كيف تتعاملين مع طفلك عند تعرضه للتنمر، وكيف تعالجين آثاره؟

كيف تتعاملين مع طفلك عند تعرضه للتنمر، وكيف تعالجين آثاره؟

كيف يؤثر التنمر على طفلكِ؟

يعد التنمر من المشكلات المنتشرة بكثرةٍ في شتى أنحاء العالم دون استثناءٍ، وهو يتمثل بالسلوك العدوانيّ بين الأطفال في المراحل الدراسية خصوصًا، ويوصف بأنه اختلالٌ في نفس المُتَنَمِّر الذي قد يكرر ممارسة هذا السلوك مع مرور الوقت، ويأخذ التنمر أشكالًا إما أن تكون جسديةً وإما لفظيةً فهم يستخدمون سلطتهم عن طريق قوةٍ معينةٍ يمتلكونها مثل: القوة البدنية أو معرفة سابقة ببعض المعلومات المحرجة عن ضحاياهم أو لتحيزهم للمنطقة أو البلد الذي يقطنون فيه أو لعرق أو جنس أو قبيلةٍ معينةٍ وبالتالي سيتعرضون للانتقاد بالألقاب المهينة والتهديد العدوانيّ، وعن طريق هذه الأمثلة يتحكمون في الآخرين ويؤذونهم بها، وقد يعاني الأطفال الذين يتعرضون للتنمر وللتخويف بشكلٍ عامٍ من مشكلات خطيرة جدًّا وأخرى مزمنة ودائمة.


سيسبب التنمّر لطفلكِ مشكلاتٍ صحيةً ونفسيةً وجسديّةً سيئةً للغاية، ويكون عرضةً للاكتئاب والخوف والقلق؛ ويلازمه الشعور بالحزن والوحدة، وقد تتأثر حياته الطبيعية ويواجه اضطراباتٍ في النوم وتناول الطعام إضافةً لفقدان الشغف في ممارسة الأنشطة التي يحبها ويستمتع بها، وقد تستمر هذه الاضطرابات حتى في مرحلة البلوغ، وقد يعاني من سوء التحصيل الدراسيّ وتراجع جودة أدائه وانخفاض التفاعل في حياته المدرسية، كضعف تكون صداقاتٍ جديدةٍ والمشاركة في الأنشطة مع الطلاب، ومن الممكن أن تتولد عنده أفكار انتقامية لا تخطر على بال أحدٍ وقد تنتهي بكارثة، ومن تصريحات بعض الأطفال المتعرضين للتنمر سابقًا؛ فقد عبروا عن انهيارهم في مساء اليوم واستمرارهم بالبكاء طوال الليل مع شعورهم بالضيق الشديد والعجز لوضع حد للتسلط والتنمر، وشعورهم بالوحدة القاسية وبأن نفسيتهم سيئة، والبعض منهم صرّح برغبته بالانتحار! والبعض اضطر للهروب من الدراسة لفقدان الثقة بنفسه والتجأ للعزلة[١][٢].


كيف تتحدثين مع طفلكِ عند تعرضه للتنمر؟

يعدّ من الصعب جدًّا أن تشاهدي طفلك يعاني من آلامٍ جسدية ونفسية سيئة بسبب التنمر والتسلط الذي يتعرض له، فإن أغلب الآباء في هذه الحالة لا يعرفون كيف يمكنهم أن يحموا أطفالهم من هذا العنف ويساعدونهم في تخطي هذه الأزمة وحتى إن بعضهم قد لا يعلم إذا كان طفله قد يتعرض لهذا الضرر المتعمد والإهانة المقصودة ضده وهو غير قادرٌ على الدفاع عن نفسه، ولكن كما ذكرنا إن هذه الظاهرة الخبيثة لها آثارٌ عديدة فمعظم الأطفال الذين يتعرضون للتنمر ينسحبون من النشاطات الاجتماعية وقد ينفجرون جرّاء الضغط النفسيّ الذي يتعرضون له وفي بعض الحالات تتأثر علاقاتهم بأصدقائهم وأفراد مجتمعهم، والبعض قد يتحول لطفلٍ مزاجي فإذا لاحظتِ هذه الأعراض وَجَب عليكِ الانتباه والبدء بالمحادثة الهادفة مع طفلكِ لتجنب العواقب السيئة والمزمنة عليه، ولتأمني حقه في العيش في بيئةٍ آمنةٍ تحترم شخصيته وكرامته.


بدايةً يجب عليكِ اتخاذ سُبل الوقاية وأن تثقفي ابنكِ وتعرفيه على ظاهرة التنمر فمعرفته بها ستمكنه من التحدث لكِ عنها إذا تعرض لها أو شاهدها، تحدثي دائمًا بكل صراحة مع طفلكِ عن هذا الموضوع لأن هذا الحديث سيولد راحةً لدى الطفل في إخباركِ بما يراه أو يتعرض له، تواصلي معه يوميًّا واسأليه عن وقته في المدرسة أو عبر الإنترنت أو مع أصدقائه واهتمي بمشاعره وأحاسيسه، ساعديه على بناء ثقته بنفسه وشجعيه على الانضمام إلى الأنشطة المجتمعية التي ستدعم هذا الأمر وأخبري طفلكِ أنكِ بجانبه وأنه ليس وحده.


انصحي طفلكِ بأن لا يبقى وحده في الأماكن التي يتعرض فيها للتسلط والتنمر وأن يصطحب صديقًا معه، وقولي له بأن لا يُظهر غضبه وحزنه وانزعاجه أمام المتنمرين فهذا سيشعرهم بأنهم أكثر قوة؛ ودرّبيه على التجاهل وهذه المهارة مفيدة كي يمل منه المتنمرون ويبتعدوا عنه، انصحيه بأن يتصرف بشجاعة دائمًا وأن يبتعد قدر الإمكان عن هذه الفئة، أخبريه عندما يتعرض للتنمر بأن يخبركِ أو يخبر المدير في المدرسة أو شخصًا بالغًا في الشارع عن الأمر كي يساعدوا بإيقاف هذا الأمر على الفور، وهذه الاستراتيجيات قد تساعد في تلطيف نفسية طفلكِ وتحسينها وفي مساعدته على تخطي هذه المشكلة[٣][٤][٥].


كيف تساعدين طفلكِ في علاج آثار تعرضه للتنمر؟

يجب عليكِ بدايةً أن تستمعي بهدوء لطلفك وتقدمي له الدعم والراحة لأن الأطفال عادةً ما يكونون مترددين في إخبار الوالدين عن هذا الأمر؛ ربما لأنهم يشعرون بالإحراج والخجل وعدم الثقة بالنفس عند حدوث هذا الأمر أو ربما بسبب الخوف من غضب الوالدين وردة فعلهما، أو عدم تصديقهما للأمر أو حتى أمرهما له بالرد على هذا الأمر بالقتال والذي لن يقوى عليه هذا الطفل، لذا فإن الاستماع والمحادثة الهادئة مع طفلكِ هي أولى خطوات العلاج.


امدحي طفلكِ دائمًا عند فعله للأمور الصائبة وأخبريه أنه ليس وحيدًا وكرري على مسامعه أن الشخص المتنمر هو الذي يتصرف تصرفًا سيئًا ولا أحد سيكون مع الخطأ، طمئنيه وأخبريه أنكما ستحلان المشكلة سويًّا، أخبري أي مسؤول في المكان الذي تعرض فيه طفلكِ للتنمر عن الحدث الذي تعرص له لأنهم الأقرب للتمعن والترصد في هذه الأمور مما سيمكنهم من اتخاذ الخطوات الصحيحة لمنع هذا الأمر من التكرر، ولا يوجد موقف واحد لهذه الظاهرة يمكننا أن نتخذ فيه الإجراءات نفسها فهي ظاهرة موسعة على الكثير من المواقف وتؤثر فيها عوامل عديدة مثل: عمر المتنمرين، وقوة الموقف وتأثيره، ونمط سلوك التنمر، وفي النهاية يجب عليكِ التعرف على سياسات التنمر ومكافحتها لأن أغلب الدول قد وضعت القوانين التي تحد من ظاهرة التنمر، تعرفي على هذه القوانين في مجتمعك وإذا خفتِ على سلامة طفلكِ فننصحك بالتواصل مع السلطات القانونية[٥].


من حياتكِ لكِ

إليكِ بعض الآثار والعلامات التي ستساعدكِ على معرفة إن كان طفلكِ قد تعرض لظاهرة التنمر؛ لنتعرف عليها سويًّا[٦]:

  • ستقل ثقته بنفسه بنسبة كبيرة وبالتالي سيقل احترامه لذاته وسيشعر بالعجز لعدم قدرته على إيقاف هذا الضرر.
  • سيدخل في مراحل من حالات الاكتئاب والقلق والتي تتطور بسرعة وبالتالي سيزداد رفضه الدائم للأنشطة والمشاركات الاجتماعية.
  • سيضعف أداؤه في الدراسة الأكاديمية بسبب تجنبه للمدرسة التي قد تعرض للتنمر فيها أو حتى يقرر عدم ذهابه إليها أو يكون ذلك بسبب عدم قدرته على التركيز.
  • لن يكون قادرًا على بناء وتكوين علاقات صحية وموثوقة مع الأصدقاء وأفراد المجتمع.


المراجع

  1. "Effects of Bullying", stopbullying, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  2. "How does bullying affect your child?", bullying, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  3. "How to talk to your children about bullying", unicef, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  4. "5 Ways to Talk to Your Kids About Bullying", livescience, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  5. ^ أ ب "Helping Kids Deal With Bullies", kidshealth, Retrieved 13-7-2020. Edited.
  6. "The effects of bullying", kidscape, Retrieved 13-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :