محتويات
ما مفهوم تنمية الموارد البشرية؟
تُعرف تنمية الموارد البشرية بأنّها: "إعداد العنصر البشري إعدادًا صحيحًا بما يتفق مع احتياجات المجتمع، بناءً على أنّه بزيادة معرفة الإنسان وقدرته يزداد ويتطور استغلاله للموارد الطبيعية، فضلًا عن زيادة طاقاته وجهوده"، فمصطلح تنمية الموارد البشرية يشير للتدريب والتطوير الشامل الذي توفره المنظمات ويتلقاه موظفيها من أجل زيادة معارفهم ومهاراتهم وقدراتهم في مجال العمل المطلوب.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عملية التنمية البشرية تبدأ في العديد من المنظمات لحظة تعيين الموظف، وقد تستمر طوال فترة عمله في المنظمة، إذ يُعيَّن العديد من الموظفين في المؤسسة بمستوى أساسي من المهارات، ما يوجب أن يتلقوا التدريب من أجل أدىء وظائفهم بفعالية، وعلى هذا الصعيد قد يمتلك بعض الموظفين بالفعل المهارات اللازمة للقيام بعملهم، لكنهم لا يمتلكون المعرفة المتعلقة بتلك المنظمة على وجه الخصوص، لذا أُنشئ قسم الموارد البشرية لمنح الموظفين المعلومات التي يحتاجون إليها لضمان تكيُّفهم مع أنظمة تلك المؤسسة لإنجاز وظائفهم بنجاح[١][٢].
كيفية تنمية الموارد البشرية
تمتلك المنظمات العديد من الطرق التي تمكِّنها من تنمية مواردها البشرية داخل وخارج مكان العمل، كما يمكن أن يكون ذاك التطوير رسميًا أو غير رسمي، لكنه يبدأ بمجرد انضمام الموظف للمنظمة، وفيما يلي الكيفية التي تُجرى على أساسها تنمية الموارد البشرية[٣]:
التطوير غير الرسمي
- التدريب من قبل المديرين.
- التعاون مع الزملاء المدرَّبين تدريبًا عاليًا.
- الإرشاد من قبل الموظفين الأكثر خبرةً.
التطوير الرسمي
- التدريب داخل قاعة مهيئة لذلك.
- الدورات الجامعية.
- التطوير المنظم المخطط له.
- التدريب الداخلي المقدم من قبل موظفي المنظمة أو الاستشاري أو المدرِّب المدفوع له.
ولتوضيح كيفية عمل تنمية الموارد البشرية أكثر، تخيل أن شركةً ما عيَّنت مندوب مبيعات جديد، والذي بدوره يبدأ بتلقي تدريب رسمي من قبل الموظفين كجزء من عملية الإعداد، وتدريب غير رسمي منتظم من قبل المديرين، وبينما يواصل المندوب حياته المهنية في الشركة تظهر المزيد من فرص التدريب الداخلي الرسمية، والتي يجري تنفيذها بعد ذلك وفقًا لجدول زمني منتظم وفقًا لمسار عمله خصيصًا بما يناسب قدرات المندوب الجديد ورغباته الفريدة ويمكِّنه من تحديد نقاط قوته الخاصة، وبالتالي التغلب على أيِّ صعوبات تواجهه.
أخيرًا ومع اكتساب الموظف الجديد الخبرةَ والمعرفةَ والتدريب بفضل جهود المنظمة في تنميته وتحسين فعاليته وإنتاجيته، قد يُطلب منه القيام بدور قيادي يتضمن تدريبًا إداريًا أكثر تخصصًا، الأمر الذي يعزز من أرباح الشركة ونجاحها عمومًا.
أهمية تنمية الموارد البشرية
يمكن إدراك أهمية تنمية الموارد البشرية من خلال النقاط تالية الذكر[٤]:
- إعادة هيكلة المنظمات من خلال زيادة نطاق السيطرة واتخاذ القرار، وذلك بجعله أكثر تسطحًا واتساعًا بتقليل عدد طبقات المرؤوسين، وقد ثبت نجاح هذا الأمر في الوقت الحاضر، وعلاوةً على ذلك قد تشكَّل الأقسام بناءً على المنتجات والخدمات لا التخصص الوظيفي.
- الانضمام لركب المنافسة العالمية من خلال التركيز على تطوير كفاءات الموظفين، فالمنظمات القوية التي أثبتت نفسها في سوق العمل العالمي قدم موظفيها أداءً أفضل من حيث الكمية والجودة للمنتجات والخدمات.
