وسائل تعليمية تربية إسلامية

وسائل تعليمية تربية إسلامية

مفهوم التربية الإسلامية

تُعد التربية الإسلامية فرعًا من فروع التربية يهتم بإعداد الأشخاص في جوانب الحياة المختلفة من المنظور الديني، ورغم كثرة استخدام هذا المصطلح في وقتنا الحاضر؛ إلا إنه لم يكن متداولًا عند السلف الصالح، ولم يُستخدم في تراثهم العلمي، لكن وردت في كتبهم العلمية بعض المصطلحات المرادفة له؛ كالتنشئة والإصلاح والتأديب وغيرها من المصطلحات المشابهة، والحاصل أن جميعها تؤدي الغرض ذاته، وهو تربية ورعاية الإنسان، والتي تُعد من الأمور التي أوصى بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ يقول في ذلك: (أكرِموا أولادَكم وأحسِنوا أدبَهم) [الترغيب والترهيب| خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]، كما أن للتربية الإسلامية مناهجًا ووسائل ومقررات تهدف إلى تربية الأجيال على المنهج الإسلامي الحنيف، وفي هذا المقال سنتحدث عن تلك الوسائل[١].


وسائل تعليمية في التربية الإسلامية

توجد العديد من وسائل تعليم التربية الإسلامية لغرس مبادئ الدين الحنيف، وفيما يأتي بعضها[٢][٣]:

  • التلقين: يعد التلقين أول الوسائل التي تستخدم في التربية الإسلامية،؛ إذ إن السلف الصالح كانوا أول ما بدأ بتربية الصغار بتلقينهم كلمة التوحيد، ثم تعليمهم القرآن الكريم، ثم تعليمهم السيرة النبوية الشريفة، وعلى المعلم أن يكون صادقًا في تعليمهم الدين، والحقائق الإسلامية على وجهها الحقيقي، وقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحث الصبية دائمًا على التعلم؛ لذا على المعلم للتربية الإسلامية أن يكون أمينًا في تعليم أصول الدين الصحيحة بكل أمانة.
  • تعليم الأذكار: الهدف من تعليم الأذكار ضمن منهج التربية الإسلامية هو أن ينشأ الصغار على التوكل على الله تعالى، وذلك بطلب معيته، والالتجاء إليه بالدعاء والرجاء في جميع الأحوال والمناسبات.
  • التدبر: إن التدبر من الوسائل المميزة في تعليم التربية الإسلامية؛ إذ إنها تساهم في النظر إلى عظيم خلق الله تعالى، فهو يلفت النظر إلى الكون ومظاهر خلق الله تعالى، كما يجب على المعلم أن يهتم بتعليم صفات الله تعالى، وأسمائه بواسطة التدبر في الخلق.
  • الحماية من وسائل البعد عن الدين: يجب أن يُركز المعلم على تعليم مراقبة الله تعالى للعبد، وأن الهدف الأول هو رضا الله تعالى، وتجنّب سخطه؛ فيبتعد بذلك عن الرياء وما سواه من الأخلاق السيئة.
  • تعليم الأخلاق والآداب الشرعية: من الأمور التي يجب على المربي التركيز عليها الجانب الأخلاقي الذي تستقيم حياة الأشخاص به، والمجتمعات، والأخلاق الحسنة مثل الصدق والأمانة؛ مما يبعدهم عن المعاصي، والذنوب، كما أن من الواجب التركيز على تعليم الآداب العامة، مثل آداب الطعام، واللباس، والنوم، وما سواها من الآداب التي تفيد حياة المسلم.
  • التربية بالقدوة: من أفضل الوسائل في التربية الإسلامية أن تكون القدوة الأولى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وذلك لأن رسول الله هو المثل الأعلى للأخلاق والإيمان، والذي يمتلك صفات الكمال البشري منفردًا، الأمر الذي يجب أن يقتدي به الجميع في جميع أمور حياتهم، سواء في التعامل والأخلاق، أو في العبادات وما سواها من أمور التربية الإسلامية الحنيفة.
  • التربية بالموعظة: دائمًا ما يكون للموعظة أثرها البالغ في النفس البشرية، ولكن هذا التأثير ينقسم بين القبول والرفض؛ نظرًا لأن الوعظ يعتمد على سببين، أولهما يعود لطريقة الموعظة، والثاني لكون النفس البشرية تميل إلى الأمور السهلة، وتبتعد عن الأمور الصعبة؛ لذا على الواعظ أن يكون ذا حكمة كبيرة، حتى تكون الموعظة ذات أثر بالغ في النفس، ويظهر ذلك جليًا في الكثير من الآيات الكريمة.
  • القصص: إن للقصص الكثير من التأثير على الصغار والكبار على حدٍ سواء؛ إذ إن القصص الجميلة ترسخ بالأذهان، وتستهويها القلوب؛ ومما يزيد متعة القصص أن يكون الملقي لها بارعًا في إيصال الفكرة والعبرة من القصص؛ لا سيما قصص الأنبياء، والتي يكثر ذكرها في التربية الإسلامية؛ لذا لا بد من المعلم والمربي أن يكون ملمًّا بجوانب السرد القصصي.
  • ملء أوقات الفراغ: إن أوقات الفراغ من الأمور التي يجب التركيز عليها من المعلم والمربي؛ لذلك تركّز التربية الإسلامية على تعبئة أوقات الفراغ وتنظيم الوقت للسعي في طلب العلم، والتركيز على العبادات، والعمل والكسب الحلال، وملء أوقات الفراغ بالأمور الهامة والمفيدة.
  • التربية بالعبرة: أن يستغل المعلّم الأحداث لإعطاء العبر والمواعظ؛ إذ إن العديد من الأحداث تحدث دون تخطيط، وعادةً ما تترك أثرًا بالغًا في حياة الأشخاص؛ لذا يجب استغلال هذه الأحداث في تقديم العبر والتعلّم منها.
  • التربية بالعقوبة: إن العقاب من الأمور التي يجب أن تكون ضمن التربية الإسلامية، فبعد أن تنفد بعض الحلول من موعظة حسنة، وصبر طويل، يستوجب الأمر اللجوء إلى العقوبة، ولكن يجب أن تكون العقوبة ضمن أساليب محددة يُقصد منها التأديب والتربية لا العقاب والجزاء، فإذا لجأ المعلم للضرب لا بد ألا يكون الضرب مبرحًا أو ذا أثر نفسي وجسدي على الصغار.


المنهج النبوي في التربية والتعليم

نظرًا لأن الرسالة التعليمية والتربوية لا تكتمل إلا بالقدوة الحسنة؛ فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القدوة الأولى لهذه الأمة على مر السنوات، فهو المربي والمعلم الاول في الدين الإسلامي العظيم؛ إذ يروي أنس بن مالك عن صفات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلًا: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أحْسَنَ النَّاسِ، وأَجْوَدَ النَّاسِ، وأَشْجَعَ النَّاسِ، ولقَدْ فَزِعَ أهْلُ المَدِينَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ قِبَلَ الصَّوْتِ، فَاسْتَقْبَلَهُمُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قدْ سَبَقَ النَّاسَ إلى الصَّوْتِ، وهو يقولُ: لَنْ تُرَاعُوا لَنْ تُرَاعُوا وهو علَى فَرَسٍ لأبِي طَلْحَةَ عُرْيٍ ما عليه سَرْجٌ، في عُنُقِهِ سَيْفٌ، فَقالَ: لقَدْ وجَدْتُهُ بَحْرًا. أوْ: إنَّه لَبَحْرٌ) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فقد كان يسبق القوم لا يتبعهم عليه أفضل الصلاة والسلام، وفيما يُروى عن حسن تربيته وتأديبه والمبادرة بالموعظة الحسنة ما ورد في قصة الشاب الذي استأذنه بالزنى، إذ يروي أبو أمامة الباهلي فيقول: (أأنَّ فَتًى شابًّا أتى النَّبيَّ - صلَّى اللَّه عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ - فقالَ : يا رسولَ اللَّهِ ، ائذَنْ لي بالزِّنا ، فأَقبلَ القومُ علَيهِ فزَجروهُ وقالوا: مَهْ. مَهْ. فقالَ: أدنُهْ ، فدَنا منهُ قريبًا. قالَ: فجَلسَ قالَ: أتحبُّهُ لأُمِّكَ ؟ قالَ: لا. واللَّهِ جعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لأمَّهاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لابنتِكَ؟ قال: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لبَناتِهِم. قالَ: أفتُحبُّهُ لأُخْتِكَ؟ قال: لا. واللَّهِ يا رسول اللَّه جعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لأخواتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لعمَّتِكَ؟ قال: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّه جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لعمَّاتِهِم. قالَ: أفتحبُّهُ لخالتِكَ؟ قال: لا. واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ جَعلَني اللَّهُ فداءَكَ. قالَ: ولا النَّاسُ يحبُّونَهُ لخالاتِهِم. قالَ: فوَضعَ يدَهُ عليهِ وقالَ: اللَّهمَّ اغفِرْ ذنبَهُ وطَهِّر قلبَهُ ، وحصِّن فَرجَهُ فلم يَكُن بعدُ ذلِكَ الفتَى يَلتَفِتُ إلى شيءٍ) [الصحيح المسند| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فما أحوجنا في هذه الأيام لقائدٍ يتحلى بأخلاق رسول الله وعلماء يسلكون نهجه القويم ليتولوا أمور تربية الأجيال، وتعليم أمور الدين، بالحكمة والموعظة ورحابة الصدر[٤].


المراجع

  1. "التربية الإسلامية المصطلح و المفهوم"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  2. "أهداف التربية الاسلاميه للاطفال"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  3. "وسائل التربية الإسلامية"، islamway، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.
  4. "نماذج تربوية من السنة النبوية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 29-12-2019. بتصرّف.

فيديو ذو صلة :