محتويات
مشكلة الإدمان على ألعاب الفيديو
يشعر العديد من الآباء بالقلق من هوس أطفالهم بألعاب الفيديو، وقد يمتنعون عن شرائها لأطفالهم أحيانًا، وقد يحدد بعضهم جدولًا لأوقات اللعب، ليحظى الأطفال بنمط حياة متوازن، وقد لوحظ في وقتنا هذا ابتعاد الأطفال عن الأنشطة الخارجية الصحية السليمة التي اعتاد الأطفال ممارستها في الهواء الطلق قديمًا، وانجذابهم إلى العالم الرقمي، مما أضعف علاقاتهم مع الأصدقاء والعائلة، فسيطرت روح التنافس في الألعاب الإلكترونية على حديثهم واهتماماتهم، ولم يعد بوسع الآباء تقييد وقت اللعب، وعلى الرغم من أن الجمعية الطبية الأمريكية لم تصنف الإدمان على ألعاب الفيديو على أنه اضطراب نفسيّ رسميًّا، إلّا أن أكثر من 20% من الأطفال في الولايات المتحدة يعدون مدمنين على ألعاب الكمبيوتر وألعاب الفيديو، والتي تسبب ردود فعل فسيولوجية في الدماغ مماثلة لتلك المرتبطة بتعاطي المخدرات، وتُظهر الأبحاث أن التأثير الكيميائي الذي تتسبب به 30 دقيقة من اللعب يتمثّل بارتفاع الأمفيتامين، وتسيطر عملية "التعود" على الدماغ وعلى التكوين الفسيولوجي مثل سيطرة إدمان الكوكايين، وقد افتُتِح أول مركز للتخلص من إدمان ألعاب الفيديو في هولندا مؤخرًا.
إدمان ألعاب الفيديو يحرم طفلكِ من تعلم المهارات الاجتماعية المهمة، وعليكِ فهم ما يعنيه الإدمان على ألعاب الفيديو، فهو لا يعتمد على نوع معين من الأجهزة أو حتى فترة زمنية معينة، فساعة واحدة في اليوم على الهاتف أو الجهاز اللوحي أو الكمبيوتر كافية للإصابة بالإدمان، وقد يمارس طفلكِ ألعاب الفيديو لساعات دون أن يصبح مدمنًا، والفرق أنه يستطيع التخلي عنها بسهولة، أما المدمن فتسيطر على ذهنه تساؤلات معينة، وهي: "متى يمكنني اللعب مرة أخرى؟"، "سأجرب استراتيجية جديدة عندما ألعب مرة أخرى، لأكون أفضل"، "إذا تركت اللعب الآن، يمكن أن يكون لدي ساعة أخرى للعب"، كما أن المتعة والبهجة التي يشعر بها من الألعاب تجعل باقي الأنشطة أقل متعة، ويمكنه أن يبقى منعزلًا فترات طويلة ليلعب، حتى أثناء تجمع العائلة والأصدقاء، ويمكن أن يُصاب أي طفل بالإدمان، فقد يلجأ لألعاب الفيديو لأنه يحقق فيها احترامه لذاته، ويشعر بالانتصار حين يفوز بتحديات اللعبة، ويجتاز المراحل، ويقضي على عدوّه الافتراضي في الألعاب القتالية، خاصة عند الأطفال الذين يخافون من الفشل، ويعانون من نقص الثقة بأنفسهم، لكن هذا لا ينطبق على كل الأطفال بالضرورة، فبعض الأطفال عند حصوله على لعبة فيديو جديدة يظهر تعلقه وشغفه بها، ويقل التعلق تدريجيًّا، وهذا السلوك طبيعي، ومنهم من يزداد تعلّقًا بها وتسيطر اللعبة على سلوكه وانفعالاته، لذا عليكِ الانتباه وتحديد ردة فعل طفلكِ لتساعديه.[١][٢][٣].
