هل يمكن التخلّص من مشاعر الخوف؟
يعاني أشخاص كثيرون من نوبات خوف تجاه أمور معينة، وهي ردة فعل عند الشعور بالخطر العاطفي والجسدي، وتسبب الضيق والقلق والتوتر والانعزال عن الآخرين، وتشعر المصاب بعدم الراحة، وإن كان الخوف يؤثر على حياة الفرد النفسية، والاجتماعية، وحتى الجسدية، فيمكن أن يساعده العلاج من قبل الأشخاص المؤهلين في تحديد مواضع الخوف لديه وكيفية التأقلم معها، وبالتالي التخلص من مشاعر الخوف والرهاب[١].
طرق لمواجهة الخوف
تؤثر مشاعر الخوف على صحة العقل والجسم، وقد تستمر هذه المشاعر لفترة قصيرة، أو قد تمتد لفترات طويلة، ففي بعض الحالات يمكن أن يسيطر الخوف على حياة الشخص، مما قد يمنعه من القيام بالأشياء التي يريدها أو يحتاجها، لذا فيما يأتي بعض الطرق لمواجهة الخوف والتعامل معها[٢]:
- مواجهة المخاوف: يتجنب الأشخاص عادةً المواقف والأشياء التي تخيفهم، وهذا يفوت عليهم فرصة تعلم إدارة مخاوفهم والتقليل من القلق، لذا تعد مواجهتها وسيلة فعالة للتغلب عليها.
- معرفة المزيد عن المخاوف: يجب معرفة المزيد عن سبب الخوف أو القلق، ووضع أهداف صغيرة يمكن تحقيقها لمواجهة هذه المخاوف.
- ممارسة الرياضة: تعد الرياضة طريقة مهمة للتخلص من التوتر، والمشاعر السلبية، إضافة للتخلص من مشاعر الخوف؛ لأنها تتطلب بعض التركيز الذي يبعد العقل عن الخوف والقلق.
- الاسترخاء: فعندما يمارس الشخص العادات التي تبعث على الاسترخاء والراحة مثل اليوجا أو التدليك، أو التأمل، ستغمره مشاعر الراحة والأمان، وسيتمكن من السيطرة على مخاوفه.
- تناول الأكل الصحي: يجب تناول الكثير من الفاكهة والخضروات، وتجنب شرب القهوة والشاي التي تحتوي على كميات عالية من الكافيين؛ لأنه يزيد من مشاعر القلق والأرق والتوتر، ويجب أيضًا الاعتدال في أكل السكريات.
- تجنب شرب الكحول: يتجه بعض الأشخاص لتناول الكحول عند الشعور بالتوتر والقلق، لكن آثاره الجانبية تزيد من مستويات الخوف والقلق والتوتر، لذا يجب تجنبه.
- الجانب الروحاني: يمنح الإيمان الشعور بالأمان والارتباط والاستقرار الداخلي مما يقلل مستويات الخوف والتوتر.
- تلقي العلاج المناسب: توفر العلاجات الدوائية نتائج قصيرة الأمد ولا تعالج مسببات المشكلة جذريًا خاصًة عندما نتحدث عن المشاكل النفسية، لكن العلاجات المتمثلة بالحوارات والنقاشات مثل الاستشارة أو العلاج السلوكي المعرفي فعالة جدًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الخوف والقلق، ويمكنها مساعدتهم.
نصائح لتقوية النفس
يسعى الكثير من الناس إلى تحسين ذاتهم باستمرار، وغالبًا ما يركز على العوامل الخارجية للوصول إلى ذلك، لكن ما يجب معرفته أن تطوير الجانب العقلي والنفسي لا يقل أهمية عن الاهتمام بالمؤثرات الخارجية، لأن سر النجاح الخارجي يأتي من الاستقرار الداخلي، وفيما يلي أهم النصائح للاهتمام بالمؤثرات الداخلية والوصول إلى الأهداف المرجوة من ذلك بالعزيمة والإصرار [٣]:
- وضع الأهداف: يعد تحديد الأهداف من أهم الخطوات التي تقوّي الشخصية، فالتركيز على الأهداف والسعي إلى تحقيقها ينمي حافز مواجهة النكسات، فيقدم الإنسان أفضل ما لديه، ليجد مواطن قوته، فالرغبة في الازدهار والنجاح تتجاوز الرغبة في الأمان، والحاجة إلى إحداث فرق تتغلب على الخوف من الفشل.
- إعطاء الأولوية للنفس: يصعب الوصول إلى التوازن الفعلي بين العمل والحياة، لكن يساعد وضع الرفاهيات في رأس قائمة الأولويات على التحكم بالأمور التي تحدث بالحياة، وتوجيه الإمكانيات المتاحة لتحقيق الأهداف والتعامل مع تحديات الحياة.
- التغذية العقلية: تقوي التغذية العقلية الجسد وتزيد من الاستقرار النفسي، لذا يجب تزويد النفس بالأفكار البناءة، والنزعات الإيجابية والصحيحة، فهذا سيقوي الجوانب النفسية الضعيفة، وسيبني الجوانب العقلية التي تساهم إيجابيًا في مواجهة المواقف القاسية والأوقات العصيبة التي يطغى فيها الخوف والتوتر.
- عدم التردد: ترتبط القوة بكفاءة استخدام الطاقة، فالتردد عادة سلبية تضعف الشخصية وتقلل من احترام الذات، وتستنزف الطاقة وتعزز الفشل في التصرف، لذا يجب على الإنسان أن يكون حاسمًا في قراراته، فهذه هدية يمنحها الشخص لنفسه وللآخرين.
- عدم السماح للخوف بالتأثير على القرارات: يرفض الناس العديد من الفرص بسبب الخوف مما قد يحدث بالمستقبل، فبالرغم من ضرورة مراعاة إيجابيات وسلبيات قراراتنا، لكن يجب أن يتفهم الشخص احتياجاته، ويتمتع بالقدرة على تحديد قدراته، فإذا وجد أنّ الخوف يمنعه من التقدم والمغامرة وخوض التحديات، فهذا يعني أنه سمح لمخاوفه بهزيمته، فالخوف يجعل الإنسان أسوأ عدو لنفسه، ويعرقل تقدمه وتطوره.
- التخلص من الفوضى: إن التأمل لفترات قصيرة يوميًا أي تقريبًا عشر دقائق كحد أقصى مهم للتخلص من الأفكار السلبية التي تستنزف الطاقة، ويعيد التركيز على الأهداف وتوضيحها وتثبيتها في العقل، فالشخص الذي يمارس التأمل يتقدم بخطوة واحدة عن الآخرين، ويتحرك عقله أسرع من غيره، ويتمتع بصحة ذهنية وقدرة على اتخاذ قرارات حاسمة صائبة، وهذه قوة لا يستهان بها.
- مصادقة النفس: يزيد قضاء الوقت مع النفس الثقة والإيمان بالقدرات، فعندما يكون الإنسان أقرب صديق لنفسه، سيجد المتعة في مشاهدة نفسه وهو يحقق تقدمًا ملحوظًا، وهذا يساعد على تغذية العقل، ويمنح القوة لفعل العديد من الأمور التي كانت شبه مستحيلة.
- الهدوء وضبط النفس: يبتلع العدوان الإبداع والقوة، ويستبدلهما باليقظة والعداء والذعر الذي يضعف الروح، لذا يجب التخلي عن هذه الأمور السلبية واستبدالها بالمثابرة والهدوء والانضباط لتحقيق جميع الأهداف.
- مواجهة المخاوف: تثبت مواجهة المخاوف قدرة الإنسان على التمتع بالمؤهلات اللازمة لمواجهة التحديات، مما يزيد من القوة الداخلية والثقة، فيمكن أن تكون الحياة صراعًا بين ما يمكن فعله والتقدم، وما يعتقد الشخص بأنه لا يستطيع القيام به والبقاء في وضعه دون تطور، فتأتي القوة من فعل ما كان يعتقد أنه لا يمكن القيام به، فعند الانتقال من الراحة إلى التحدي، سيحدث التغيير، والنتيجة هي شخص واثق وقوي وناجح.
المراجع
- ↑ "Fear", psychologytoday, Retrieved 2020-10-06. Edited.
- ↑ "How to overcome fear and anxiety", mentalhealth, Retrieved 2020-10-06. Edited.
- ↑ "9 Ways to Build Your Inner Strength", inc, Retrieved 2020-10-06. Edited.