الذكاء
يُعد الذكاء موضوعًا ذا أهمية كبيرة ومثيرة للجدل في تاريخ علم النفس، ورغم هذا الاهتمام الكبير؛ إلا أن الاختلافات حول ما يتشكّل منه الذكاء لا تزال قائمة، وتتعدد الأسئلة عن كيفية تحديد مستوى الذكاء، وقد اقتُرحت بعض المصطلحات التي تُعبر عن الذكاء في التاريخ الحديث، وهذه التعريفات تُشير إلى أنه من الضروري أن يُشكّل مستوى الذكاء القدرة على القيام ببعض الأمور مثل اكتساب المعرفة والقدرة على استخدامها والاحتفاظ بها، وهذا عنصر مهم من عناصر الذكاء، والقدرة على تحديد المسائل والمعوقات الصعبة التي بحاجة إلى معالجة وحلول، وهنا يأتي الوقت الأنسب لاستخدام المعرفة، فضلًا عن القدرة على استخدام ما اكتُسب في حل المشكلات التي يتعرض لها الشخص في مجتمعه.
ويتضح أن الذكاء يتضمن عدد من القدرات العقلية وهي: المنطق، والتخطيط، وحل المشكلات، وقد صِيغ أول مصطلح يُعبر عن الذكاء في أوائل القرن العشرين على يد العالم النفسي الألماني وليام ستيرن، ثم جاء عالم النفس ألفريد بينيه وطور اختبارات ذكاء ليُساعد الحكومة الفرنسية على تحديد الطلاب الذين يحتاجون إلى مساعدات أكاديمية إضافية، وكان هذا العالم أول شخص يُقدّم مفهوم العمر العقلي أو مجموعة القدرات التي يمتلكها الأطفال في عمر معين، ومنذ ذلك الوقت انتشر اختبار الذكاء كوسيلة تُستخدم بشكل واسع وتُساعد على التطور في اختبارات المهارات والكفاءات[١].
تمارين ذكاء
يقضي معظم الأشخاص بعض الوقت الأسبوعي في التدريب البدني من خلال التمارين الجسدية أو رفع الأثقال أو ممارسة رياضة المشي؛ والهدف منها تدريب وتقوية العضلات وإكسابها المرونة والمحافظة على جسم مثالي وصحة جيدة، ولكن السؤال الذي يُطرح دائمًا: هل الإنسان يُدرّب عقله؟ إذ يعد مفهومًا غريبًا نوعًا ما؛ فتدريب الدماغ له فوائد عديدة منها الاحتفاظ بالمعلومات، وزيادة القدرة على التركيز، والسرعة في استرداد الحقائق، كما أن الحصول على دورة قصيرة من التمارين الدماغية له فائدة كبيرة لا سيما لكبار السن؛ فتُساعدهم على تحسين مهارات التفكير والسرعة في معالجة الأمور لمدة تصل إلى عشر سنوات من بعد التدريب، ولتدريب الدماغ طرق ووسائل مختلفة، وهنا ستُطرح بعض الأفكار التي تُساعد على زيادة الذكاء بطريقة سهلة وضمن الروتين اليومي[٢]:
- عندما يتعرض الشخص لأفكار ومواضيع بحاجة إلى حلول ولا يمتلك الوقت الكافي لها؛ فأول ما يجب فعله هو توقع ثلاث نتائج محتملة، وذلك لتوسيع مجال التفكير والحصول على بدائل في النهاية.
- ممارسة نشاط الآيروبيك يوميًا له تأثير قوي في الحد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 50% وأيضًا الحد من خطر مرض الخرف بنسبة 60% وذلك بناءً على دراسة أجراها الدكتور جون ميدينا مدير مركز الدماغ لأبحاث التعلم التطبيقي بجامعة سياتل باسيفيك.
- مشاركة الأشخاص الأذكياء والمشهورين في أداء بعض التمارين، أو حتى التحدث معهم سيُساعد على اكتساب مهارات وأفكار جديدة والمساعدة على التفكير السريع، وهذه طريقة جيدة تُساعد في الابتعاد قليلًا عن شاشات الكمبيوتر وشاشات الهاتف المحمول.
- الاستفادة الإيجابية من الإنترنت والهاتف المحمول لتعلم أمور جديدة؛ إما أثناء الذهاب للعمل، أو أثناء استراحة الغداء، أو في أوقات الفراغ لاكتساب المعرفة المفيدة والعملية في ذات الوقت.
- إعطاء العقل فسحةً من الراحة والتخلص من الضغط الهائل في المهام التي تستهلك الوقت عن طريق استخدام بعض التطبيقات التي تُسهّل العمل وبالتالي إعطاء العقل مساحةً للراحة.
- ضرورة الممارسة اليومية لشيء مُحبب، فعند الانغماس التام في العمل لن يملك الشخص وقتًا لاستكشاف الأفكار والمفاهيم الإبداعية الجديدة للمتعة، كما أن ممارسة بعض الهوايات مثل العزف على آلة موسيقية أو ممارسة ألعاب الفيديو لها فائدة عقلية وتزيد من نسبة الذكاء.
- التعدد في الفعاليات اليومية مثل حضور بعض مقاطع الفيديو وقراءة التقارير والرسائل أو حتى التصفح واستخدام التطبيقات المرغوب بها والتنقل فيما بينها للاستخدام الأفضل للحواس وتفعيل العقل لاستقبال المعلومات.
حقائق عن الذكاء
يعتقد بعض الأشخاص أن نسبة الذكاء شيء لا فائدة له ومُضلل وغير مهم مقارنةً مع السمات الشخصية للفرد، لكن بناءً على دراسة أجراها الباحث ستيوارت جاي ريتشي في جامعة إدنبره تبين أن الذكاء يُطيل العمر ويُديم الصحة والازدهار، وفيما يلي بعض الحقائق التي تُوضح معدل الذكاء وأهميته[٣]:
- يُعد معدل الذكاء نتيجةً مركبةً تكونت من نتائج عدد من الاختبارات التفكيرية والذاكرة واكتساب المعرفة والسرعة الذهنية للمعالجة؛ إذ تُجمّع هذه الاختبارات وتقارن بين الأشخاص، وعليه يُعتمد متوسط الذكاء لكل شخص، وقد تبين أن تسجيل الأشخاص لنتائج جيدة في أحد الاختبارات يدفع إلى توقع حصوله على نفس النتائج الجيدة في كافة الاختبارات، وقد سُميت هذه الظاهرة بالذكاء العام.
- تُكسب نسبة الذكاء العالية الأشخاص صحةً أكبر وإمكانية أن يطول عمرهم مقارنةً بالأشخاص ذوي النسبة الأقل من الذكاء؛ إذ تبين في دراسة أُجريت على مليون رجل سويدي بوجود فرق بثلاثة أضعاف للتعرض لخطر الوفاة لدى الأشخاص الذين لديهم معدل أدنى من الذكاء، والتفسير المنطقي لهذا الأمر هو أن الأشخاص الأذكياء قادرون على جني الأموال، وبالتالي القدرة على الحصول على التغذية الجيدة والرعاية الصحية ويُساعدهم الذكاء في تجنب التعرض للحوادث.
- أثبتت بعض الدراسات أن من كان يتمتع بالذكاء في صِغره سيبقى محتفظًا بهذه النسبة من الذكاء حتى عند التقدم في العمر والوصول إلى مرحلة الشيخوخة، ورغم الاعتقاد بأن الذكاء يتراجع مع التقدم في السن؛ إلا أن الذكاء في مرحلة الطفولة على الأرجح سيبقى راسخًا حتى عند الكِبر في السن.
- يبلغ الذكاء ذروته من منتصف العشرينيات إلى أواخرها، ثم يبدأ بعدها بالانخفاض التدريجي، وعند القدرة على معرفة الجينات التي تتحكم بالذكاء، ويُؤكّد ارتباطها بتراجع الذكاء المعرفي وجود قدرة على توقع الأشخاص الذين سيتعرضون للتدهور الإدراكي ووجود فرصة طبية لتقديم الرعاية الصحية لهم.
- لا تُعد الجينات المسؤول الوحيد عن الذكاء، بل توجد أيضًا عوامل أخرى تؤثر في نسبة الذكاء مثل الحصول على التغذية والتعليم والرعاية الصحية التي تعمل على تنمية الذكاء.
علامات تدل على الذكاء
عدد كبير من الأشخاص يعتقدون أنهم أذكياء بشدة، لكن توجد بعض المؤشرات التي يجب الاعتماد عليها للتأكد من الذكاء، كما يلي[٤]:
- القدرة على إيصال الأفكار ببساطة؛ فالذكاء ليس بكثافة المعرفة إنما بالقدرة على نقلها.
- الذكاء يُساعد على معرفة ما يُراد فعله وتحقيقه وبالتالي عدم إضاعة الوقت في قضاء مهام لا قيمة لها؛ فبدلًا من وجود قائمة مهام تُستبدل بقائمة لتحقيق النجاحات.
- الشخص الذكي يُحب حياته؛ لأنه يسعى دائمًا إلى إسعاد نفسه وعيش حياة مثيرة للإعجاب من خلال تطبيق الأشياء التي يُحبها والتخلص من الأمور التي لا يرغب بها.
- السعي الدائم إلى العلم والمعرفة على عكس الأشخاص العاديين الذين يبحثون عن الترفيه فقط؛ فالأشخاص الأذكياء يقرؤون الكتب ويحضرون الندوات والمحاضرات العلمية ويطبقون ما تعلموه نظريًا على حياتهم العملية للاستفادة بشكل أكبر.
- أُثبت في دراسة أُجريت عام 2016 أن الأشخاص الأذكياء جدًا يميلون إلى الوحدة، وتوجد أسباب لذلك منها أن الشخص الذكي لا يميل ولا ينشغل بالاحتفال مع الأصدقاء أو التنزه معهم، بل بالانشغال بأمور أخرى مثل الكتابة أو الدراسة وغيرها.
- السهولة في التعامل مع الأخطاء؛ وذلك لثقتهم التامة بقدراتهم على حلها، فعند التعرض لمشكلة ما لا يقفون مكتوفي الأيدي بل يتفاعلون مع الخطأ لإيجاد أفضل الحلول.
المراجع
- ↑ Kendra Cherry, "Theories of Intelligence in Psychology"، very well mind, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ Larry Kim, "7 Simple Daily Habits to Sharpen Your Intelligence"، Inc, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ Brian Resnick, "IQ, explained in 9 charts"، VOX, Retrieved 17-12-2019. Edited.
- ↑ Reece Robertson, "Here are 10 signs of high intelligence. Do you have them?"، IDEAPOD, Retrieved 17-12-2019. Edited.