محتويات
كيف يؤثّر الطلاق على الأطفال؟
الطّلاق حدث صعب للعائلة؛ لأنّه يوجب على الآباء إيجاد طرق صحية للتّواصل مع بعضهم، وإدراك طرق جديدة لتربية أطفالهم، وعند وقوع الطّلاق يمكن أن تختلف الآثار على الأطفال؛ لأنّ بعضهم يتفهّم الوضع الجديد بسهولة، بينما يعاني أطفال آخرون من الكثير من المشكلات، مثل ضعف الأداء الأكاديميّ؛ لأنّ محاولة فهم المتغيّرات العائليّة قد تتسبّب في تشتيت الأطفال، وهذا يعني انقطاع تركيزهم اليوميّ، ويمكن رؤية أحد آثار الطّلاق على الأطفال في أدائهم الأكاديميّ، وكلّما زاد تشتّت انتباه الأطفال زاد احتمال عدم قدرتهم على التّركيز في المدرسة، كما أنّهم قد يفقدون الاهتمام بالأنشطة الاجتماعيّة؛ لأنّ الأطفال سيمرّون في وقت صعبٍ، وسيميلون إلى التّقليل من التّواصل الاجتماعيّ، وفي بعض الأحيان يشعر الأطفال بعدم الأمان وصعوبة التّكيُّف مع التّغييرات، مثل تغيير المنزل، أو المدرسة والأصدقاء، أو الوضع المعيشيّ، وكلّ هذا له تأثير عليهم.[١]
يمكن للطّلّاق أن يجلب عدّة أنواع من العواطف الجديدة، مثل مشاعر الفقدان، والغضب، والارتباك، والقلق، ويمكن أن يشعر الأطفال بالإرهاق والحساسيّة العاطفيّة، وفي بعض الحالات، عندما لا يجدون من يستمع لهم، سيصبحون غاضبين، أو سريعي الانفعال، وقد يوجّهون غضبهم إلى أهلهم أو أنفسهم أو أصدقائهم، ومن الممكن أن يتبدّد هذا الغضب، وقد يستمرّ طويلًا، وقد يؤدّي النّزاع الذي لم يُحلَّ إلى مخاطر غير متوقّعة في المستقبل، مثل الاتّجاه إلى التّدخين أو تعاطي المخدّرات.[١]
كيف تتعاملين مع أطفالكِ بعد وقوع الطلاق؟
غالبًا ما تكون مشاركة الواجبات وتربية الأبناء بين الشّريكين بعد الطّلاق صعبة؛ لأنّها بالأساس صعبة حتّى عند العيش تحت سقف واحد، وتوجد مجموعة من التّحدّيات التي يجب مواجهتها بعد الطّلاق للتّعامل جيّدًا مع الأطفال، ونقدم لكِ عددًا من النّصائح التي تساعدكِ في التّعامل مع أطفالكِ بعد الطّلاق:[٢]
- تعرّفي على مخاوفهم: إذا كان أطفالكِ لا يريدون الذّهاب عند والدِهم، أخبريهم أنّكِ تعرفين كم هو صعب عليهم هذا الوضع، ثمّ ساعديهم في تغيير طريقة تفكيرهم، كأن تقولي لهم: أنتم محظوظون بأبيكم الرّائع، وستستمتعون برؤيته، واسأليهم مباشرة لمعرفة ما الذي عليكِ فعله بالضّبط لمساعدتهم، وافعلي ما بوسعكِ فعله لحلّ المشكلات التي تواجههم.
- قوّي علاقتكِ بأطفالكِ: سيكون لديك قدر كبير من السّيطرة على العلاقة التي تربطكِ بأطفالكِ، إذا راعيتِ جودة العلاقة في مقابل السّاعات التي تقضونها معًا؛ لذا عليكِ تحديد جدول مناسب بينكِ وبين والدهم، وقسّمي أوقات زيارة الأطفال بينكما؛ لتتمكّني من الحفاظ على علاقة وثيقة مع أطفالكِ مهما كان الأمر.
- استمرّي في مراجعة القواعد: بالرغم من أهمّيّة إعداد جدول ثابت بينكِ وبين والدهم، ستستمرّ الظّروف بالتّغير؛ لذا كوني مستعدّةً لإعادة التّفاوض على التّفاصيل مع شريككِ القديم دوريًّا.
- تحكّمي بمزاجكِ: إذا فعل زوجكِ السّابق شيئًا يزعجكِ لا تردّي عليه بالمثل، ولا تستخفّي به أمام أطفالكِ؛ في النّهاية لن يتغيّر سلوك ابنكِ إذا استمرّيتِ في انتقاد والده وإهانته، ومعظم التّصرّفات السّيّئة تأتي من سوء التّفاهم أو التّجريح في الكلام.
كيف تتعاملين مع طفلكِ الغاضب بعد وقوع الطلاق؟
يمكن أن يُخرج الطّلاق أسوأ ما في النّاس، ويمكن أن يتسبّب بنتائج سلبيّة للأطفال، وقد لا يستطيع بعض الآباء فصل مشاعرهم السّيّئة عن أزواجهم السّابقين، عن مشاعرهم تجاه أطفالهم، وقد تتأثّر العلاقة كثيرًا في هذه الحالة، وقد يتحوّل طفلكِ إلى شخص غاضب وعنيد؛ لذا يحتاج الوالدان إلى وضع معاييرَ لأنفسهم تساعد في تلبية احتياجات أطفالهم، وإليكِ نصائح لتتعاملي مع طفلكِ إذا أصبح شخصًا غاضبًا:[٣]
- أحبّي طفلك حتّى لو كانت كلماته مؤلمة؛ لأنّ مراعاة مشاعره أهمّ بكثير من مشاعركِ في هذه الفترة.
- أظهري مشاعركِ لطفلكِ علانيةً، وأظهري له حبّك بكلماتكِ وأفعالكِ، بغضّ النّظر عن أفعاله الجارحة.
- علّمي طفلكِ السّلوك الصّحيح والمناسب، وحاسبيه إذا أخطأ أكثر من اللّازم.
- أظهري اهتمامًا بحياة أطفالكِ، اسألي عمّا يفعلونه، وكيف يشعرون، ولا تسمحي لحياتكِ الجديدة بالتّسبب في فقدان الاهتمام باحتياجاتِ أطفالكِ.
- إذا استمرّ الغضب، كوني على استعداد للذّهاب إلى العلاج مع طفلكِ، وأظهري له أنّك لن تتوقّفي عند أيّ شيء لإعادة بناء علاقتكما، وإذا رفض طفلكِ الذّهاب للعلاج معكِ، فاذهبي وحدكِ إلى المختصّ؛ ليساعدك في التّعامل مع الألم والضّغط.
- لا تتعاملي مع الأشياء التي يقولها طفلكِ على أنها شخصيّة، وضعي في اعتباركِ أن الغضب يأتي من الخوف من فقدانكِ كوالده، وقوّي نفسكِ ومشاعركِ العاطفيّة لكن لا تسمحي لطفلكِ أن يقلّل من احترامكِ كأمّ.
من حياتكِ لكِ
يشعر الأطفال من أيِّ سنٍّ أنّ عالمهم كلّه انقلب رأسًا على عقب بعد الطّلاق، ويُعانون من كثير من الاضطرابات بسبب هذا، مثل الصّدمة، أو عدم الشعور بالأمان، أو إلقاء اللّوم على أنفسهم، لكن يمكنكِ تقليل آلام طفلكِ بدرجة كبيرة إذا جعلتِ رفاهيّته على رأس أولوياتكِ، مثل أن تستمعي له وتطمئنيه، وتصبري على غضبه، لكن لن يتمكّن طفلك من الخروج من هذا الوقت المزعج إلّا بوجود الحبّ والثّقة والقوّة، ورابطة قويّة مع كلا الوالدين، وإليكِ ما يريده طفلكِ منكِ بالتّحديد أثناء هذه الفترة الصّعبة:[٤]
- عليكِ أن تبقي مركّزة في حياته، وتسأليه عن كلّ شيء يخصّه؛ لأنّك إذا لم تفعلي هذا سيظنّ أنّه غير مهمّ، ولا أحد يحبّه.
- توقّفي عن القتال مع والده واعملي بجدٍّ للعيش بودّ، وحاولا الاتّفاق حول كلّ الأمور التي تتعلّق بطفلكما؛ لأنّه عند حصول خلاف حوله، سيظنّ أنّه فعل شيئًا خاطئًا وسيشعر بالذّنب.
- استمتعي بالوقت الذي يقضيه معكِ، وادعميه؛ لأنّكِ إن تصرّفت باستياء أو بغيرة من والده، سيضطرُّ إلى الانحياز إليه، وسيحبّه أكثر منكِ.
- تواصلي مع والده مباشرةً بدلًا من أن يكون طفلكما مرسالًا بينكما.
- عند التّحدّث عن والده قولي أشياء لطيفة أو اصمتي، ولا تقولي أبدًا أشياء غير لائقة؛ لأنّه لن ينحاز إلى جانبكِ إن استمرّ هذا.
- ربّي طفلكِ وعلّميه ما هو مهمّ، وساعدينه إذا واجه المشكلات، وتذكّري أنّكِ مسؤولة عنه، مثلما والده مسؤول عنه تمامًا.
المراجع
- ^ أ ب "What Are the Effects of Divorce on Children?", familymeans, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ Carlin Flora, "8 Tips for Better Co-Parenting After Divorce"، parents, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ CATHY MEYER (2-2-2020), "11 Guidelines For Dealing With a Child's Anger Surrounding Divorce"، mydomaine, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ Gina Kemp, M.A., Melinda Smith, M.A., and Jeanne Segal, Ph.D, "Children and Divorce"، helpguide, Retrieved 17-6-2020. Edited.