محتويات
أين يكمن نجاح العملية التعليمية؟
هناك العديد من العوامل التي لها تأثير في العملية التعليمية وتُساهم في نجاحها، ومن هذه العوامل توفير بيئة آمنة ومريحة في المدرسة، وتركيز الإدارة على تنمية جوِّ الثقة داخلها ليتمكَّن الطلبة من التصرُّف بحرية وأن يكونوا على طبيعتهم، وعدم تعرُّضهم للضغط والقلق، وحرصها أيضًا على توفير تقنيات حديثة وجديدة تُساعد الطلبة على الاندماج في أنشطة الفصل، لجعل عملية التعلُّم أكثر فاعلية، كما أنَّ نجاح العملية التعليمية دائمًا يُحدَّد من خلال كيفية قيام المعلم ببنائها، لذلك من الضروري التأكُّد من أنَّ المعلم على مستوىً عالٍ من المهارة في التعليم، وأن يكون نموذجًا إيجابيًا يتبعه الأطفال، ولديه الرغبة والشغف في العمل مع الأطفال، والقدرة على التواصل معهم وفهمهم، وإيجاد نهج يُساعدهم على إظهار إبداعاتهم ومواهبهم[١].
الصعوبات التي تواجه المعلم في التدريس
فيما يأتي بعض أهم الصعوبات التي تواجه المعلم في التدريس[٢]:
- ضيق الوقت: بسبب ضيق الوقت يواجه المعلم صعوبة في التخطيط والتنفيذ للمهام المتعدِّدة المطلوبة منه؛ من تصحيح مواد، وتجهيز عروض تقديمية، وإدارة رحلات تعليمية ميدانية، وإدارةالأنشطة المدرسية الأخرى.
- الأعمال الإضافية: تطلب إدارة المدرسة من المعلم في كثير من الأحيان بعض الأعمال الإضافية خارج جدوله المعتاد، بما في ذلك أن يكون معلم إرشاد نفسي، أو أخصائيًّا اجتماعيًا وغير ذلك، فالأعمال الورقية المترتبة على هذه الأعمال تتطلَّب الكثير من الوقت والجهد، والتي من الممكن أن تؤثِّر في جودة عمل المعلم وصحته أيضًا.
- الضغط من قبل مدير المدرسة: دائمًا توجد منافسة بين الموظفين في كل مجال ومهنة، ويتحدَّى المعلمون بعضهم البعض لتقديم أفضل ما لديهم في العمل، وأفضل النتائج لإرضاء مدرائهم، فمدى نموِّ وتطوُّر الطالب ومستوى نجاح الفصل الدراسي يعكس مدى نجاح المعلم في عمله وأدائه، مما يؤدِّي إلى تعرُّض المعلم لضغط وإرهاق شديد.
- الموازنة بين مستوى الطلبة: تنويع طرق التدريس وإبقائها بسيطة لتُلبِّي احتياجات كل طالب هي مهمة صعبة جدًّا على المعلم، فما يصلح لطالب لا يصلح لآخر، فهناك متعلم بطيء ومتعلم سريع، لذا يضطر المعلم أن يجد استراتيجيات وطرق تعليمية متنوعة تناسب جميع مستويات الطلبة.
- نقص دعم الآباء: يصعُب على المعلم التعامل مع الطلاب وخاصةً الطلاب غير المتعاونين والذين يفتقرون إلى العمل الجماعي دون تعاون وتفهم أولياء أمورهم، لذلك يعقد المعلم اجتماعات مع أولياء الأمور حتى يتمكَّن من مراقبة تطوُّر طلابه وتقديم أفضل تجربة تعليمية لهم.
- نقص التمويل: يواجه المعلمون مشكلات في الحصول على تمويل مناسب من الإدارة والآباء، ليتمكَّنوا من إتمام استراتيجيات التدريس بأفضل طريقة ممكنة والعمل بها بنجاح لتحقيق المستوى المطلوب لرفع مستوى طلابهم.
- صعوبة التعامل مع الطلاب غير الخلوقين: يواجه المعلم صعوبة في التعامل مع بعض حالات عدم الاحترام الصادرة من الطلبة تجاهه، كما أنَّ القواعد التي تحمي الطلبة قد تُسبِّب له بعض المشكلات، وعدم تعرُّفه واطِّلاعه على هذه القواعد والدعاوي القضائية من الممكن أن تنقلب عليه وتسبِّب له مشكلات غير متوقعة.
