محتويات
تعليم ثقافة الاعتذار لطفلكِ
يتّفق العديد من خبراء الأطفال على أنّه لا ينبغي إجبار الأطفال على قول آسف عندما ارتكاب الخطأ، إلا أنّ هذا لا يعني أنّه يجب تركه دون عقاب عند التسبّب ببعض الأخطاء أو السلوك السيئ، كما يجب على البالغين انتهاز الفرصة لتعليم أطفالهم تصحيح سلوكهم الخاطئ، والتعرف على الأخلاق الحميدة في نفس الوقت، ويُعدّ إجبار طفلكِ الصغير على قول آسف بعد أن يعضّ أو يضرب طفلًا آخر، سببًا في اعتذارٍ وهميّ وغير صادق، ممّا يؤدّي إلى فشلٍ في تغيير أيّ سلوكٍ خاطئ لديه، ونُقدّم لك في هذا المقال طرقًا لتعليم طفلكِ كيفية الاعتذار الهادف[١].
4 طرق لتعلّمي طفلكِ كيفية الاعتذار
يشعر الآباء ببعض التحسّن عند إجبار أطفالهم على الاعتذار فور ارتكابهم للخطأ، إلا أنّ هذا لا يساعد الأطفال حقًا في فهم الآثار المترتبة على سوء سلوكهم، وبدلًا من هذا يُفضّل تعليم الأطفال أن يقولوا آسف بطريقة هادفة؛ وذلك بوضع كلمة آسف على قائمة الانتظار، وعندما يهدأ الجميع يمكن تطبيق بعض الخطوات لتعلّمي طفلكِ كيفية الاعتذار الهادف، وعلى الرغم من أنّ تطبيق هذه الخطوات قد يكون صعبًا في البداية، إلا أنّ منح طفلكِ بعض الوقت المناسب بين ارتكابه للخطأ والإعتذار، سيؤدّي إلى تقديم اعتذار أكثر صدقًا، ومع مرور الوقت على تطبيق هذه الخطوات ستجدين طفلكِ يفهم أفعاله، ويتحمّل مسؤوليتها، وإليكِ 4 خطوات لتعلّمي طفلكِ كيفية الاعتذار[٢]:
- تخطّي أسلوب التوبيخ: تخلّي عن الخطبة اللاذعة بشأن سوء سلوك طفلكِ، واستبدليه بأسئلةٍ لمساعدة طفلكِ على فهم عواطفه وأفعاله بدلًا من ذلك؛ على سبيل المثال يمكنكِ سؤاله عن شعوره أثناء ارتكاب الخطأ؛ إذ يُعلّمه ذلك وجوب تحمّل مسؤولية عواطفه، ولا بأس من الشعور بالجنون أو الحزن أو الإحباط أحيانًا، ثم اربطي هذا الشعور والعمل بالتأثير الذي أحدثه على الشخص الآخر؛ وذلك بسؤاله عن شعور الشخص الآخر الذي ارتكب الخطأ بحقه، وباستخدامكِ هذا الأسلوب يمكنكِ مساعدة طفلكِ على فهم المشاعر التي أدّت إلى ارتكابه الخطأ، كما أنّكِ تمنحينه بعض الأدوات للردّ بطريقة مناسبة في المرة القادمة.
- مرّري تطبيق العقوبة: فبدلًا من معاقبة طفلكِ فور ارتكابه الخطأ، خذي نفسًا عميقًا، وركّزي على الحلول لتعويضها، ويمكنكِ تطبيق ذلك بسؤاله عن ما الذي يمكنه فعله لتصحيح الأمر، ويُعدّ اعتذار طفلكِ لفظيًا في البداية أمرًا رائعًا، إلا أنّ الأطفال يتعلّمون بطريقة أفضل من خلال العمل، لذا من الجيّد مقارنته بعملٍ لطيفٍ لتعويض خطئه، مثل المساعدة في إصلاح ما كسره، أو رسم صورة مناسبة للثلاجة للطرف المُتضرّر فيها.
- أعيدي لعب دور مُرتكِب الخطأ: يمكنك منح طفلكِ الفرصة لاتخاذ خيار أفضل في المرة القادمة التي يكون لديه الرغبة في تكرار الخطأ ذاته، وذلك بسؤاله عن التصرف البديل الذي يمكنه فعله عند التعرض لنفس الموقف، وامنحيه الوقت للتفكير ثم اطرحي أفكارًا بناءة للتعامل مع مشاعره، وبعدها أعيدي لعب الأدوار معه، إذ إنّ طفلكِ سيستخدم هذه التكتيكات الإيجابية في المرة القادمة، إذا أتيحت له الفرصة لممارستها معك أولاً.
- اظهري لطفلكِ الحب: لا تدعي طفلكِ يشعر بأنه غير محبوب لمجرد ارتكابه شيئًا خاطئًا، لذا ذكريه بحبك وقولي له "أنا أحبك ولكن لا أحب سلوكك الخاطئ"، على سبيل المثال، عندما يقوم طفلك بسلوك لا يعجبك، قولي شيئًا مثل "لا أحب أن تأخذ اللعبة أثناء لعب أخوك بها، إذ لا يصح أخذ ألعاب من الآخرين دون أن نسألهم، أنظر. أخوك حزين ، كيف يمكن أن نساعده؟"، فالاعتذارات القسرية لا تُغيّر السلوك عند طفلكِ أو حتى عند البالغين، بل تجعلهم يشعرون بالخزي والغضب فقط، ويعد أفضل شيء يمكنك القيام به هو جعل طفلك يعترف بالخطأ الذي ارتكبه، ومساعدته على معرفة كيفية إجراء التغييرات وتصحيح الأمر[١].
في نهاية الأمر ينبغي لكِ كأمّ أن تُوحّدي طريقة التأديب لطفلكِ مع مربيّته أو مقدمي الرعاية في الحضانة الخاصه به عند تصرفه بطريقة غير مقبولة، إذ يتيح الانضباط المتسق للطفل فهم أن هناك قواعد، وعندما تُكسر ستوجد عواقب ثابتة، وبالتالي يجب على الآباء ومقدمي الرعاية توصيل نفس الرسالة للأطفال حول سلوكيّاتهم، فالتواصل الجيّد هو وسيلة لمساعدة الطفل على فهم الشعور بأفعاله التي يقوم بها[١].
متى يمكنكِ تعليم طفلكِ كيفية الاعتذار للآخرين؟
يرغب جميع الآباء بأن يقول أطفالهم أنا آسف في تلك اللحظات التي يرونهم فيها يفعلون شيئًا يؤذي أو يزعج طفلًا آخر، إذ إنهم يريدون أن يشعر الطفل الآخر أو أهله بتحسن، أو إنهم يريدون أن يبدو أطفالهم بمظهر لائق ويظهروا أنهم يشعرون بالندم، إلا إنّ اجبار الطفل على قول كلمة آسف مباشرةً فور ارتكابه للخطأ يؤثر على تطوره العاطفي، كما أنه يفوّت عليه الفرصة في رؤية ما تسببت أفعاله للشخص الآخر، وكيف أثرت على شعورهم وكلامهم وأفعالهم ووجوههم، وبالتالي لا يوجد عمر مُحدّد أو مُتوقّع لقول الطفل لكلمة آسف، بل يجب أن ينبع اعتذار طفلكِ من نفسه كطريقةٍ لتحسين الوضع الخاطئ الذي تسبّب به، وفي نهاية الأمر تسير الطريقة التي يتّبعها الأبوين في تعليم طفلهم الإعتذار وقول كلمة آسف بحسب سمات شخصيتهم، التي تشكّلت من خلال مزيجٍ من الثقافة وتاريخ المجتمع والأسرة الخاصّة بهم[٣].
لماذا لا ينبغي لكِ إجبار طفلكِ على الاعتذار؟
عندما يُجبر الطفل على الاعتذار ، فإنّ ذلك يسبب ضررًا أكثر ممّا ينفع، إذ أظهر باحثون أنّ الأطفال غير النادمين الذين أجبروا على الاعتذار من قبل آبائهم بدوا أسوأ بالنسبة لأقرانهم، خاصّةً الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و 9 سنوات، إذ إنّ أقرانهم ينظرون لهم نظرة سلبيةً ومتشائمةً؛ فهم لا يشعرون بالسوء والندم حقًا اتجاه ما فعلوه بالشخص الآخر أو الضحية، ويُعدّ الأطفال حسّاسين اتجاه قضية ندم المعتذر من عدمه، إذ إنّ أهمية الاعتذار تكمن في صدقه وعدم التظاهر به، إذ يدلّ على ندمه، ورغبته في تخفيف مشاعر الضحية، ويُفضّل تقديمكِ أنتِ الاعتذار عن طفلكِ إذا لم يكن مستعدًا حقًا لتقديم هذا الاعتذار، ثم امنحيه بعض الوقت ليهدأ؛ ويُفكّر بنتيجة أفعاله اتجاه الضحية أو الطفل الآخر، ليستنتج في النهاية أنّ عليه الإعتذار نتيجةً لتسببه بالأذى له، وأنّ الاعتذار بالكلمات أو الأفعال طريقة لإصلاح السوء الذي تسبب به[٤].
المراجع
- ^ أ ب ت Robin McClure (2019-06-24), "Teach Kids When and Why They Should Say Sorry", www.verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
- ↑ Amy McCready , "How To Teach Kids To Say Sorry: 3 Steps for Success", www.positiveparentingsolutions.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Meghan Fitzgerald (2020-04-09), "At What Age Should Kids Say Iam Sorry?", tinkergarten.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
- ↑ Stacey Winconek (2019-01-01), "Sorry, Not Sorry: Do not Force Kids to Apologize, Study Says", www.metroparent.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.