طرق تدريس التربية الاسلامية للمرحلة الابتدائية

المعلم

يُعد المُعلم ثروة المجتمع، فهو الذي يعلم أفراد المجتمع منذ صغرهم حتى يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم، فإنّ صلاح المعلم وقيامه بمهنته المقدسة على الوجه التام، يُنتج جيلًا متعلمًا، وقادرًا على مواجهة الظروف والتحديات، وعندما يكون أفراد المجتمع أقوياء، فإنّ كامل الأمة تتمتع بالحصانة والقوة التي تحميها من الأطماع الخارجية، ويُعد سلاح العلم من الأسلحة المفضلة التي يُمكن لأي فرد حماية نفسه به، كما أن المعلم بحاجة لدرجة عالية من فهم المعلومات التي يُعطيها، فمهمته مقدسة وليست وظيفة عادية، وأول من بدأ بها سيد البشرية جمعاء سيدنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، فكان معلم المسلمين في كل ظروفهم وأحوالهم، وتتنوع المواد التي تدرس بالجامعات والمدارس بين الأدبية والعلمية، ومن أهم تلك المواد التربية الإسلامية^[١].

التربية الإسلامية

التربية الإسلامية تُعرف على أنّها تنشئة المجتمع الإسلامي والفرد الإسلامي التنشئة المتكاملة التي يُراعى فيها الجانب المادي والروحي بضوء النظرة الإسلامية، كما أنّ التربية الإسلامية تهتم بالفرد وتُعده لحل مشكلاته، ومعرفة مدى نجاحه بتحقيق رغباته التي تضمن له حياة سعيدة بالدنيا والآخرة، والتربية الإسلامية تجمع بين تصفية الروح وتأديب النفس، وتقوية الجسم، وتثقيف العقل، فالتربية الإسلامية تهتم بالتربية الخلقية والدينية والجسمية والعقلية، وليست شعارات تُرفع ولا نظريات تُوضع، ولا مناهج تُدرس، بل عملية تلقين تُحرك الدوافع النفسية، وتثير قوة التفكير. التربية عملية مُعقدة جدًا، لأنّها تستلزم الكثير من الجهود الجبارة لتربية الأبناء، فالمعلم يتعامل مع شخص مليء بالأحاسيس والمشاعر، شخص متقلب بالأهواء والأمزجة، يتأثر سلبًا وإيجابًا بمن حوله^[٢].

وسائل غرس التربية الإسلاميه بعقول الأطفال

يوجد العديد من الوسائل لغرس التربية الإسلامية في عقول الأطفال ومنها ما يأتي^[٣]:

• ترسيخ العقيدة الصحيحة بالتلقين: أول شيء يتلقنه الطفل هو كلمة التوحيد؛ إذ إنّ السلف كانوا يعلمون الطفل بأول حياته كلمة التوحيد، كما كان يؤذن بأذنيه عند ولاته، ثم كان يُعلم القرآن الكريم، لكون القرآن من أصول الدين الإسلامي، لكي ينشئون على الفطرة لكي يسبق لقلوبهم أنوار الحكمة، ويُعد تعليم القرآن خير من تعليم الفلسفة والجدل، وقد جعل الله عز وجل حفظ القرآن الكريم يسير؛ إذ إنّ الشخص يحفظ منه الكثير بجهد قليل، ولو حاول أن يحفظ غير القرآن، لقضى أضعاف الوقت الذي يقضيه لحفظ القرآن الكريم، ويُعلم مع حفظ القرآن الكريم السيرة النبوية، وسير التابعين والصحابة، وقصص الصالحين والأبرار، كما يجب على المربي أن يجيب عن أسئلة الطفل بصدق وأن يحدثه عن حقائق الإيمان، كما على المربي أن يصف الجنة والنار للطفل بأوصاف يسهل على الطفل فهمها وتخيلها، كما يجب عليه أن يرسخ وجودهما في ذهنه.
• ترسيخ العقيدة عن طريق تعليمه الأذكار: يجب على المربي أن يُعلم الطفل أذكار المناسبات، والأحوال، والأكل، والشرب، واليقظة، والنوم، كما يجب أن يعلمه الدعاء، وطلب حاجته من الله عز وجل، والتسمية عن الخوف، والدعاء عند المرض، والاستغاثة، كما يجب أن يعلم الطفل الرقية الشرعية، والتوكل على الله عز وجل، وطلب الحاجة منه.
• ترسيخ العقيدة عن طريق التدبر: يجب على المربي لفت نظر الطفل لمظاهر الكون وارتباطه بالتوحيد، وهذا يشعر الطفل بالتوازن النفسي، كما أنه يشعر بأنه جزء من أجزاء ذلك الكون المتناسقة، كما يجب على المربي أن يشرح للطفل بأنّ كل ما في هذا الكون يسبح لله عز وجل، كما يجب تعليمه كيفية التسبيح لكي يكون من ركب المسبحين، كما يمكن للمربي تعليم الطفل أسماء وصفات الله تعالى عبر التدبر بجمال وعظمة الكون.

طرق تدريس التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية

توجد العديد من الطرق العصرية المرتبطة بتدريس التربية الإسلامية، ومنها^[٤]:

• المناقشة العلمية المعززة بالتكنولوجيا: وهذه الطريقة تعتمد على الحوار الهادف والمناقشة، وطريقة للوصول لنتائج معينة تكتسب رضا الطلاب، وتعتمد على المشاركة الفعلية للطلبة تحت توجيه وإشراف معلمهم، كما يُمكن للمعلم أن يتولى المناقشة أو يكلف أحد تلاميذه المتميز أو عدد منهم لإدارتها تبعًا لخطة يضعها، على أن يبقى المعلم مصدرًا للإشراف، والإرشاد، والتوجيه، والتنظيم، وطريقة المناقشة تأخذ عددًا من الأساليب التي تخالف حسب الإمكانات والظروف، ومن أبرز مميزات هذه الطريقة؛ أنها تأخذ الشكل الحديث والاعتيادي في الوقت نفسه، باستعمال تقنيات التواصل والاتصال الحديثة من مواقع التواصل الاجتماعية، والبرامج الإلكترونية والمحادثة لإثراء حلقات الحوار والنقاش بالإضافة لتعزيز جزيئات تعليمية لمادة التربية الإسلامية، وتوضيحها توضيحًا صحيحًا.
• التعليم الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي: شهدت العملية التدريسية تطورًا كبيرًا في أواخر القرن الواحد والعشرين، وخصوصًا بأساليب وطرائق التدريس ومن ضمنها مادة التربية الإسلامية، كما جعلت التقنيات الإلكترونية حاجة المؤسسات والأفراد، حاجة دائمة وملحة نحو التجديد، والتطوير، والإبداع، فلاقت شبكات التواصل الاجتماعية مثل؛ التويتر والفيسبوك، رواجًا كبيرًا بتفعيل أساليب التدريس، بتسهيلها عالم التدريس على المتعلمين، ومع الاستعمالات الكثيرة للمنصات والمواقع الإلكترونية الداعمة لعملية التعليم بكل المجالات، وقد لجأت المنظومة التربوية والتعليمية لحث المعلمين على استغلال جميع التقنيات المتطورة في التعليم.
• صحائف الأعمال: وهي صحيفة ورقية أو إلكترونية، تستعمل أغلبًا إلكترونيًا وتقنيًا بتكليف الطالب بعدد من المهام لإنجازها؛ إذ إنّها تتضمن ملاحظة، وقراءة، وتحليل، وترتيب نتائج، وخلاصات، وأفكار، للفهم التعليمي لدروس مادة التربية الإسلامية، على أن يتضمن أسلوب تدريس مادة التربية الإسلامية العديد من الأهداف التعليمية التي تبدأ صياغتها بأفعال.
• الصور والأفلام المتحركة: إنّ للأفلام المتحركة والصور العديد من الآثار في تقريب وتوضيح المدركات ومنحها صورة حية، مثل؛ استعمال صور لشعائر الحج وأماكنه، كما يمكن استعمال صور عن المساجد بالعالم كله، كما أنّ الصور المتحركة مثل؛ الأفلام التسجيلية تُؤدي دورًا لفظيًا بالاعتماد على اللغة فقط في التعليم، وتُعد تلك الطريقة من الطرق الفاعلة في تدريس مادة التربية الإسلامية في القرن الواحد والعشرين، لأنّها تختصر الجهد والوقت، بالإضافة لسرعتها في ترسيخ الدروس التعليمية، والمعلومات في عقول الطلاب.
• العروض التوضيحية: تُعد من الوسائل التعليمية الحديثة؛ إذ يُجرى خلالها استخدام البيان العملي، بهدف تنمية اتجاه ما عند الطلاب، كما استخدمها كثيرًا المعلم الأول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لتعليم المسلمون الدين الإسلامي، ومن الأمثلة عليها؛ العروض العملية بتعليم مناسك الحج والصلاة.

المراجع

1. ↑ "المعلم الكفء أو الفعال"، dspace.univ-ouargla.dz، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
2. ↑ "الثقافة التربوية ومفهوم التربية الإسلامية"، alukah، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
3. ↑ "أهداف التربية الاسلاميه للاطفال"، saaid، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.
4. ↑ تركية محمد بن مرزوق العتيبي (8-7-2019)، "أفكار عصرية في تدريس التربية الإسلامية"، new-educ، اطّلع عليه بتاريخ 31-12-2019. بتصرّف.