- التعامل مع التغييرات التكنولوجية التي فرضها التطور العلمي، فالعولمة أنتجت آلاف الآلات والتقنيات الحديثة التي ركزت في المقام الأول على خفض التكلفة والوقت والجهد، ما يحسِّن جودة المنتجات والخدمات، وفي مثل هذه الحالة إذا لم يدرَّب الموظفون باستمرار على هذه التقنيات والآلات، فلن تسلَّم البضائع والخدمات حسب التوقعات، وبالتالي لن تبقى الشركة على قد الحياة لوقت طويل.
- تمكين الموظفين الموهوبين من الوصول إلى مناصب إداريةً عليا، ولا يمكن تحقيق ذلك دون إخضاع هؤلاء الموظفين لتدريب حقيقي يسهم في تطويرهم وتحفيزهم، بالإضافة إلى منحهم كافة الخبرات والمهارات التي تسهِّل عليهم التعامل مع السُلطة وما يتبعها من مسؤوليات.
- الاستعانة بمصادر خارجيةً من خلال تدريب القوى العاملة في المناطق النائية والنساء وأصحاب الهمم لأداء مهام معينة، وتكمن أهمية هذه الفئة بأنهم يشكلون جزءًا كبيرًا من القوة العاملة وأنَّ بإمكانهم العمل عن بعد وبوقت مرن، ما يجعلهم يسهمون إلى حد كبير في خفض التكاليف.
- تحسين حوافز الإدارة العليا من خلال تحقيق الأداء الجيد للموظفين والمنظمة ككل، فزيادة الإنتاجية تعني زيادة الحوافز.
- ضمان أعلى درجات الرضا الوظيفي، فإدراك الموظف أنه يعمل في شركة تسعى لتوجيهه من أجل تحسين مهاراته ومعرفته وكفاءته وبالتالي مردوده المالي، يعني أن انتماءه لمكان عمله سيزيد وسيبذل كل ما يستطيع للحفاظ عليه.
- تحديد مسار دوران الموظفين يزيدهم حماسًا ويجعلهم أكثر إخلاصًا في العمل، لأنهم يعرفون مسبقًا مسار حياتهم المهنية لذا فإنهم سيحاولون بأقصى جهودهم لتحقيق ذلك المسار.
- اكتشاف أساليب تنمية موارد بشريةً جديدةً تحسن من قيمة الشركة بين منافسيها، وهو أمر إيجابي بالنسبة للموظف والمنظمة على حد سواء.
ما الفرق بين تنمية الموارد البشرية وإدارة الموارد البشرية؟
كلا مفهومي تنمية الموارد البشرية وإدارة الموارد البشرية مهمان للغاية في مجال الإدارة، فهما يختصان على وجه التحديد بالموارد البشرية للمنظمة، لكن يمكن التمييز بينهما، وفيما يلي سنأتي على ذكر الفروق بينهما بالتفصيل[٥]:
- تهتم إدارة الموارد البشرية بالتنظيم والتحكُّم، في حين أنّ تنمية الموارد البشرية تهتم بالتطوير والتحسين.
- تهدف إدارة الموارد البشرية إلى تحسين كفاءة الموظفين بشكل أساسي، في حين أنّ تنمية الموارد البشرية تهدف إلى تطوير الموظفين وكذلك المنظمة ككل، باعتبارهم جزء لا يتجزأ منها.
- تخلق إدارة الموارد البشرية هيكلًا تنظيميًا مستقلًا، في حين أن تنمية الموارد البشرية تخلق هيكلًا تنظيميًا مترابطًا.
- تحفِّز إدارة الموارد البشرية الموظفين من خلال منحهم الحوافز المالية أو المكافآت، في حين أنّ تنمية الموارد البشرية تحفز الموظفين من خلال تلبية احتياجاتهم لدى النظام الأعلى.
- تقع مسؤولية إدارة الموارد البشرية على جميع المديرين على اختلاف مستوياتهم في المنظمة، في حين أنّ تنمية الموارد البشرية تقع مسؤوليتها على قسم إدارة شؤون الموظفين، وعلى وجه التحديد على مدير شؤون الموظفين.
- ↑ بارك نعيمة، "تنمية الموارد البشرية وأهميتها في تحسين الإنتاجية وتحقيق الميزة التنافسية"، مجلة اقتصاديات شمال إفريقيا، العدد 7، صفحة 275. بتصرّف.
- ↑ Katryn Stewart, "Human Resource Development: Definition & Importance", study, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ SUSAN M. HEATHFIELD (5/7/2020), "What Is Human Resource Development?", thebalancecareers, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "Importance of Human Resource Development", economicsdiscussion, Retrieved 24/1/2021. Edited.
- ↑ "Human Resource Development", whatishumanresource, Retrieved 24/1/2021. Edited.