تعريف علم النفس المعرفي

تعريف علم النفس المعرفي

علم النفس المعرفي

علم النفس المعرفي أو علم النفس الإدراكي هو أحد فروع علم النفس، المُختص بفهم العقل الإنساني والعمليات المعرفيّة ونشاطها ووظائفها وطبيعتها وإدراك أسلوبها، والهدف من هذا الفهم مساعدة الناس على استيعاب ومعرِفة بعضهم البعض، وتنمية قدرات الإنسان ومعرفة طرق تفكيره، والقدرة على حل المشكلات وإيجاد الحلول المناسبة لها.


هو دراسة العمليات المعرفية (الإدراك والتخيل والانتباه والتفكير والذاكرة)، ودراسة آلية عملها، وكيفية دخول المعلومات الحسية من المحيط الخارجي، وطرق استقبالها في الدماغ، وكيفية تحليلها وتنظيمها وتخزينها وطرق استرجاعها واستخدامها وقت الحاجة إليها، وهذا العلم مهتم بكيفية اكتساب المعلومات عن الحياة، وكيفية تحويل هذه المعلومات إلى علم ومعرفة، وطرق الاحتفاظ بها وكيفية استخدامها وتوظيفها لإثارة انتباه الإنسان والتحكم بسلوكاته، ومن افتراضاته الأساسية وجود أفكار ذهنية داخلية مثل: الإيمان، والرغبة، والفكرة، والمعرفة، والدافع، التي دعمها وأقرها علم الأعصاب الإدراكي إذ ثبتت في دراساته أنّ الحالات الفسيولوجية للدماغ مرتبطة بهذه الأفكار والحالات الذهنية الداخلية.


بسبب دراسات وأبحاث العالم إبنغهاوس (Ebbinghous) في دور العمليات المعرفية وأثرها على السلوك الإنساني، وأبحاث العالم النمساوي (جان بياجيه) في النمو المعرفي لدى الأطفال كان لهما الأثر الواضح لنشوء المدرسة المعرفية.


العمليات العقلية

  • الانتباه: هو تركيز وتوجيه الشعور على المثيرات المختلفة كالمثيرات الحسية أو السمعية وغيرها، وتنسيقها لمساعدة الدماغ على إدراك موضوعات من فئة معينة، وتصفية المعلومات غير الضرورية.
  • الذاكرة: إذ إنّها مقسمة إلى ثلاثة أقسام: الذاكرة الحسيّة، والذاكرة قصيرة الأمد، والذاكرة طويلة الأمد، ولكل منها عملها في ترميز المعلومات وتخزينها واسترجاعها، فالذاكرة الحسّيّة عملها استقبال المعلومات وترميزها وإرسالها إلى الذاكرة قصيرة الأمد مُغربِلَةً هذه المثيرات أو المعلومات ومصدرةً السلوك المناسب، والمعلومات المتبقية تُخزّن في الذاكرة طويلة الأمد لوقت الحاجة إليها واسترجاعها فيما بعد[١].
  • الإدراك: هو ترجمة وتفسير المثيرات والحواس الجسديّة (المثيرات البصرية، والسمعية، والشمية، والذوقية، واللمسية) بمساعدة العمليات العقلية المعرفية ونقلها إلى الدماغ، فالإدراك هو مصدر فَهم الناس بعضهم البعض، ومعرفة العالم من حولهم.
  • اللغة: هي أداة التواصل والفهم بين البشر، وهي رموز وإشارات تُحلَّل شيفرتها في الدماغ، واللغة مُكتسبة ومُتعلمة، ومرتبطة بالتفكير ارتباطًا وثيقًا، لأنَّ ما يُفكًر به الإنسان يترجمه على شكل لغة مفهومة ومنطوقة معبرة عن أفكاره.
  • التفكير والتّخيل: المقدرة على بناء الصورة العقلية والذهنية بعد عملية معالجة المعلومات، والهدف منه إخراج الأفكار إلى أرض الواقع من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.


تطبيقات علم النفس المعرفي

للمدرسة المعرفية آثارٌ واضحةٌ في علاج الكثير من الاضطرابات النفسية، وتطبيق نظرياتها في التعليم وغيرها من التطبيقات المختلفة، ومن أهمها:

  • علاج الاضطرابات النفسية: كعلاج الاكتئاب، والاضطرابات الوجدانية ثنائية القطب، واضطرابات الأكل، وتعاطي المخدرات، واضطرابات القلق، واضطرابات الشخصية، والمشاكل الطبية العائدة إلى أسباب نفسية، ومن أشهر روّاد العلاج الإدراكي العالم الأمريكي (آرون بيك)، إذ ارتكز عمله على إيجاد العلاج المعرفي المناسب وتطويره لمرضى الفصام، واضطرابات الشخصية الحدّيّة، وللمرضى مكرري مُحاولات الانتحار، فمرضى الاكتئاب يُعانون من حمل مجموعة من الأفكار السلبية التي في ظاهرها تبدو صادرةً أتوماتيكيًا، حاملين هذه الأفكار السلبية عن أنفسهم والعالم والمستقبل، وعلاج بيك قائم على مساعدة هؤلاء المرضى في تحديد هذه الأفكار وتقييمها، فنجح العلاج وساعدهم على التفكير بطريقة أكثر واقعيةً، مما دفعهم إلى الشعور بالعاطفة، والعمل بفاعلية أكبر.
  • علاج العنف والسلوك المُعادي للمجتمع: من أشهر طرق العلاج المعرفي نموذج (كينث دودج) (Kenneth Dodge)، وهو من نماذج معالجة المعلومات الاجتماعيّة، وطُوِّر هذا النموذج لمعالجة المعلومات الاجتماعية عند الأطفال المعنفين، وذلك أن الإيذاء الجسدي والنفسي في الطفولة المبكرة يؤدي إلى تخزين أنماطٍ اجتماعيةٍ متحيِّزةٍ وسلبيةٍ عند الأطفال، وهذه الأنماط المخزنة مرتبطة بالسلوك العدواني اللاحق، فهذا البرنامج شاملٌ ومُصمّمٌ لمنع العنف وإيقاف تطوّره، وتطوير المهارات الأكاديمية والاجتماعية للأطفال المعنفين.
  • النمو المعرفي: ساهمت نظرية جان بياجيه المتحدثة عن النّمو المعرفي الإدراكي للإنسان منذ الولادة حتى البلوغ، فنظريته شملت الذكاء البشري وتطوره، وأثر ذلك الذكاء على الشخصية الإنسانية، وطُبقت نظريته في المجال العلمي والتعليمي، وذلك من خلال توفير بيئة تعليمية غنية بالمواد الداعمة لميول الأطفال الأكاديمي، وتطبيق ما يسمى (التعليم المفتوح) أي التعليم عن بعد، والتعليم الإلكتروني والمساقات المفتوحة عبر الإنترنت ومناهج التدريس المفتوحة.


فعلم النفس المعرفي طُبِّقَت نظرياته في مجالات الحياة المختلفة، فمثلًا بعض التربويين أكدوا على أهمية تعلّم مهارات التفكير وأنواعه المختلفة من التفكير الإبداعي، والتفكير الناقد وغيره، والابتعاد عن التركيز على الجهد التدريسي والحرص على تعلّم الطلبة لمهارات الاستيعاب والتحليل والتركيب وتقييم الحقائق المُمكّنة لهم للتفاعل مع العالم بطريقة واقعية لحل مشاكل حياتهم اليومية.


المراجع

  1. "Introduction to Memory", .lumenlearning, Retrieved 04-06-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :