مشكلة تعلق الطفل الزائد بأمه

مشكلة تعلق الطفل الزائد بأمه

ما هي مشكلة تعلق الطفل الزائد بأمه؟

أحد الأسئلة الاكثر شيوعًا بين الأمهات هي حول ما إذا كان طفلها متعلّق بها زيادةً أم لا؟ وكيف يمكنها التعامل مع هذه المشكلة؟ في الواقع تُوجد علاقة غير مفهومة بين تعلّق الأم عن ابنها وانفصاله؛ فالهدف الرئيسي من تربيتكِ لطفلكِ هو مساعدته على أنّ يُصبح شخصًا مستقلًا بذاته ومنفصلًا عنكِ في المستقبل، بحيث يكون عقله مُستقلًا قادرًا على تحقيق أهدافه واتخاذ قراراته بنفسه ومعرفة حدوده وما ينبغي عليه القيام به، ولكن تُوجد بعض الخرافات التي يدّعيها البعض بأنّ تعلّق الطفل بأمّه قد يُعيق نموه مُستقبلًا وقدرته على الاكتفاء الذاتي والاستقلاليّة.

ومن الجدير بالذكر أنّ عُمر طفلكِ ذاته يُحدد درجة تعلّقه بكِ الطبيعيّة؛ فالطفل الصغير الذي دون سنّ الثلاث سنوات من الطبيعي أن يتعلّق بكِ وبوالده كثيرًا، فترينه يُلاحقكِ أينما ذهبتِ، ويبكي عندما تكوني بعيدة عنه، ويبحث عن اهتمامكِ ورعايتكِ دائمًا، فتكون درجة تعلّقه بكِ كبيرة جدًا، لأنّه غير قادر على الاعتماد على نفسه والاكتفاء بذاته، بل هو بحاجة للاهتمام والعنايّة في جميع أموره، ولكن عندما يبلغ سنّ الخامسة إلى السابعة من عمره، يجب أنّ يقلّ هذا التعلّق قليلًا؛ إذ يجب أن يكون قادرًا على اللعب بحريّة وحده وبعيدًا قليلًا عن والديه، وقادرًا على القيام ببعض أعمال العناية بنفسه البسيطة، مثل ارتداء ملابسه، وتنظيف مكان لعبه، فلا يُمكنكِ جعل طفلكِ يتعلّق بكِ كثيرًا، وفي الوقت ذاته لا يُمكنكِ أيضًا تركه مُفصلًا عنكِ وحده؛ إذ عليكِ خلق توازن مُناسب لدرجة تعلّق طفلكِ بكِ، فالهدف من التعلّق هو جعل طفلكِ يعتمد عليكِ قليلًا لتتمكني من تعليمه القيادة نحو مُستقبله[١].


ما هي علامات تعلق الطفل الزائد بأمه؟

قد تتساءلين فيما إذا كان يُمكنكِ معرفة إن كان طفلكِ مُتعلّق بكِ زيادةً أم أنّ تعلّقه طبيعيًّا؟ في الواقع تُوجد بعض العلامات التي قد تُشير إلى تعلّق طفلك بكِ، وفيما يلي أهمها[٢]:

  • البكاء المُستمر للطفل؛ فالأطفال بطبيعة حالهم يبكون عادةً عندما يحتاجون شيئًا ما، أو عندما يُعانون من الجوع أو العطش أو أي مُشكلة ما، فهي طريقتهم الوحيدة للتواصل مع الآخرين، لكن إذ تأكدتِ من أن طفلكِ لا يعاني أي مُشكلة، وأنّه لا يُعاني من أيّ مشاكل صحيّة بعد مراجعة الطبيب، لكنّه لا يزال يبكي، فقد تُشير هذه العلامة إلى أنّ طفلكِ مُتعلّق بكِ كثيرًا، ويحتاج للمزيد من الاهتمام، وعليكِ احتضانه قليلًا.
  • عدم قدرة الأم على ترك الطفل وحده لمدّة قصيرة؛ فإذا كنتِ لا تستطيعين ترك طفلكِ وحده في الغرفة لمدّة دقيقة واحدة فقط، فهذا يدل على أنّ طفلكِ مرتبط بكِ كثيرًا، لكن إذا خرجت من الغرفة وتركت طفلكِ وحده وبدأ مباشرةً بالبكاء لمدّة قصيرة من الوقت لدقيقة مثلًا، ثم هدأ وحده وكان بخير فهذا أمر طبيعي، وتذكّري أن طفلكِ في سنّ مُبكر قد يكون متعلّقًا بكِ كثيرًا وهذا أمر طبيعي كما ذُكر سابقًا.
  • عدم قدرة الطفل على نومه وحده؛ ففي العادة قد ينفصل الطفل عن أمه وقت النوم فقط، وهي أطول مدّة قد ينفصل فيها عنه أمه، ولكنّه لا ينام بعيدًا جدًا بل يكون في الغرفة المجاورة أو حتى في الغرفة ذاتها، ولكن الأطفال بطبيعتهم يخافون عندما يتركون وحدهم، ولا يعلمون متى سوف تعود أمّهم، لذلك يبدؤون في البكاء، فإذا كان طفلكِ شديد البكاء ولا يُمكنه النوم وحده أبدًا فهذه إشارة إلى أنّ طفلكِ متعلّق بكِ جدًا.
  • عدم قدرتهم على النوم دون مُساعدة من الأم؛ فإذا كان طفلكِ لا ينام إلّا بحضن منكِ وهزّه جيدًا قبل النوم، فسوف يستيقظ طوال الليل وفي كل مرة يحتاج لحضنكِ ومُساعدة على النوم، ورغم أنكِ بالتأكيد تُحبين طفلكِ وتُحبين حمله، إلّا أنكِ تحتاجين للنوم أنتِ أيضًا، لأنّ ذلك يدّل على أنّه مُتعلّق بكِ كثيرًا.
  • عدم قدرة الطفل على الاستقلاليّة؛ فإذا كنتِ غير قادرة على ترك طفلكِ لتأديّة بعض أعمالكِ المنزليّة، أو القيام بالأعمال التي تخصكِ، أو عدم قدرته على اللعب وحده مُستقلًا عنكِ قليلًا من الوقت، ولكن مراقبتكِ، فهذا يدل على أنّ طفلكِ شديد التعلّق بكِ.


كيف تحلّين مشكلة تعلق الطفل الزائد بأمه؟

قد تبحثين عن الحلول التي يُمكنكِ اتّباعها لحل مشكلة تعلّق طفلكِ الزائد بكِ، وفيما يلي أهم النصائح التي يُمكنكِ اتّباعها والتي تُساعدكِ على التقليل من تعلق طفلكِ بكِ[١][٣]:

  • احرصي على جعل طفلكِ يشعر بالأمان، ويكون ذلك من خلال البعد عن استخدام العقوبات التي قد تجعل طفلكِ يشعر بالتوتر والخوف، وبالتالي يزداد تعلّقه بكِ.
  • امنحي طفلكِ الدفء والسعادة والرعايّة والاهتمام الذي يحتاجه، فأنتِ بحاجة لكسب ثقته.
  • تجنّبي تلبية مطالب طفلكِ كاملةً، واحرصي على تلبيّة احتياجاته كاملةً؛ إذ يُساعدكِ ذلك على تقليل تعلّق طفلكِ بكِ، ولكن في الوقت ذاته أنتِ لا تقصّرين برعايته والاهتمام به.
  • احرصي على وضع مكافآت تحفيزيّة لطفلكِ عندما يتصرّف جيدًا في الأوقات التي تكونين فيها بعيدةً عنه.
  • تجنّبي الهروب والانسحاب عندما تُريدين الخروج وترك طفلكِ لوحده دون علمه؛ إذ قد يؤدي ذلك شعوره وهوسه الدائم بأنكِ قد تتركيه في أي لحظة ما.
  • شجّعي طفلكِ على قضاء وقته مع أفراد عائلتكِ ووالده بعيدًا عن أمّه، ولا تتركيه يعتمد عليكِ وحده؛ إذ يُمكنه الاستمتاع من غيركِ من العائلة.
  • تحدّثي مع طفلكِ وقت الخروج، وأخبريه أنكِ بحاجة للخروج واتركيه مع والده، وأخبريه أنكِ سوف تعودين له، وقدّمي له مكافأة تحفيزيّة أنت ووالده لأنّه بقي هادئًا في ذلك الوقت.


من حياتكِ لكِ

رغم انشغالكِ بأطفالكِ وأعمال المنزل المُختلفة، إلّا أنكِ بالتأكيد بحاجة لمنح نفسكِ وقتًا من الاهتمام والعناية بها، وتُقدّم لكِ حياتكِ أهم الأفكار التي يُمكنكِ اتّباعها للاستمتاع بوقتكِ الخاص[٤]:

  • خططي لروتين صباحي لنفسك؛ إذ يُمكنكِ الاستيقاظ في الصباح الباكر قبل استيقاظ أطفالكِ، وقراءة كتابكِ المُفضّل، أو المشي في الصباح، أو الجلوس والتأمل.
  • خصصي وقتًا للاهتمام بجمالكِ ونفسك، ويكون ذلك من خلال ارتداء ملابس أنيقة تجعلكِ تشعرين بالثقة، أو وضع القليل من المكياج أو المناكير، بصرف النظر عن نوع الاهتمام، المهم الشعور بأنكِ خصصت وقتًا لنفسكِ.
  • خصصي وقتًا لممارسة الأنشطة الرياضيّة؛ إذ يُمكنكِ الخروج في الصباح الباكر والاستمتاع بضوء النهار الطبيعي وممارسة الرياضة أو المشي لتحسين نفسيتكِ.


المراجع

  1. ^ أ ب Deborah MacNamara, "Can a Child Be Too Attached to Their Parent?"، neufeldinstitute, Retrieved 9-7-2020. Edited.
  2. ASHLEY WEHRLI (15-5-2019), "10 Signs Baby Is Neglected (And 10 They're Too Attached)"، babygaga, Retrieved 9-7-2020. Edited.
  3. "Child Overly Attached To Mother? Try These Tips", dadgold,15-6-2019، Retrieved 9-7-2020. Edited.
  4. "Daily self-care ideas for mums", balancethroughsimplicity, Retrieved 9-7-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :