محتويات
حكم الصلاة في غير اتجاه القبلة
في كثيرٍ من الأحيان يُواجه الأفراد لبسًا في تحديد اتجاه القبلة، خاصةً إذا كان الأفراد قد انتقلوا حديثًا إلى منزل آخر أو لدولة جديدة، وفي هذه الحالة يجب التحرّي والاجتهاد لتحديد اتجاه القبلة الصحيح من خلال استخدام اللآلات الحديثة الدّالة على ذلك، أو عن طريق العلامات الواضحة، أو بسؤال أهل الخبرة والمعرفة باتجاه القبلة ممّن يعرفون ذلك المكان، فإذا كان الاتجاه صحيحًا لكن ليس دقيقًا تمامًا ويُوجد بعض الانحراف بشرط عدم معرفة المُصلّي بذلك الانحراف فلا إثم عليه وصلاته صحيحة، لأنّ شرط قبول الصلاة الاتجاه إلى جهة الكعبة وليس إلى عين الكعبة تمامًا، وقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (ما بينَ المشرِقِ والمغرِبِ قِبْلَةٌ) [المصدر: الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث : صحيح].
أمّا في حال كان اتجاه القبلة مغايرًا تمامًا للاتجاه الصحيح، بأن تكون القبلة غربًا ويُصلي المُصلّي شرقًا أو شمالًا، فلا إثم عليه وصلاته صحيحة، في حال أنّه بذل كل ما في وسعه لتحرّي الاتّجاه الصحيح وسأل من هم أعلم منه باتجاه القبلة ويهمهم أمر الصلاة ويُعظموا قدرها[١].
حكم تغيير القبلة أثناء الصلاة
إذا بذل المُصلّي ما في وسعه للتحقّق من تحديد اتجاه القبلة الصحيح من خلال الاعتماد على الأدلّة أو الأشخاص الذين لديهم علم بذلك، لكن ظهر أنّه أخطأ في القبلة أو انحرف قليلًا عنها أو غلب على ظّنه ذلك في أثناء صلاته، فالواجب عليه تغيير اتجاه صلاته بالاتجاه إلى جهة القبلة وإكمال صلاته لأنّها صحيحة، لأنّه لو علِم أنّه انحرف قليلًا عن القبلة بعد الانتهاء من الصلاة؛ فإنّ صلاته صحيحة ولا يتوجّب عليه إعادتها، وكذلك الأمر فيما إذا ظهر له ذلك أثاء الصلاة، وهذا رأي المذهب الحنبلي والحنفي.
أمّا بالنسبة لرأي المذهب المالكي؛ فإنّ المُصلّي يستقبل اتجاه القبلة الصحيح إذا كان قد أخطأ وانحرف احرافًا بسيطًا عن الاتجاه الصحيح أو كان أعمى، أمّا إذا لم يكن المُصلّي أعمى أو كان الانحراف كبيرًا كأنْ يُصلي المُصلّي باتجاه الشرق وقبلته في الغرب، فإنّه يقطع الصلاة ويُعيدها[٢].
حكم من تبين له خطأ القبلة بعد الصلاة
في حال تبيّن للمصّلي خطؤه في تحديد اتّجاه القبلة بعد الانتهاء من أداء الصلاة، وكان الانحراف عن اتجاهها بسيطًا، فلا يتوجّب عليه الإعادة وصلاته صحيحة، أمّا إن كان الاتجاه معاكسًا تمامًا لاتجاه القبلة والانحراف كبير، كاستدبارها أو جعلها على جهة اليمين أو اليسار، ففي هذه الحالة يجب إعادة الصلاة التي قٌضيّت وصُليّت بالاتجاه الخاطئ[٣].
هل يجوز للمريض الصلاة على غير القبلة؟
تتفرّع الإجابة على هذا التساؤل؛ فإذا كان المريض يجد مشقّةً كبيرةً في استقبال القبلة ولم يجد معه من يُعينه أو يُوجّهه إليها، ويخاف أن يفوته وقت الصلاة، يُمكنه الصلاة على حاله ويسقط عنه شرط استقبال القبلة كونه يعجز عن ذلك؛ إذ قال الله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا} [لبقرة:286]، أمّا إن كان المريض لا يجد مشقةً كبيرةً في استقبال القبلة أو وُجِد من يُوجهه إليها ويُعينه على استقبالها فمن اللازم عليه استقبال القبلة كونها إحدى شروط صحة الصلاة، قال الله تعالى: {فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة:144]، ويُمكن في هذا السياق جعل فراش المريض مستقبلًا للقبلة دومًا لتسهيل صلاته باتجاه القبلة دون الحاجة للمساعدة من الآخرين لاستقبالها[٤][٥].
المراجع
- ↑ "خطأ في الاتجاه إلى القبلة"، الإسلام سؤال وجواب، 8/9/2004، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2020. بتصرّف.
- ↑ "تغيير القبلة أثناء الصلاة"، إسلام ويب، 28/3/2006، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم من تبين له خطأ القبلة بعد الصلاة"، إسلام ويب، 17/9/2007، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2020. بتصرّف.
- ↑ "حكم صلاة المريض على السرير "، طريق الاسلام، 1/12/2006، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2020. بتصرّف.
- ↑ "المريض.. واستقبال القبلة للصلاة"، إسلام ويب، 28/3/2003، اطّلع عليه بتاريخ 4/11/2020. بتصرّف.