- الالتزام بالمنهج: التزام المعلم بالمنهج الموجود داخل الكتاب المطلوب منه يُجبر الطلبة على تعلُّم ما هو موصوف فقط في الكتاب، وسيحدُّ ذلك من مساحة المعرفة لديهم وعدم قدرتهم على ربط هذه المعرفة مع الجانب العملي، مما يؤدِّي إلى عدم تمكُّنهم من حلِّ المشكلات التي يواجهونها في حياتهم أيضًا.
- صعوبة التعامل مع قواعد وشروط التدريس: بسبب إجبار المعلم على الالتزام بتطبيق الطابع المؤسَّسي على التدريس من أجل الامتحانات والنتائج، وبسبب عدم امتلاكه للوقت الكافي في الفصل، فإنَّه يضطر لإكمال المنهج في الوقت المحدَّد بغض النظر عن عدد الطلاب الذين فهموا أو مدى سرعة التدريس, مما يؤثِّر ذلك سلبيًا على شغف المعلم في التدريس.
بعض الحلول التي تساعد المعلم في تخطّي صعوبات التدريس
فيما يأتي بعض الحلول التي تساعد المعلم على تخطِّي صعوبات التدريس[٣][٤]:
- الأنشطة الجماعية: إنَّ الأنشطة التفاعلية الجماعية بين الطلبة خلال الفصل تؤدِّي إلى دمج مهارات الطلبة وخلق جوٍّ تفاعلي نشط، وتعزِّز من ثقة الطلبة بأنفسهم، وتبعد جوَّ الملل عنهم.
- التعرُّف على الطلبة: بدلًا من قضاء الكثير من الوقت في التركيز على محتوى الدروس، على المعلم أخذ الوقت الكافي للتعرُّف على الطلبة، والبحث عن إجابات للكثير من الأسئلة التي تخصُّهم، مثل: من هم، وماذا يعرفون، وبماذا يهتمُّون، ومن ينهي المهام أولًا، ومن يحتاج إلى وقت وتشجيع، إذ تُساعد هذه الأسئلة المعلم في الحصول على أساليب تعليمية تُناسب احتياجات واهتمامات جميع طلابه، وتخلق جوَّ الحماس في الفصل بدلًا من جوِّ الإحباط والملل.
- توطيد العلاقة مع الأهل: عقد المبادرات التطوعية وإشراك الأهل في العروض والمناسبات المدرسية يُعدُّ طريقة جيدة لتوطيد العلاقة بين المعلم والطالب والأهل, ولتعزيز الثقة فيما بينهم, ويُهيَّأ الجو المناسب لمناقشة أي قضايا تتعلق بالطالب، مما يؤدِّي إلى حصول المعلم على الدعم الذي يحتاجه من أولياء الأمور.
- الحصول على وقت كافٍ للراحة: منح المعلم نفسه وقتًا للراحة واستعادة طاقاته من خلال إمضاء الوقت مع العائلة والأصدقاء، وتعرُّضه لتجارب اجتماعية عديدة يُنمِّي من مهارات التدريس لديه، ويُساعده على ابتكار أساليب تعليمية جديدة.
دور الأم في مساعدة المعلم لإنجاح العملية التعليمية
إنَّ لكِ دورًا مهمًّا لإنجاح العملية التعليمية، فأنتِ النموذج الأول الذي يتعلَّم منه الطفل المهارات الاجتماعية والسلوكيات الأخلاقية، والتي تنعكس على أسلوب تعامله مع زملائه ومعلمه في فصله، كما أنَّ دعمكِ له بشكل جيِّد ومشاركتكِ في الفعاليات المدرسية سيرفع من أداء طفلكِ، ويُحسِّن من معنوياته ويزيد من ثقته بنفسه، ويُحفِّزه ويُشجِّعه على التعلّم، وسيتمكَّن معلمه من خلالكِ معرفة المزيد عن الحياة الأسرية لطفلكِ، مما يساعده على إعداد دروس تناسب احتياجاته بشكل أفضل[٥].
المراجع
- ↑ "What is the Key to a Successful Education System?", thezebra, 2019-11-07, Retrieved 2020-10-15. Edited.
- ↑ "Top 21 Classroom Challenges, According to Teachers", edsys, 2019-03-29, Retrieved 2020-10-15. Edited.
- ↑ "5 Things Teachers Can Do to Improve Their Teaching Style Outside the Classroom", spreeder, 2015-09-28, Retrieved 2020-10-15. Edited.
- ↑ George Alabaster (2016-04-28), "Practical solutions to real teaching challenges", english, Retrieved 2020-10-15. Edited.
- ↑ "How Parent Involvement Leads to Student Success", waterford, 2018-11-01, Retrieved 2020-10-15. Edited.