محتويات
مفهوم ثقافة الاعتذار
ثقافة الاعتذار هي ثقافة عالميّة تدل على قوّة شخصيّة صاحبها وحكمته وامتناعه عن التعرّض بأذى لمشاعر الآخرين وليس كما يظن الكثير من الناس أو المجتمعات أنّها ضعف شخصيّة أو استسلامًا، بل إنّ هذا اعتقاد خاطئ ولا صحة له بما يخص هذه الثقافة؛ إذ على عكس ذلك فإنّ الاعتذار يدل على تقدير من يتمتّع به وقدرته على اعترافه بأخطائه، ورغم قلّة وجود هذه الثقافة في المجتمعات إلّا أنّها مهمة وضروريّة ولا بد من انتشارها بصورة أكبر بين الناس؛ فبمجرد شيوعها في المجتمع سيعم الحب والسلام وستسود فيه العلاقات الطيّبة البعيدة عن الحقد والكره، إضافةً إلى أنّ من يمتلك ثقافة الاعتذار هو شخص شجاع له قدرة على الاعتراف بخطئه، كما أنّ من يقبل الاعتذار يجب أن يكون شجاعًا ليقبله من الآخرين، كما أنّ ذلك يعود لشخصية المُعتذر له؛ فهل سيراها شجاعةً أم ضعفًا من الطرف الآخر، ومن شروط هذه الثقافة أو آدابها عدم فتح المواضيع السابقة أو العتاب من بعد قبول الاعتذار من الطرف الآخر، لأنّ ذلك سيُعيد فتح الجراح وسيُعمّق المشكلة والخصام أكثر من السابق[١].
عبارات اعتذار في قليل من الكلام
فيما يلي عبارات اعتذار في قليل من الكلام[٢]:
- أنا آسف، لقد أسعدت نفسي على حساب سعادتك ولم أدرك أنّ سعادتي مُرتبطة بسعادتك، الرجاء أن تُسامحني.
- أنا آسف، لا أعرف لماذا جعلتك تبكي؟ لكن آمل أن تغفر لي وتُسامحني.
- أنا آسف؛ ألقيت اللوم عليك رغم أنّني لم أستطع القيام بالعمل، فقد آذيت نفسي عندما أذيتك.
- بروح حزينة وقلب منكمش ورأس منخفض، أعتذر لك.
- آسف؛ لأنّي جعلتك تفقد أعصابك.
- أستطيع إخبارك بأنّي آسف على كسر قلبك.
- أنا لست مثاليًّا؛ فجميعنا يرتكب أخطاء ولكنّي أعتذر عن ذلك.
- إنّني أؤمن بالحب وأثق بالقدر وأعلم أنّك ستقبل اعتذاري.
- سأضغط على كبريائي وأقف أمامك لأقول لك أنا آسف.
- قولي لك آسف يعني أنّي أحبك.
- كل ما حدث هو خطأي لذلك سأحتمّل كل اللّوم.
- لم أقصد أبدًا أن أُسبب لك الحزن والألم.
- كيف أقول آسف؟ وكيف ستُسامحني؟ وأنا أعلم أنّ الكلمات لا تكفي، لكني أرجو منك ذلك.
أساليب للاعتذار بين الزوجين
الاعتذار وسيلة لتعميق الحب والحفاظ عليه بين الزوجين، كما أنّ الاعتراف بالخطأ هو نصف الاعتذار، والنصف الآخر هو كيفيّة التعبير عن هذا الاعتذار وفيما يلي أبرز أساليب الاعتذار بين الزوجين التي يُمكن أن تُساعد في ذلك، وهي كما يلي[٣][٤]:
- الاعتذار بتقديم هدية تُعبّر عن اعتذار أحد الزوجين؛ إذ أنّ الهدايا تُعد أفضل طريقة للاعتذار.
- التعبير عن الاعتذار من خلال كتابة إحدى الزوجين للآخر ذلك كتابةً على ورقة أو بطاقة.
- إعداد الطعام المُفضّل من قبل أحد الزوجين أو تقديم عزومة على العشاء أو التخطيط للخروج في نزهة.
- عناق أو إمساك الزوج بيد زوجته أو العكس؛ إذ إنّ الاتصال الجسدي يُعيد الاتصال بينهما.
- إحضار الزهور التي يُفضّلها الشريك وكتابة ملاحظة تُعبّر عن الاعتذار بلغة الحب.
- مُساعدة الزوج أو الزوجة في الأعمال المنزليّة.
- الجلوس في مكان هادئ مع الشريك وبدء محادثة هادئة.
فوائد الاعتذار
للاعتذار فوائد عديدة تعود على أصحابها، وأبرزها مايلي[٥]:
- يُساعد الاعتذار في تخفيف التوتر في العلاقات.
- يُقلل الاعتذار من الضغوط التي يُمكن أن يُسببها الخصام.
- تخفّض الآثار السلبيّة التي قد تنجم عن الخلافات والمشاكل بين الناس؛ إذ أنّ الاعتذار يُساعد الأشخاص في تخطّي الخلافات ونسيانها.
- يُساعد الاعتذار في تقوية العلاقات وتقليل الخلافات.
- يفتح الاعتذار أبواب التواصل بين الناس خاصةً مع الشخص الذي تعرّض للأذى.
- يُتيح الاعتذار للأشخاص معرفة أنّ الطرف الآخر يهتم بمشاعرهم، ثم شعورهم بالأمان.
- يُتيح الاعتذار للأشخاص النقاش بما هي القواعد التي يجب أن تكون في الأيام القادمة؛ كي تُقلل من الخلافات والخصام.
- تُجنّب السلوكيات المُسيئة للطرف الآخر في المستقبل.
ثقافة الاعتذار في الإسلام
ينظر الإسلام إلى الاعتذار ويحبّذ العمل به كونه أدب اجتماعي في التعامل بين الناس، كما أنّه ينفي عن صاحبه شعور الكبرياء، والاعتذار من وجهة نظر الإسلام يُزيل البغضاء والحقد وإساءة الظن من قلوب من يتعاملون به، ورغم أنّ الاعتذار أمرًا محمودًا في الإسلام، إلّا أنّ الأفضل منه هو عدم الوقوع بالخطأ الذي قد يجعل الشخص مُضطرًا للاعتذار، وأمّا إذا حصل الخطأ فلا يجب على المسلم أن يُكابر في فيه وأن يعترف بأخطائه؛ فالاعتراف بالخطأ تدل على طيبة القلب وتدعو للعفو، ودليلًا على ذلك المواقف الكثيرة التي حدثت في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومن أبرز هذه المواقف المشرّفة في الإسلام ما يلي[٦]:
- موقف الأنصار عندما اعتقدوا بأنّ الرسول عليه الصلاة والسلام سيُقيم مع قومه بعد فتح مكة قائلين: "أمّا الرجل فأدركته رغبة في قريته، ورأفة بعشيرته"، فرد عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم قائلًا: (أَنَا مُحَمَّدٌ عبدُ اللهِ وَرَسولُهُ، هَاجَرْتُ إلى اللهِ وإلَيْكُمْ، فَالْمَحْيَا مَحْيَاكُمْ، وَالْمَمَاتُ مَمَاتُكُمْ)، ثم أقبلوا الأنصار إليه يبكون ويعتذرون منه قائلين: "والله ما قلنا الذي قلنا إلا لضن بالله ورسوله"، فرد عليهم الرسول عليه الصلاة والسلام قائلًا: (فإنَّ اللَّهَ وَرَسوله يُصَدِّقَانِكُمْ وَيَعْذِرَانِكُمْ)[٧].
- موقف انهزام ابن عمرو من السريّة وشعوره ومن معه بالخجل من رسول الله فذهبوا واعتذروا إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلين: "نحن الفرارون يا رسول الله"، فقال لهم: (بل أنتم العكَّارون وأنا فئتكم)[٨]، فوصفهم بالعكارون الذين يغزون كرّة بعد كرة وليس الفاريّن للتهوين عليهم.
- موقف أبي موسى الأشعري عندما طلب منه أشخاص أشعرين الذهاب معهم إلى رسول الله ولا يدري ما يريدون منه، فعندما ذهب معهم وجد أنّهم يريدون طلب التولية على أعمال المسلمين وكأنّه هو جاء معهم ليشفع لهم، وذلك سبب له الحرج الشديد، فقال: (فاعتذرتُ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعذرني)[٩].
- ↑ ثامر عبدالغني فائق سباعنه (7/5/2016)، "ثقافة الاعتذار"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2021. بتصرّف.
- ↑ Erica Daniels (31/7/2018), "61 I’m Sorry Quotes to Personalize Your Apology", proflowers, Retrieved 19/2/2021. Edited.
- ↑ "قوة الاعتذار"، طريق الاسلام، 20/5/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2021. بتصرّف.
- ↑ Marcus and Ashley, "How to Say Sorry (Apologize) to Your Wife or Husband in 7 Steps", ourpeacefulfamily, Retrieved 19/2/2021. Edited.
- ↑ Elizabeth Scott (18/4/2020), "Why It's Important to Apologize in Relationships", verywellmind, Retrieved 19/2/2021. Edited.
- ↑ محمود الخزندار (13/11/2005)، "الاعتذار"، اسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 19/2/2021. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:1780 ، صحيح.
- ↑ رواه أحمد شاكر، في مسند أحمد، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:8/153، حكم المحدث اسناده صحيح.
- ↑ رواه الألباني، في صحيح النسائي، عن أبو موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:5397 ، حكم المحدث صحيح.