محتويات
صلاة الفجر
الصلاة هي عمود الإسلام كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (رأسُ الأمرِ الإسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذروةُ سنامِه الجهادُ في سبيلِ اللهِ) [مجموع فتاوى ابن باز| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح]، وهي أيضًا أول شيء يُحاسب عليه العبد يوم القيامة، كما أنها أمرٌ عظيمٌ، وأهم فريضة بعد الشهادتين، ومن الصفات الحميدة لأهل الإيمان، ويجب على جميع المسلمين ذكورًا وإناثًا الحفاظ على الصلوات الخمس؛ الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء والحرص على أدائها في أوقاتها طاعةً لله وتعظيمًا له[١].
تُعد صلاة الفجر من أعظم الصلوات إذ سماها الله تعالى بقرآن الفجر كما في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا} [سورة الإسراء: 78]، ووعد رسول الله صلّى الله عليه وسلم الساعين إلى صلاة الفجر بالنور يوم القيامة، ومن صلاها فهو في حفظ الله تعالى، وتُعد صلاة الفجر أيضًا بابًا من أبواب الجنة وسترًا من النار، كما أنّ التفريط فيها إثمٌ عظيم وجرمٌ كبيرٌ، وسنتناول في هذا المقال خطوات صلاة الفجر[٢].
خطوات صلاة الفجر
توجد عدة خطوات يجب على المُسلم الالتزام بها عند أداء صلاة الفجر، وهي كالآتي[٣]:
- يجب على المُسلم التطهر وستر العورة، ثم يقف ويتوجه إلى القبلة، ثمّ يرفع يديه بالقرب من منكبيه، ثمّ يقول الله أكبر، ثمّ يضع يده اليُمنى على يده اليُسرى ويضعهما على صدره، ثمّ يقرأ دعاء الاستفتاح فيقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك)، ثمّ يقول سرًّا: (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم)، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة، ثمّ ما تيسّر له من القران الكريم جهرًا إذا لم يكن مأمونًا.
- يركع المُسلم مُكبرًا رافعًا يديه قريبًا من منكبيه، ثمّ يضعها على ركبتيه ويقول: (سبحان ربي العظيم) ثلاث مرات، ويجوز له أن يقولها أكثر من ثلاث مرات فهو أفضل، ثمّ يرفع رأسه رافعًا يديه بالقرب من منكبيه قائلًا: (سمع الله لمن حمد)، ثمّ يتبعها (ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مُباركًا فيه).
- يسجد المُسلم مُكبرًا وواضعًا جبهته وأنفه وكفّيه وركبتيه وأطراف أقدامه على الأرض، ثمّ يقول: (سبحان ربي الأعلى) ويقولها ثلاث مرات، ويُستحب له أن يدعو الله أثناء سجوده، ثمّ يرفع رأسه مُكبرًا، ثمّ يجلس مُفترشًا رجله اليُسرى ناصبًا رجله اليُمنى ويقول أثناء جلوسه: (ربي اغفر لي)، ويُمكن له أن يزيد عن ذلك في الدعاء فهو أفضل، ثمّ يسجد سجدةً أخرى بصفة الأولى، ثمّ يرفع رأسه مُكبرًا، وهنا يكون قد أكمل ركعته الأولى، ثمّ يفعل بالركعة الثانية كما فعل في الأولى.
- بعد أن يرفع المُسلم رأسه من السجدة الثانية، يجلس ويقرأ دعاء التشهد والصلاة الإبراهيمية وهي: (التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد)، ثمّ يستعيذ بالله من عذاب جهنم وعذاب القبر وفتنة المسيح الدجّال، ثمّ يُسلّم عن يمينه ثمّ عن يساره بالقول: (السلام عليكم ورحمة الله)، ويكون بذلك قد أتم صلاة الفجر.
بشائر الحفاظ على صلاة الفجر
توجد بشائر عديدة لمن حافظ على صلاة الفجر، ومنها ما يأتي[٤]:
- النور التام يوم القيامة.
- خير من الدنيا وما فيها، وعن عائشة رضى الله عنها عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: (رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَما فِيهَا) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]].
- حصد الحسنات، وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلّى الله علية وسلم: (مَن خرَجَ مِن بَيتِه إلى المَسجِدِ كُتِبت له بكلِّ خَطْوةٍ يَخْطوها عَشْرُ حسَناتٍ، والقاعدُ في المَسجِدِ يَنتظِرُ الصلاةَ كالقانتِ، ويُكتَبُ مِنَ المُصلِّينَ حتى يَرجِعَ إلى بَيتِه) [تخريج المسند| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
- شهادة الملائكة، كما في قوله تعالى: {أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا} [سورة الإسراء: 78].
- دخول الجنة والنجاة من النار، كما في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الفَجْرَ وَالْعَصْرَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]].
- رؤية الله عز وجل، كما ذُكر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (أما إنَّكم سترونَ ربَّكم يومَ القيامةِ كما ترونَ هذا القمرَ - وأشارَ إلى القمرِ بالسَّبَّابةِ - لا تضامونَ في رؤيتِه فإنِ استطعتُم ألا تُغلَبوا على صلاةٍ قبلَ طلوعِ الشَّمسِ وقبلَ غروبِها فافعلوا ثمَّ قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}) [حلية الأولياء| خلاصة حكم المحدث: صحيح متفق عليه].
- أجر قيام الليل، فمن صلى الفجر كأنما قام الليل كله، كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى العِشَاءَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ، وَمَن صَلَّى الصُّبْحَ في جَمَاعَةٍ فَكَأنَّما صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]].
- دعاء الملائكة.
- أجر حجة وعمرة.
- الدخول في ذمة الله وحفظه، كما في قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم: (مَن صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ فَهو في ذِمَّةِ اللهِ، فلا يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ، فإنَّه مَن يَطْلُبْهُ مِن ذِمَّتِهِ بشيءٍ يُدْرِكْهُ، ثُمَّ يَكُبَّهُ علَى وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ) [صحيح مسلم| خلاصة حكم المحدث: صحيح]].
كيفية صلاة ركعتي الفجر وصلاة الصبح
يمكن أداء ركعتي الفجر وصلاة الصبح من خلال الخطوات التالية[٥]:
- إتمام عملية الوضوء الصحيحة بكافة مراحله المختلفة ثم الاستعداد للبدء بالصلاة تحديدًا بعد دخول الوقت الصحيح لصلاة الفجر الذي يكون بالطلوع الصادق للفجر، أي بعد انتهاء الأذان الثاني للفجر في حال وجود أذانين.
- أداء ركعتي سنة الفجر بعد التكبير والتي تكون قبل الفرض وهي تسمى راتبة الصبح ويطلق عليهما أيضًا ركعتا الفجر، ومن شروط صحتها البدء بتكبيرة الإحرام تمامًا كبقية الصلوات.
- البدء بأداء الفرض مباشرةً بعد التسليم من سنة الفجر وهو ركعتان تصلى كغيرها من الفروض، أي إنها تحقق شروط الصلاة وأركانها وتتم بعد دخول وقتها.
- أداء صلاة الفجر يمكن أن يكون في المنزل بطريقة فردية لغير القادر، كما يمكن أن تصلى جماعةً في المسجد وهو خير.
الفرق بين صلاة الصبح وصلاة الفجر
يجب على المسلم أن يعلم بأن صلاة الصبح هي ذاتها صلاة الفجر ولا يوجد أي فرق بينهما، فكلاهما صلاة واحدة وليست صلاتين، وتكون صلاة الصبح بأداء ركعتين كفرض على المسلمين وذلك بالإجماع ويكون وقتها ما بين الوقت الواقع من بعد طلوع الفجر وحتى الوقت الذي يسبق طلوع الشمس، كما أن من الأفضل أداءها قبل الغسق الكامل تحديدًا عند بداية انشقاق الفجر وبداية وضوحه وظهوره ولا يجوز تأخيرها لبعد شروق الشمس أو طلوعها، بل يجب أداؤها في وقتها الصحيح[٦].
القراءة في صلاة الفجر
يمكن أن يقرأ المصلي خلال أدائه لسنة الفجر سورة الفاتحة وسورة الكافرون وذلك خلال الركعة الأولى، وأن يقرأ خلال الركعة الثانية سورة الفاتحة وسورة الإخلاص وهذا هو الأفضل لكن إن قرأ غيرها فلا بأس بذلك، كأن يقرأ مع سورة الفاتحة سورةً صغيرةً أخرى، أو كأن يقرأ بعض الآيات من سورة البقرة خلال الركعة الأولى وآيات من سورة آل عمران في الركعة الثانية، وذلك مشابه للقراءة خلال أداء سنة المغرب[٦].
من حياتكِ لكِ
ستروي صلاة الفجر نفسك بالطمأنينة، وتقذف نورًا في قبلك، إذا بدأت يومك بها لتغذي روحك وجسدك بطاعة الله تعالى، وتوجد نصائح متنوعة تُساعدك على إقامة صلاة الفجر[٧]:
- إدراككِ لفضل صلاة الفجر وثوابها.
- سعيكِ لجلب محبة الله في لقائه.
- تحليكِ بالعزيمة، والتزامك بمواعيد الصلاة، فمن تعزم على فعل شيء يوفقها الله إليه.
- نظمي وقتكِ حسب أوامر الله تعالى، لا أن تنظمي أوامر الله حسب هواكِ.
- استغلي كل فرصة تدفعكِ لطاعة الله.
- اعزمي النية للمحافظة على صلاة الفجر.
- استعيني بالله تعالى من أجل الاستيقاظ لصلاة الفجر.
المراجع
- ↑ "الصلاة في الإسلام"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.
- ↑ "صلاة الفجر"، alukah، 2014-9-22، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة الفجر"، islamweb، 2003-9-9، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.
- ↑ "البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.
- ↑ "كيفية صلاة ركعتي الفجر وصلاة الصبح"، islamweb، 13-02-2007، اطّلع عليه بتاريخ 30-04-2019. بتصرف.
- ^ أ ب "الفرق بين صلاة الفجر وصلاة الصبح"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 30-04-2019. بتصرف.
- ↑ "تسع نصائح في صلاة الفجر"، islamonline، اطّلع عليه بتاريخ 2019-12-4. بتصرّف.