محتويات
الوالدان
خلق الله الإنسان على هذه الأرض من خلال العملية البيولوجية التي تسمى التزاوج بين المرأة والرجل، ويكون هذان اللذان أنجبا هذا الإنسان هما والداه، وهما ملزمان بتربيته أفضل تربية ووضعه على الطريق القويم في هذه الحياة حتى يبلغ أشده وسيصبح قادرًا على الاستمرار في هذه الحياة وحده ودون أي عون منهما.
الوالدان منذ أن يأتي الولد على هذا العالم يبدأ دورهما بتقديم كل ما بوسعهما حتى يعيش حياةً كريمةً، فيقدمان له المأكل والمشرب والدعم النفسي والمادي، ويربيانه على الأخلاق الواردة في كتاب الله عز وجل وفي سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وهذا كله من بر الآباء بأولادهم، والذي يترتب عليه بعد ذلك بر الأولاد بآبائهم[١].
بر الوالدين
بر الوالدين من الأمور التي أوصى بها القرآن الكريم، وقد قرن الله عز وجل بر الوالدين بعبادته، مما يدل على عظم هذا الفعل ومكانته الكبيرة عند الله عز وجل، كما أن النبي الكريم أمر في كثير من مواضع الحديث الشريف ببر الوالدين سواء الأم أو الأب وشدد أكثر على بر الأم لما قدمته في سبيل أولادها ابتداءً من تحمل الألم في الحمل والولادة مرورًا بالسهر كل ليلة على راحته وصحته حتى يغدو إنسانًا كاملًا صحيحًا وسليمًا من أي علة[٢].
بر الوالدين يمكن أن يتجلى في صور عدة، أهمها ما يأتي:
- الطاعة، فالابن مطالب بطاعة والديه في كل أمر يطلبانه منه مهما بلغت صعوبته، المهم ألا تكون فيه معصية لله عز وجل.
- النفقة عليهما، فالابن مطالب بالنفقة على والديه إذا كان قادرًا على هذا ماديًّا وبدنيًّا.
- خفض الصوت في وجودهما، فلا يجوز للابن أن يرفع صوته أثناء الحديث مع أبويه.
- التذلل لهما وعدم التكبر أو التباهي بما وصل إليه أمامهما، فالابن عليه أن يتذكر دائمًا أن كل ما وصل إليه لم يكن ليصل إليه لولا فضلهما عليه ورعايتهما وعنايتهما به.
ثمار بر الوالدين
لبر الوالدين ثمار كثيرة على حياة الفرد، أهمها ما يأتي[٣]:
- التقرب من الله عز وجل، فكما ذكرنا في البداية أن الله عز وجل أمر ببر الوالدين والإحسان إليهما وقرنه بعبادته، وبالتالي فإن الشخص البار بوالديه يؤدي عبادة لله تمامًا كالذي يؤدي الصلاة أو الزكاة.
- قبول الأعمال واستجابة الدعاء، فبر الوالدين يجعل الإنسان مقبول العمل عند الله عز وجل ومجاب الدعاء فيما فيه الخير له ولوالديه ولمن يحب.
- تكفير الذنوب، فالإنسان عندما يبر والديه ويحسن إليهما يكفر الله عنه بهذا العمل السيئات التي تراكمت في ميزان أعماله في حال اجتنب الكبائر لأن الكبائر لا يغفرها الله عز وجل إلا بالتوبة.
- النجاة من مصائب الدنيا، فبر الوالدين يكون بمثابة حصن منيع يحمي الإنسان من الشر المحيط به في الدنيا، والسبب في هذا يعود إلى أنه سيكون في حماية الله عز وجل أينما ذهب.
- حسن الخاتمة عند الموت، فالله يدفع عن المؤمن البار بوالديه سوء الخاتمة لبره وإحسانه.
بر الوالدين بعد موتهما
لا يقتصر برّ الوالدين في حياتهما بل يكون أيضًا بعد وفاتهما بعدّة طرق وأشكال، منها التصدق عنهما والدعاء لهما، وقضاء النذور وما عليهما من صوم ودين، والاستغفار لهما، وصلة رحمهما وتنفيذ وصاياهما، والاعتمار والحج عنهما إن أمكن ذلك، وكافّة الأعمال الصالحة والطاعات التي يهدى ثوابها لهما.
عقوق الوالدين
يُعد أيّ قول أو فعل يلحق الضرر بالوالدين أو يتأذّى منه الوالدان عقوقًا لهما، مما يتسبَّب بالحزن والأسى لهما، كما وصفه رسولنا بأنه أكبر الكبائر، ومن مظاهر عقوقهما النّظر إلى الوالدين نظرة اشمئزاز أو احتقار، وعدم الإصغاء لهما، والتّأفف والضجر عند طلب أحدهما أمرًا معينًا، والخجل منهما ومن ذكرهما أمام الناس، وتفضيل الزوجة أو غيرها عليهما، وإرسالهما إلى دور العجزة والمسنين، والاعتداء عليهما بالضرب أو لفظيًّا، ورفع الصّوت عليهما وعدم الأخد بمشورتهما وسبّهما وشتمهما، إذ إن هذه الأفعال وغيرها التي تسبِّب أذىً للوالدين عقوقًا لهما والذي يُعد من الكبائر التي حذّرنا الرسول منها، والتي تسبّب زوال نعمة الله وزيادة الهموم والكروب وغضب الله تعالى[٤].
المراجع
- ↑ "ثمرات بر الوالدين "، صيد الفوائد ، اطّلع عليه بتاريخ 09-05-2019. بتصرف.
- ↑ "ما جاء في الكتاب والسنة في فضل بر الوالدين"، الإمام ابن باز ،اطّلع عليه بتاريخ 09-05-2019. بتصرف.
- ↑ "قضل بر الوالدين "، الأالوكة ، اطّلع عليه بتاريخ 09-05-2019. بتصرف.
- ↑ "عقوق الوالدين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7-4-2020. بتصرّف.