[٧]، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا)[٨].


أهمية إطعام الطعام في الإسلام

وضعَتْ الشريعة الإسلامية الربانية؛ رزق الناس وعيشهم في أولوياتها، فقطعت كل طريق يسحوِذُ أو يمنع الطعام، أو يصعب الوصول إليه، وشرَعَتْ كل الطرق التي تؤدي له والتي تسخى وتجودُ به، وأقرتْ بالأجور العظيمة لمن يُعْطيه ويقدمه.


وتعود هذه الأولوية لحكمة الله -جل عُلاه- ولعلمه بأن الطعام من ضروريات عيش الإنسان فلا تنفصل عن حاجياتِ بقائه على قيد الحياة واستمراريتها، فلا صبر له على فقد الطعام والقوت، وعدم تواجده أو قلته؛ يؤدي إلى إختلالاتٍ وفتنٍ في الحياة، عدا عن ارتياع المجتمع وتفشي الفزع فيه، والدليل على ذلك التاريخ الذي سطر لنا ثورات البطالة والجوعٍِ والفقر، والتي تسمى عادةً بثوراتِ الخبز، سواء أكانت هذه الثورات قديمةً أو حديثة، فمن أهداف الإسلام أن يُطمئنَ الناس على معايشهم، وتحقيق ما يُسمى في العصر الحديث "الأمن الغذائي" لما فيه تحقيق للاستقرار السياسي في المجتمع[١٠].


ماذا يمكن أن يطعم الشخص في الإسلام؟

يمكن أن يُطعم العبد كل ما يمكن أكله وكل ما فيه نفع وفائدة للجسم، فمثلًا الماء فيه كل الحياة وقد عدّهُ الله -عز وجل- طعامًا فقال: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ}[١١]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لَيْسَ صَدَقَةٌ أَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ مَاءٍ)[١٢]، وكل طعام يُمكن أن يُكرم ويجودُ فيه يقدمه المرء للغير[١].


من هم مستحقوا إطعام الطعام في الإسلام؟

أمّا فيمن يستحق إطعام الطعام فهو أمرٌ عام، فكل ابن آدم يستحب إطعامه، ولكن قد ذكر القرآن الكريم فيمن له الأولوية في إطعام الطعام وهم يندرجون تحت فئات عدة نذكرها كالآتي[١]:

  • حُجاج بيت الله وعُباده في بيته الحرام، والفقير والمُبتلى: فقد قال الله -جل عُلاه-: {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[١٣].
  • الزُّهاد وعَفِيفي النفس، ومن يرضى بما أُعطِيَّ من نصيبه: ووردَ ذكرهم في آيات الله الحكيمة إذّ يقول: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[١٤].
  • الجيران: فقد أمرَ الرسول -صلى الله عليه وسلم- بإطعام الجار؛ فقد قال لأبي ذر:(يَا أَبَا ذَرٍّ، إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ)[١٥].
  • الضيوف: فمن الإيمان إكرام الضيف وتقديم أفضل ما عنده من طعامٍ وشراب.
  • الصائم: فمن أفطَرَ صائم وأطعمه؛ له مثلُ أجره.
  • الحيوانات والطيور: فقد وردَ عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أنزع في حوضي، حتى إذا ملأته لإبلي ورد علي البعير لغيري فسقيته، فهل في ذلك من أجر؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فِي كُلِّ ذات كَبِدٍ أَجْرا)[١٦].


أسئلة تجيب عنها حياتكِ

من أين يكون الإنفاق في إطعام الطعام؟

يُنفقُ الطعام من مصادر عدة وهي[١]:

  • الأموال التي تجب عليها الزكاة؛ كالأموال النقدية، والذهب، وما يُملَك من الأنعام، والأراضي الزراعية وما يُشابِهُها من أمثلة.
  • زكاة الفطر.
  • الصدقة في سبيل الله.
  • النذر.
  • الهِبات والأضاحي.
  • الكفارات؛ ككفارة النذر واليمين والإيلاء، وكفارة الظهار، ومن أفسد صيامه في رمضان.


هل يمكن إطعام الطعام للأقارب؟

نعم؛ يمكن للمرء أن يطعم الطعام لرحمه وأقاربه، بل إنه من المشروع دعوة الأهل والأقارب وحتى الجيران، لتُطرَح البركة في الطعام، ولتَجَنُب القطيعة والهجران بأن يحلان ما بين الأقارب والأهل[١٧].


أيهما أفضل؛ صدقة المال أم الطعام؟

كلها فيها الأجر والثواب، وبما يتيسر عند المرء، وبما هو أنفعُ للفقير والمحتاج[١٨].


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث "فضائل إطعام الطعام و الحض عليه من القرآن والسنة "، طريق الإسلام، 6/4/2016، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.
  2. "من فضائل إطعام الطعام وبذله"، الألوكة، 24/5/2019، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.
  3. سورة الإنسان، آية:8 9 10 11 12
  4. رواه الألباني، في صحيح ابن ماجة، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:2649، صحيح.
  5. سورة البلد، آية:11 12 13 14
  6. رواه الألباني ، في صحيح الجامع ، عن جابر بن عبدالله، الصفحة أو الرقم:2819، حسن.
  7. ^ أ ب رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:950، صحيح.
  8. ^ أ ب رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:176، حسن.
  9. رواه الألباني ، في صحيح الترغيب، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:453، حسن لغيره.
  10. "أهمية إطعام الطعام في الإسلام"، الألوكة، 17/3/2011، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.
  11. سورة البقرة، آية:249
  12. رواه السيوطي ، في الجامع الصغير ، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:7589، حسن.
  13. سورة الحج، آية:27 28
  14. سورة الحج، آية:369
  15. رواه الألباني، في صحيح الأدب المفرد، عن أبو ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:83، صحيح.
  16. رواه ابن الملقن، في تحفة المحتاج، عن سراقة بن مالك، الصفحة أو الرقم:2/349، صحيح.
  17. "هل يدعو في وليمته الفقراء فقط ، دون الأقارب والأصدقاء ؟"، الإسلام سؤال وجواب، 18/12/2012، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.
  18. "هل الصدقة بالنقود أفضل أم بالطعام؟"، الإمام ابن باز، اطّلع عليه بتاريخ 29/1/2021. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :