طرق القراءة السريعة

مهارة القراءة السريعة

القراءة السريعة مهارة عظيمة ومهمة في حياة الإنسان، فالقدرة على قراءة وفهم الكتب والمقالات وغيرها من المواد المكتوبة بسرعة ستنعكس إيجابًا على حياة الكثيرين، كما أنَّ هذه المهارة لا تولد مع الإنسان بل تحتاج إلى تدريب وممارسة لإتقانها والاعتياد عليها، ويستطيع معظم الناس قراءة ما يقارب 200-400 كلمة في الدقيقة بينما يستطيع من يتقنون مهارة القراءة السريعة قراءة ما يقارب 1000-1700 كلمة في الدقيقة، أي أضعاف المعدل الطبيعي مما يساعد العديد من الأشخاص في حياتهم اليومية^[١].

ما هي طرق القراءة السريعة؟

تشترك تقنيات وطرق القراءة السريعة في نقطة واحدة ألا وهي تجنُّب القراءة بصوتٍ عالٍ وتجنُّب سماع كل كلمة في أدمغتنا عند القراءة بصمت، وهي عملية تعرف باسم القراءة الفرعية، وبدلًا من ذلك يمكن الاستعانة بطريقة تصفُّح سطور المقال أو مجموعات الكلمات إذ يمكن فهم الكلمات بسرعة أكبر مما لو كان الشخص يقرأ بصوتٍ عالٍ، وتنطوي هذه التقنية على التركيز على مجموعات من الكلمات بدلًا من التركيز على الكلمات الفردية وحدها، ويمكن فعل هذا من خلال إبعاد الصفحة عن القارئ وإرخاء النظر على الصفحة وتوسيع نطاق القراءة حتى يصبح بالإمكان قراءة مجموعات الكلمات بدلًا من الكلمات مفردةً، وسيلاحظ القارئ عند اتباع هذه الطريقة بأنه أصبح بإمكانه تخطي الصفحات بكل سهولة وسرعة، وعند الاقتراب من نهاية كل سطر يجب التوقف قليلًا عند آخر مجموعة من الكلمات فيه لصنع نوعٍ من الوقفات لتصفح السطر التالي بسرعة أكبر، أما الثلاث طرق العامة للقراءة السريعة فهي كالتالي^[٢]:

• طريقة المؤشر: كانت إيفلين نيلسن وود وهي معلمة في مدرسة يوتا من رواد القراءة السريعة، وفي الخمسينيات من القرن العشرين، ادّعت أنها يمكن أن تقرأ ما يصل إلى 2700 كلمة في الدقيقة إذا استخدمت إصبعًا على طول السطر وهي تقرأ، وأصبحت هذه الطريقة تُعرف باسم طريقة المؤشر، ويطلق عليه أحيانًا أسماء مثل سرعة اليد أو التوجيه التعريفي، ويمكن استخدام بطاقة تحت كل سطر وسحبها لأسفل أثناء القراءة لاتباع هذه الطريقة.
• طريقة التعقب بسرعة: وهذه الطريقة من الطرق الفرعية لطريقة المؤشر إذ يمسك القارئ قلمًا ويخطط به تحت السطور التي يقرأها في حين يبقي النظر على طرف القلم، وتساعد هذه الطريقة على زيادة سرعة قراءة كل سطر والتركيز على معاني الكلمات، ويمكن التخطيط بالفعل تحت السطور أو التظاهر بذلك، ويجب عدم أخذ أكثر من ثانية واحدة لقراءة كل سطر، في البداية قد لا تحتفظ إلا بمعلومات قليلة جدًّا ولكن مع التدريب والممارسة ستتحسن قدرتكِ على الاستفادة من هذه الطريقة.
• طريقة المسح: تتضمن طريقة المسح تحريك العينين بسرعة من بداية الصفحة إلى نهايتها وتحديد كلمات وعبارات معينة أثناء ذلك، يمكن أن تكون هذه هي الجمل الرئيسية التي يجب تخطيطها، وهي غالبًا الجملة الأولى من كل فقرة، أو الأسماء أو الأرقام أو الكلمات والأفكار المفتاحية، وممارسة توسيع نطاق الرؤية المحيطية قد يساعد في استخدام هذه الطريقة.

ما هي فوائد تعلّم القراءة السريعة؟

تشمل فوائد القراءة السريعة ما يلي^[٣]:

• تحسين الذاكرة: الدماغ مثل عضلات الجسم، فعند تمرينه سيزداد قوةً وسيتحسن أداؤه للأفضل، إذ تتحدى القراءة السريعة أدمغتنا للأداء بمستوًى أعلى، وعند تدريب الدماغ على استيعاب المعلومات بسرعة، سيتحسن أيضًا أداء مناطق أخرى في الدماغ مثل الذاكرة، فعند القراءة السريعة تعمل الذاكرة كعضلة مستقرة تحافظ على ثبات العمل.
• تحسين التركيز: معظم الناس لديهم القدرة على قراءة ما لا يقل عن 200 كلمة في الدقيقة وهو متوسط ​​سرعة القراءة، ولكن يمكن لبعض الأشخاص أيضًا قراءة ما يصل إلى 300 كلمة في الدقيقة، ولهذه الفجوة سببان رئيسيان: أولًا، أسلوب القراءة التقليدي الذي نتعلمه ليس فعالًا للغاية، والسبب الثاني هو عدم التركيز، فإذا لم نركز على ما نقرؤه، فإن عقولنا سوف تسرح وستصبح مشغولة بأفكار أخرى، ولذلك تساعد القراءة السريعة في بناء مهارة التركيز.
• زيادة مستوى الثقة بالنفس: هذه الفائدة نتيجة إدراك الشخص أنه بإمكانه التعرف على أي جانب من جوانب الحياة بسرعة وبمجرد قدرته على القراءة السريعة واستيعاب كمية أكبر من المعلومات، فعندما تتحسن قدرة الشخص على القراءة والتعلم السريع، ستفتح أمامه العديد من أبواب الحياة وتزداد خياراته وفرصه في الحياة، وذلك لأن كل كتاب أو مقال، سواء أكان خياليًّا أم واقعيًّا، يساعدنا على تغيير وعينا والتفكير بعمق بحياتنا، هذا العمق الجديد يعزز ثقتنا بأنفسنا.
• تحسين المنطق: عند التدريب على القراءة السريعة، يصبح الدماغ أكثر كفاءة في تصنيف المعلومات وإيجاد علاقتها بأجزاء أخرى من المعلومات المخزنة مسبقًا، فكلما كان الشخص قادرًا على القراءة بسرعة أكبر، زادت سرعة هذه العملية وستكون التغييرات ملحوظة تلقائيًّا بالقدرة المنطقية للشخص وسيصبح قادرًا على الاستجابة السريعة لما كان من الممكن أن يستغرق وقتًا أطول في المعالجة.
• تحقيق الرفاهية العاطفية: القراءة مريحة عمومًا، ويمكن أن تساعد في تقليل التوتر لأنها تزيل المخاوف والأفكار الأخرى غير الصحية وغير المفيدة من الدماغ، وعند القراءة بسرعة سيزيد ذلك من قدرة الشخص على استيعاب المادة، مما يجعل الشخص يركز على المعلومات التي يقرؤأها، وهذا ما يُعرف أيضًا بالتأمل النشط، وهو حالة تأمُّلية يمكن تحقيقها عن طريق ممارسة نشاط ما، ويمكن لهذه الحالة التخلص من التوتر وزيادة الرفاهية العاطفية.

هل تؤثر القراءة السريعة سلبيًّا على فهم الكلام؟

من المؤكد أن القراءة السريعة مهارة ممتازة، فالقدرة على قراءة 1000 كلمة في الدقيقة ممكن من الناحية التقنية، لكن المشكلة هي استحالة فهم هذه الكمية من الكلمات في هذا الوقت القليل، وإنّ الأبحاث حول هذا الموضوع محدودة لكن حركة العين وقدرة الدماغ على معالجة المعلومات محدودة في هذا الوقت القصير، كما أنَّه مقترن بالعيون وتشريح الشبكية، ولفهم النص يحتاج الشخص إلى تحريك عينيه لتركيز النقرة (جزء من بؤبؤ العين، وتكون فيه حدة النظر في أعلى مستوياتها) على جزء النص الذي يريد التركيز عليه، وتتضاءل حدة النظر بنسبة ملحوظة خارج نطاق النقرة ولا يمكن التمييز بين الكلمات والنصوص عند الابتعاد عن النقرة^[١].

من حياتكِ لكِ

كيف يمكنكِ تطوير مهارة القراءة السريعة لديكِ^[٢]؟

• تجنُّب المشتتات: يجب تهيئة البيئة المحيطة بكِ للوصول إلى أقل عدد ممكن من فرص التشتت والمقاطعة من الآخرين، للتركيز الكامل على الكلمات.
• البدء بالنصوص السهلة: إذ يمكنكِ قراءة رواية غير معقدة أو مقالة بسيطة عبر الإنترنت للتعرف على الأسلوب الأفضل للشخص، ثم قياس المقدار الذي تتذكرينه أو تفهمينه، كما يجب ضبط المؤقت لمعرفة مدى السرعة التي تقرئين بها.
• تغطية الكلمات المقروءة: تساعدكِ هذه النقطة على منع عينيكِ من الرجوع إلى الكلمات السابقة وبالتالي إبطاء سرعتكِ في القراءة.
• معرفة الغرض من قراءة النص: يمكن أن يكون هذا مفيدًا عند استخدامكِ طريقة التصفح، إذ إن رؤية الكلمات أو الجمل أو العبارات التي تحتاجينها ستلفت انتباهكِ، ويمكنكِ بعد ذلك الإبطاء عند هذه النقاط أو وضع دائرة حولها، وفي الوقت نفسه يمكنكِ تصفح باقي الصفحة بسرعة.
• قياس التقدم في التدريب: فبهذه الطريقة يمكنكِ معرفة ما إذا كانت التدريبات تؤتي ثمارها.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} Thorin Klosowski (16-10-2019), "What You Need to Know About Speed Reading"، lifehacker, Retrieved 30-6-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Speed Reading", mindtools, Retrieved 1-7-2020. Edited.
3. ↑ "5 Reasons Why Speed Reading Is Good For Your Brain", irisreading, Retrieved 1-7-2020. Edited.