محتويات
لماذا يرفض طفلكِ تناول الطعام؟
يعبّر طفلك عن رفضه للطعام بطرقٍ متعددةٍ، كأن يأكله ويبصقه، أو يعبث به، أو يرفض تناوله نهائيًّا، ولتعالجي هذه المشكلة عليك التّحلي بالصبر، فالتغذية السليمة مهمّة، وقد يؤدي غيابها إلى مشاكل صحية كثيرة، لكن إن كان طفلك ينمو ويتطور بشكلٍ طبيعيّ، فلا داعٍ للقلق، فرفضه قد يكون لأسباب عديدة، مثل أنه يشعر بالامتلاء، وقد لا يلتزم بوجباته اليومية لكنه عند الشعور بالجوع سيأكل، لذا احرصي على إطعامه الأطباق الصحيّة، وليس الأطعمة السريعة، وثقي بأن طفلك يعرف مقدار الطعام الذي يحتاجه، فلا تجبريه على إكمال وجبته، لكن إن رفض طفلك تناول الطعام لفترة طويلة، استشيري طبيب الأطفال، وتجنَّبي تقديم الأطعمة الجديدة مباشرةً، فطفلك يحتاج وقتًا قد يمتد لأسابيع ليعتاد على النكهات، لذا قدّمي الطعام الجديد بصورة مشابهة للطعام المفضل لديه، مثل الجزر المهروس ثم البطاطا المهروسة، وقدّمي النكهة الجديدة بكمياتٍ صغيرةٍ جدًا حتى يتقبّل طعمها، واعرضي عليه أكلها ثلاث مرات أثناء الوجبة، فإن رفض فلا تجبريه، والتزمي بما يحبّه، وقدّمي الطعام الجديد في وجبة أخرى، وقد يمرّ طفلك بمراحل مزعجة تسبب له الضغوط والعصبية، مثل التسنين، أو المرض، أو الخوف من الطعام الصلب، لذا التزمي خلالها بما يرغبه طفلك من الأطعمة، حتى لو تناول كمياتٍ قليلةٍ.
سيكون طفلك مستعدًا لتناول الطعام الصلب حين يبلغ 4-6 شهور، لكن بعض الأطفال يجدون صعوبة في البلع، فهو معتاد على تناول الحليب من الرضاعة، لذا ضعي القليل من الطعام على الملعقة، وإن حاولتِ كثيرًا ولم يستطع تناولها وبلعها فهو غير مستعدٍ بعد، ويمكنك الاستعانة بالمختصين في مراكز الرعاية الصحيّة للتحقق من الأسباب، وغالبًا ما يُحدث طفلك فوضى لأنه يلعب في الطعام، ويسقط الكثير منه، وهذا أمر شائع لدى الأطفال لا سيما في عمر تسعة شهور، إذ يحب الطفل التفاعل، واسمحي له أن يمسك الملعقة ويأكل بنفسه، فهي خطوة مهمة للتعلم والنمو والاعتماد على النفس، وقد يعاني طفلك من حساسية غذائية تجاه الأطعمة، وتظهر أعراضها فجأة مثل: الإسهال والقيء، والطفح الجلدي، أو آلام المعدة، ومشاكل التنفس، وتورم الوجه أو الجسم، ومن أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا بين الأطفال هي حساسية الحليب، وفول الصويا، والبيض، والقمح، والمكسرات، والمحار، وأنواع أخرى من الأطعمة، وقد يعاني طفلك من عدم تحمّل الغذاء الذي يتعب جهازه الهضميّ، ومن تلك الأطعمة: اللاكتوز، والذرة، والغلوتين، وتكون أعراضه مشابهة للحساسية مثل: الغازات والانتفاخ والإسهال وآلام البطن، وقد يبصق طفلك الطعام، لكن هذه العادة تزول عند وصوله للعام الأول من عمره، ويمكنكِ تخفيفها بإعطائه الطعام على دفعاتٍ صغيرةٍ، وتجنبي اللعب معه أثناء تناول الطعام، أما الارتجاع فهو عودة الطعام من المعدة إلى مريء الطفل، وللتحكم به قللي كمية الطعام في الوجبة الواحدة، وأطعمي طفلك ببطء، وغيّري حفاظه، أو فكّيه، واسنديه ليكون مستقيمًا عند البلع، ولا تدعيه يلعب ويتحرك كثيرًا بعد تناول الطعام، وارفعي مستوى رأس الطفل عند النوم في السرير بمرتبة داعمة، وليس بالوسائد أو الحيوانات المحشوة، أما القيء المتكرر عند طفلك فله أسباب عديدة، مثل: العدوى، أو تناول الأدوية، أو كثرة الحركة، أو الشعور بالدوار، أو مشاكل الجهاز الهضمي، وهو أمر شائع بين الأطفال، لكن إن استمر القيء لأكثر من 24 ساعة، وكان الطفل يعاني من الجفاف، أو كان هناك دمٌ في القيء، فيجب مراجعة الطبيب فورًا، وتوجد مشكلة صحيّة يعاني منها بعض الأطفال الذين يتقيؤون باستمرار وهي تضيق الممر المتصل بين المعدة والأمعاء، وتحتاج لعملية جراحية، وإذا فقد طفلكِ كثيرًا من وزنه، أو أصبح ينام لفترات طويلة، أو أصيب بالإسهال المستمر، عليكِ استشارة الطبيب[١].
