كيفية بر الوالدين في حياتهما

كيفية بر الوالدين في حياتهما

بر الوالدين

بر الوالدين هو الإحسان بالقول والفعل للوالدين، وهو فرض عين على كلّ مسلم ومسلمة، وهو من أعلى درجات الإحسان التي يصل بها المؤمن للجنات العلا والرضا الرباني العظيم، إذ قال تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) [سورة الإسراء: 23]، فالدين الحنيف يحثّ المؤمن على بر والديه وجعله فريضةً عليه ليوم الدين، إذ جعله فوق مرتبة جهاد النفل، وتأكيدًا على ذلك قرن الله تعالى طاعته وعبادته ببر الوالدين وجعل برهما سبيلًا لنيل رضا الله والفوز بالجنة، وجعل عقوقهما سببًا في غضب الله والخسران العظيم في الدنيا والآخرة، وجعل الله ثمرة البر بالوالدين تظهر في الدنيا قبل الآخرة، إذ إنّ بر الوالدين من الأمور التي يرى المؤمن ثمارها في الدنيا قبل الآخرة، وكذلك العقوق فالإنسان معاقب عليه في الدنيا ويكون من الخاسرين يوم القيامة بسببه، وللبر وجوه عديدة يقدمها الأبناء للآباء في حياتهما وبعد مماتهما في صور تتجلى فيها الرحمة والحب كما جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- وكما ذكر الصالحون وأمر به رب العالمين في كتابه الحكيم: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَىٰ وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [ سورة لقمان: 14][١][٢].


كيفية بر الوالدين في حياتهما

إحسان المعاملة معهما بالرفق واللين وإظهار الحب والمودة لهما، وأن لا يشعر الوالدان بتثاقل أبنائهم من الاهتمام بهم وهذا أعظم صور البر للوالدين، ومن واجب الأبناء الإنفاق على الوالدين إذا كانا بحاجة لذلك، وتقديم الطاعة لهما بغير معصية الله، والتذلل لهما وخفض الصوت أثناء التحدث معهما، وخدمتهما وتلبية رغباتهما، وتوفير الوقت للجلوس معهما فهذا أكثر ما يسعد الوالدين في حياتهما، وأن يحرص الولد على جلب الخير والسعادة لوالديه وأن لا يصدر منه ما يجلب لهما الشر والمشكلات، وللأم مكانة عظيمة وبر مضاعف عن بر الأب كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم عندما سُئل (مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قالَ: أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ قالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قالَ: ثُمَّ أَبُوكَ. وفي حَديثِ قُتَيْبَةَ: مَن أَحَقُّ بحُسْنِ صَحَابَتي وَلَمْ يَذْكُرِ النَّاسَ) [صحيح مسلم | صحيح][٣].


كيفية بر الوالدين بعد وفاتهما

لا ينتهي بر الوالدين بوفاتهما، بل جعل الله برهما متصلًا إلى يوم الدين، فالأبناء عليهم واجب البر لآبائهم بعد وفاتهما مثل الاستغفار وطلب الرحمة لهما، والدعاء بأن يتجاوز الله عن سيئاتهما، وهذا هو أكثر ما يحتاج إليه الآباء من أبنائهم بعد الموت، وأن ينفذ الأبناء وصية الآباء ولا يغيرون شيئًا منها، و إكرام أصدقاء وأقارب الوالدين والإحسان لهما، وأن لا يقطع أرحامهما من الأعمام والعمات والأخوال والخالات والأقارب من جهة الأم والأب، وكل ذلك من صور إكرام وبر الوالدين بعد وفاتهما[٣].


ثمرات الإحسان للوالدين

  • البركة في الرزق والعمر والصحة.
  • التوفيق في كل الأمور والنجاح في الحياة الدنيا.
  • بر الوالدين صفة الأنبياء والصالحين.
  • دعاء الآباء للأبناء البارين والصالحين مستجاب.
  • نيل الرضا والمغفرة من الله سبحانه وتعالى.
  • الأبناء البارين يرزقهم الله بأبناء بارين أيضًا ليسعدوا بحياتهم.
  • دعاء الابن البار مستجاب عند الله.
  • الفوز بالجنة والرضا من الله يوم القيامة.


المراجع

  1. د/ خالد سعد النجار، "بر الوالدين"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  2. الشيخ صلاح نجيب الدق (13-5-2016)، "فضائل بر الوالدين"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "بر الوالدين في حياتهما وبعد مماتهما"، binbaz، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2020. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :