محتويات
ما الذي يجعل طفلكِ لئيمًا وعدوانيًّا؟
السلوك العدواني عند الأطفال سلوك غير مرغوب فيه يصدر عن الأطفال بطرق مختلفة منها الضرب أو إيذاء الآخرين نفسيًّا باستخدام الكلام البذيء، فالعدوان عند الأطفال متعدد الأشكال ويُعدّ حالة مشتركة للعديد من الحالات النفسية المختلفة، والمشكلات الطبية، وظروف الحياة، ويظهر بسبب العديد من المشكلات الأساسية، لذا فإن جوهر معالجة العدوان هو أولًا معرفة سببه، ويمكن تقسيم أسباب هذا العدوان إلى عدة مجموعات وأهمها[١]:
- الاضطراب المزاجي: ففي كثير من الأحيان يصبح الأطفال الذين يعانون من ذلك في مراحل هوسهم أو اكتئابهم عدوانيين للغاية، فيفقدون السيطرة على أنفسهم، ويصبحون مندفعين وسريعي الانفعال، ويعرضهم ذلك للانتقاد فتزيد حالتهم سوءًا.
- الذهان: غالبًا ما يستجيب الأطفال المصابون بذلك للمحفزات الداخلية التي يمكن أن تصبح مزعجة، وفي بعض الأحيان يفقد الأطفال الذين يعانون من هذا المرض ثقتهم بالآخرين وينتهي بهم الأمر إلى ضرب الآخر.
- الإحباط: الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الإدراك أو ما يسمى بالتخلف العقلي، أو الذين يعانون من مشكلات في التواصل مثل مرضى التوحد، قد يُظهرون العدوان أيضًا، وغالبًا ما يفعلون ذلك لأنهم يجدون صعوبة في التعامل مع قلقهم أو إحباطهم ولا يمكنهم التعبير عن مشاعرهم كما يفعل الآخرون.
- الاندفاع: يندفع الأطفال المصابون باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أكثر من غيرهم، ويمكن أن يؤدي الاندفاع وضعف اتخاذ القرار إلى العدوانية والاضطرابات السلوكية التخريبية.
- الإصابة العضوية: أحيانًا تكون لعدوانية الأفعال أسباب عضوية، فعندما يكون الطفل مصابًا بتلف الفص الجبهي أو أنواع معينة من الصرع، يُظهِر سلوكيات عدوانية غير مفهومة تجاه الآخرين.
- الصدمة: في بعض الأوقات يُظِهر الأطفال أو المراهقون العدوانية بسبب الإجهاد والضغوطات.
هذه العلامات تدل على أن طفلكِ لئيم وعدواني
يمكن أن يكون التعامل مع السلوك العدائي وغير المتوقع من طفلكِ أمرًا مرهقًا لعائلتكِ بأكملها، لذا من المهم مراقبة السلوك الذي يتجاوز سلوك الطفولة العادي، للوصول إلى طريقة مناسبة للتصرف مع هذه السلوكيات والعمل على إيقافها، فيما يلي بعض العلامات التحذيرية التي قد تشير إلى أنه يجب عليكِ التفكير في طلب المساعدة المهنية لطفلكِ العداوني[٢][٣]:
- التنمر: إغاظة الآخرين باستخدام الألقاب ونشر الشائعات بالإضافة إلى العدوان الجسدي على الأقران، كلها أعمال لطفل عدواني، فينتج عن هذه السلوكيات عواقب سلبية تتمثل بسمعة سيئة وعدم وجود أصدقاء.
- الشجار اللفظي: الصراخ على الآخرين شكل غير مباشر من أشكال العدوان، فعندما يفتعل طفلكِ شجارًا لفظيًّا، فهذه طريقة للتعامل مع مشاعره المندفعة مثل الغضب أو الإحباط، والتي لا يعرف كيف يتعامل معها بطريقة أخرى.
- العدوان الجسدي: الضرب والركل والعض هي أيضًا من سلوكيات العدوان وتعدّ إحدى الاستجابات الأولى للإحباط الذي يتعلمه طفلكِ العدائي، ويستخدمه كوسيلة للتعامل مع مشاعره، وتعد هذه الحالات شائعة قبل أن يطور الطفل مهارات لفظية أكثر تعقيدًا للتحدث عن مشاعره، وقد يتخلص معظم الأطفال من هذه الميول لتصبح سلوكياتهم مناسبة اجتماعيًّا قبل بلوغهم سن الخامسة.
- صعوبة التفاعل مع الآخرين: قد يعاني طفلكِ من الانسحاب الاجتماعي أو يبدو أنه يتشاجر باستمرار مع الآخرين أو يجد صعوبة في التعامل مع الآخرين، وإن لم يمتلك طفلكِ آليات التكيف ومهارات حل المشكلات المناسبة للتعامل مع مشاعره بطرق أخرى، فقد يؤدي ذلك إلى التصرف بعدوانية.
- اضطراب الحياة الأسرية: إن تعطلت أنشطتكِ اليومية بسبب غضب طفلكِ، فلن تكون البيئة صحية لأي شخص في الأسرة، وإنّ تخطي النزاعات أو الاستسلام لطفلكِ لتجنب الانهيار هي حلول مؤقتة تؤدي إلى مزيد من المشكلات على المدى الطويل.
- صعوبة السيطرة على عواطفه: عندما يشعر طفلكِ بالانزعاج، فإنه يجد صعوبة في التوقف، فدماغ الطفل لا يمتلك القدرة على التحكم في عواطفه مثل البالغين، فيبدأ بالتصرف بطريقة عدوانية.
- صعوبة في التركيز: ضعف التركيز يجعل طفلكِ يتصرف بتهور، مما يجعل من الصعب عليه الجلوس ثابتًا لأكثر من بضع دقائق في كل مرة، لذا غالبًا ما تكون لديه علاقات صعبة مع الوالدين أو المعلمين في المدرسة.
- مشكلات ضبط النفس: قد يحصل طفلكِ العدائي على ما يريد باستخدام الصراخ، ويفقد السيطرة على النفس حتى يتخذها عادةً ترافقه أينما ذهب.
- المزاجية: بسبب الصعوبات التي يواجهها طفلكِ في التحكم بالاندفاع وتنظيم عواطفه، يمكن أن يظهر طفلكِ العدائي على أنه مزاجي وعاطفي، فلا يمتلك المهارات المناسبة للسيطرة على مشاعره بطريقة فعالة وسلمية بمجرد أن يثار غضبه.
- القلق: قد يتصرف طفلكِ بميول عدوانية لأنه يشعر بالعزلة والخوف، وعندما يشعر بالخوف، فإنه يجد صعوبة في التعامل مع مشاعره ويحولها إلى أعمال عدوانية خارجة عن السيطرة، لذا قد يحتاج إلى تعلم وممارسة مهارات اجتماعية بديلة للتعامل مع قلقه.
كيف تتعاملين مع طفلكِ اللئيم والعدواني؟
إن كانت أي من هذه العلامات حقيقية بالنسبة لطفلكِ، فعليكِ البدء بتغيير سلوكه العدواني نحو الأفضل، قد يستغرق بعض الأطفال وقتًا أطول لإتقان التحكم في النفس من الآخرين، ولكن الأمر كله يتعلق بمعرفة ما هو مناسب من الناحية التنموية، فقد يميل الأطفال الصغار إلى اللجوء إلى السلوكيات الجسدية للتعبير عن إحباطهم، وذلك ببساطة لأنهم لا يملكون إلى الآن المهارات اللغوية للتعبير عن أنفسهم، ولكن في الوقت الذي يكون فيه طفلكِ كبيرًا بما يكفي للحصول على المهارات اللفظية للتعبير عن مشاعره عند بلوغ سن السابعة تقريبًا يجب أن تتلاشى التعبيرات الجسدية العدوانية، وإن لم يحدث ذلك فيكون الوقت قد حان للقلق، خاصةً إن كان طفلكِ يعرض نفسه أو الآخرين للخطر، أو يتسبب في إتلاف الممتلكات بانتظام، لذا راقبي العلامات التحذيرية التي تشير إلى أن سلوك طفلكِ له تأثير سلبي، ثم اتبعي الاستراتيجيات التالية لمساعدة طفلكِ على ترويض عدوانه[٤]:
- ابقي هادئةً، فعندما يعبر الطفل عن الكثير من المشاعر السلبية، ويرد الآباء على ذلك بمزيد من المشاعر السلبية، يمكن أن يزيد من عدوان الطفل، فبدلًا من ذلك، ساعدي طفلكِ على تنظيم عواطفه.
- لا تستسلمي لنوبات الغضب أو السلوك العدواني الصادر من طفلكِ، فعلى سبيل المثال إن كان طفلكِ يعاني من نوبة غضب في متجر البقالة لأنه يريد شراء منتج معين، فلا تستسلمي لغضبه وتشتريه، فقد يعزز ذلك السلوك غير اللائق ويجعله عادة لا يمكن التخلص منها.
- كافئي سلوكه الجيد، حتى عندما لا يفعل طفلكِ أي شيء خارج عن المألوف، فعلى سبيل المثال إن كان وقت العشاء خاليًا من المشكلات، فأثني على ذلك ببساطة باستخدام المديح، فالمكافآت والجوائز ليست ضرورية، قد يفي الاعتراف والثناء بالغرض.
- ساعدي طفلكِ على تعلم التعبير عن نفسه من خلال إظهار عواطفه لفظيًّا، على سبيل المثال يمكنه أن يصرّح باستخدام الكلمات على أنه غاضب، فهذا يثبت ما يشعر به طفلكِ ويشجع التعبير اللفظي بدلًا من التعبير الجسدي.
- تعرّفي على أنماط طفلكِ وحددي المحفزات، مثلًا هل تحدث نوبات الغضب كل صباح قبل المدرسة؟ في هذه الحالة اعملي على تنظيم روتينكِ الصباحي من خلال تقسيم المهام إلى خطوات بسيطة، وإعطاء تحذيرات زمنية، مثل: سنغادر خلال 10 دقائق، ثم حددي الأهداف، مثل الوصول إلى المدرسة في الوقت المحدد طوال أيام الأسبوع، ثم كافئي طفلكِ عندما يحقق هذه الأهداف.
- ابحثي عن المكافآت المناسبة، ولا تركزي على الأهداف المالية أو المادية، بدلًا من ذلك جرِّبي المكافآت مثل اختيار ما تأكله العائلة لتناول العشاء، أو اختيار ما تشاهده العائلة في ليلة الأفلام، أو تحديد مكان النزهة في يوم العطلة.
من حياتكِ لكِ
لتنشئة طفلكِ بعيدًا عن اللؤم والعدوان، استخدمي لغة اللطف في عائلتكِ، وانشري تعريفكِ للطف في مواقف عديدة، مثل الاهتمام بالآخرين والتفكير بهم، وتقديم المساعدة للمحتاجين، ومن أجل ترجمة الكلام إلى أفعال، ناقشي الطرق التي يمكن لطفلكِ من خلالها إظهار اللطف في الأسرة والمدرسة والحي وما إلى ذلك، مثل المشاركة في الأعمال المنزلية وأعمال الفناء دون انتظار طلب ذلك منه، ومشاركة الوجبات الخفيفة بين العائلة، ومرافقة من لا صديق له في الصف المدرسي، وإعطاء المال أو الطعام لشخص بلا مأوى، وغيرها من الأفعال الجيدة الأخرى، واطلبي من كل فرد من أفراد الأسرة الالتزام بطريقة واحدة في محاولة أن يكون لطيفًا كل يوم، وأثني على هذه الأفعال أمام الجميع، فبمجرد أن تكون لديكِ قائمة بالأفعال اللطيفة، فإن الأسرة تُنشئ تعريفًا للطيبة، وتعدها قيمة مهمة لا يمكن التخلي عنها، كما يجب عليكِ أن تكوني مثالًا على اللطف والاحترام من خلال طريقة التحدث مع شريككِ في المنزل كأبوين، وتجنب اللغة المسيئة في الجدال، والتحدث باحترام عن الأشخاص خارج الأسرة مثل الأقارب والجيران والمعلمين، وأنشئي قاعدة عائلية واضحة حول هذا الأمر؛ تتمثل بعدم السماح للأطفال بالتحدث عن الغير بكلام غير لائق، أو التحدث إليكِ بطريقة غير مهذبة، وتمنع الأشقاء من الإساءة لبعضهم[٥].
المراجع
- ↑ Raul Silva, "What Are Some of the Causes of Aggression in Children?"، childmind, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ LAUREN LEVY (2017-9-17), "How to Tell If You Have an Aggressive Child on Your Hands and If It's Actually a Bad Thing"، popsugar, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ Amy Morin (2020-5-10), "5 Signs You're Raising an Angry Child"، verywellfamily, Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ "6 Ways to Deal With Your Child’s Aggressive Behavior", health,2018-11-14، Retrieved 2020-7-10. Edited.
- ↑ Thomas Lickona (2018-5-2), "Raising Kind Kids: 5 Simple Things You Can Do"، psychologytoday, Retrieved 2020-7-10. Edited.