كيف تتعاملين مع الطفل الذي يرفض الطعام باستمرار؟
إليكِ بعض النصائح لتتعاملي مع طفلك الذي يرفض الطعام باستمرار[٢]:
- استشيري طبيبًا مختصًا عندما يرفض طفلك تناول الطعام نهائيًا، لتعرفي أسباب رفضه.
- لا تطالبي طفلك بالالتزام بنظام وجبات نموذجية، وتقيّدي بالأطعمة المسموحة لعمره، وميّزي بين مزاج الطفل المتقلب في تناول الطعام، وبين وجود مشكلة فعليّة يعاني منها، وذلك بمراقبة بعض المؤشرات الصحيّة الأساسية، مثل: خلل في النمو أو البنية، أو بعض الأعراض مثل: الارتجاع أو الإمساك أو مشاكل الجهاز الهضمي، أو آلام المعدة، أو عدم الشعور بالراحة أثناء تناول الطعام، فإن كانت متكررة ومستمرة عليك استشارة الطبيب.
- لا تقدّمي الطعام لطفلك قبل بلوغه 4-6 شهور على الأقل، فالطعام الأساسي للطفل في الأشهر الثمانية إلى التسعة الأولى هو الحليب، وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، والتي أوصت بالانتظار حتى عمر ستة أشهر لبدء تناول الطعام الصلب، مع التأكد من استعداد الطفل لذلك، إذ يختلف الأطفال في استعدادهم لتقبل الطعام، فمنهم من يستطيع تناول الطعام الصلب بسهولة عند بلوغه خمسة أشهر، ومنهم لا يستطيع وقد تجاوز عمره سبعة أشهر.
- لا تقلقي إن تسبب طفلك بفوضى أثناء تناوله الطعام، أو لوّث ملابسه، أو وضعه على شعره، فهو يستكشف رائحة وملمس الطعام الذي يتناوله بحواسه كلها.
- أضيفي الألوان للأطباق ونوّعي في تشكيلها حتى لا يملّ الطفل من شكل الطبق الروتيني، ويمكنكِ تطبيق كثير من الوصفات الخاصة بالأطفال والمتوفرة على الإنترنت، واستخدمي الأطعمة ذات الألوان الزاهية مثل التوت الأزرق والفراولة و البطاطا الحلوة، وقدّميها بأشكال جذابة، وملمس مختلف في كل مرة، وإذا كان طفلك يحب طعامًا معينًا ولا يريد تجربة أي شيء جديد، فاخلطي الطعام الجديد مع الطعام الذي يفضله، ولا تبالغي في حجم الوجبة، بل اجعليها حصصًا صغيرة، على فترات متباعدة.
- اسمحي لطفلك أن يتناول طعامه بمفرده، دون مساعتك، لكن احرصي على أن تكون مكونات الطبق ليّنةً وسهلة البلع، ومقطّعة لقطع صغيرة من أجل سلامته.
- لا تيأسي من المحاولة، حتى لو رفض طفلك تناول الطعام كثيرًا، ولا تستسلمي لرغبته، فقد تحتاجين 10-15 محاولة ليصبح طفلك معتادًا على الطعام الجديد، فمعظم الأطفال يرمون البروكلي على الأرض لفترة طويلة وهذا طبيعي، ثم يحبون طعمه ويعتادون عليه.
تجنَّبي هذه الأخطاء عند إطعامكِ لطفلكِ
عليكِ تجنّب هذه الأخطاء عند إطعامكِ لطفلكِ[٣]:
- لا تجبري طفلك على تناول طعام لا يريده، لأنه سيكره الطعام ووقت تناوله، وتقبلي الأمر بإيجابية وحاولي مرة أخرى.
- لا تقدمي الوجبات بصورةٍ عشوائيةٍ، وخططي لمواعيد للوجبات ليعتاد عليها الطفل، واطلبي منه مشاركتك في إعدادها.
- لا تقدمي الوجبات الخفيفة لا سيما العصير في وقت قريب من موعد الوجبة، وضعي كمية من الطعام تتناسب مع عمر طفلك، فكل طفل يحتاج عددًا من الملاعق بعدد سنوات عمره، فطفلك الذي يبلغ من العمر عامين تكفيه ملعقتان كبيرتان من الجزر والأرز واللحم، ولا تصرّي على إكمال الطبق، ويكفي أن يشعر طفلك بالامتلاء.
- استجيبي لرفض طفلك للمأكولات المُرّة مثل السبانخ، فالأطفال لديهم قدرة مميزة على التذوق أكثر من البالغين، ويشعرون بسهولة بالطعام الحار والمالح، وقد لا يحتملون طعمه.
- قدّمي لطفلك الأطباق الصحيّة، اللازمة لنموه وتطوره، وابتعدي عن الأطعمة الغنية بالدهون والسعرات الحرارية العالية والحلويات، واستبدليها بالفاكهة والخضار و البروتين والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان، ولا تعطيه أكثر من نصف كوبٍ من العصير الطبيعيّ الطازج، ففيه كثير من السكر ويعطيه إحساسًا بالشبع فيرفض الطعام.
نشاطات تشجّع أطفالكِ على تناول الطعام
إليكِ بعض النشاطات التي تشجّع أطفالكِ على تناول الطعام[٤]:
- ازرعي بعض الفاكهة والخضراوات في منزلك، إن كانت لديك مساحة للزراعة، ودعي طفلك يشاركك غرس البذور والنباتات وسقيها وجنيها وإعدادها للطعام، ومن أسهل الأنواع التي يمكنكِ زراعتها: الفراولة البرية، والطماطم الكرزية، والفجل، والفاصولياء، والخس، والثوم، والجزر، والبطاطا.
- رتّبي رحلة إلى مزرعة أو سوق للخضار والفاكهة، أو متجر البقوليات، واسمحي له بمشاركتك في اختيار الأطعمة وشرائها ثم طهوها.
- زيّني الطعام قبل تقديمه، مثل ترتيب قطع الفواكه المشكلة في أعواد الشواء مثل الكباب، أو تشكيل العجين بمشاركة طفلك كما يحب، أو صنع الكعك.
- اشتري لطفلك قطع الألعاب بشكل الفاكهة والخضراوات، والخبز والكعك والحلويات والمشروبات الغازية والحليب، والعبي معه لعبة اختيار الطعام الصحي وغير الصحي، وتحديد الفئة التي يجب وضع كل قطعة فيها، واطلبي منه إعداد وجبة صحية ومتوازنة من قطع اللعبة ووضعها على أطباق ورقية.
- اقرئي لطفلك قصص إنتاج الطعام، كتعريفه بأن أصل الخبز حبة قمح طُحنت فصارت دقيقًا فعُجنت بالماء وخُبزت في الفرن فصارت خبزًا ، ويمكنك اللعب معه بواسطة الأقنعة أو الدمى بشخصيات الفاكهة والخضراوات والحليب.
المراجع
- ↑ "Why Won’t Baby Eat?"، webmd, Retrieved 28-6-2020. Edited.
- ↑ "How to feed a baby who won’t eat: 10 easy tips "، care, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ↑ "Feeding Toddlers: 8 Common Mistakes Parents Make"، cookinglight, Retrieved 29-6-2020. Edited.
- ↑ "8 Healthy Eating Activities for Kids"، firstdiscoverers, Retrieved 29-6-2020. Edited.