5 أخطاء تجنّبيها لمنع إدمان ألعاب فيديو
تجنّبي هذه الأخطاء لمنع إدمان ألعاب فيديو[١]:
البدء باللعب في عمر مبكر
كلما بدأ طفلكِ في ممارسة الألعاب الإلكترونية في عمر مبكر، كان أسرع في تعرضه لمشكلات الإدمان، مثل الأطفال الذين يفقدون شهيتهم للأكل الصحي لأنهم اعتادوا على الوجبات السريعة، وحين يعتاد طفلكِ في مراحل مبكرة من عمره على الاستمتاع بنوع معين من أنواع الترفيه، لن يستمتع بغيره، أما إذا كان طفلكِ يمارس أنماط اللعب الطبيعية ستكون فترة مراهقته صحيّة وسعيدة، فإثارة ألعاب الفيديو التي يسببها إفراز الدوبامين، ستجعل الألعاب الأخرى مملة وغير مرضية.
توفر ألعاب الفيديو في كل الأوقات
إذا تمكن طفلكِ من ممارسة ألعاب الفيديو في أي وقت يريده، وبفترات غير مقيدة، ستزيد فرصة إدمانه عليها، أما حين يتشارك عدد من الأطفال جهاز ألعاب الفيديو، وتكون أعمارهم فوق 8 سنوات، ستكون فترة اللعب محدودة لكل طفل، أما إذا كان طفلكِ يمتلك جهاز ألعاب وحده، سيزداد خطر الإدمان بنسبة كبيرة، لأنه سيصعب عليكِ التحكم في مقدار الوقت الذي يقضيه في اللعب، وهذا ينطبق مع أنواع الإدمان الأخرى.
مكافأة الطفل بألعاب الفيديو
إن تحفيزكِ لطفلك على إكمال واجباته المدرسية والمهام الأخرى، هو جانب إيجابي، لكن ليس بمنحه ممارسة ألعاب الفيديو، فعواقب هذا التعزيز الخاطئ طويلة المدى، إذ سيرسخ في ذهن الطفل أن الدراسة والقراءة والتعلّم هي أمور ضرورية مملة مفروضة عليه، وأنها مجرد مهمات غير مفيدة، لذا عليكِ مكافأة طفلك بخيارات تحفيزية أخرى، مثل: الذهاب لتناول الآيس كريم مع الأب، أو نزهة قصيرة معك، فهذا يجنبه الهوس بألعاب الفيديو.
غياب الحزم في قوانين اللعب
عليكِ أن تكوني حازمة عند تحديد فترات اللعب وأوقاتها، وعندما تطلبين من طفلكِ إيقاف اللعبة، فهو لا يستجيب بالعادة لطلبكِ من المرة الأولى، ويحاول الضغط عليكِ للاستمرار في اللعب بحجة إنهاء مرحلة معينة، أو مقاربتهم على إحراز هدف في اللعبة، مما يجعلكِ تسمحين له بمزيد من الوقت لمتابعة اللعب، ويحقق الطفل ما يريده، وهذا خطأ كبير، يقوده للاعتياد على فترات اللعب الطويلة، ويشعره بأنكِ غير حازمة فيتمادى في طلب المزيد.
تجاهل المشكلة
فقد تشعرين بأن ممارسة طفلكِ لألعاب الفيديو لفترات طويلة لها آثار سلبية كبيرة على صحته العقلية والنفسية، وقد تعبرين عن قناعتكِ بذلك، لكنكِ في الوقت نفسه، تريدين تجنب الصراع مع طفلكِ لتقييد وقت اللعب، أو التخلص من جهاز اللعب كاملًا، ولذا عليكِ تنفيذ ما ترينه في مصلحة طفلكِ، والتدخل بحزم لإنقاذه من الإدمان.
ما هي أعراض إدمان طفلكِ على ألعاب الفيديو؟
من أعراض إدمان طفلكِ على ألعاب الفيديو ما يلي[٢]:
- يتحدث طفلكِ عن ألعاب الفيديو التي يمارسها باستمرار.
- يلعب طفلكِ لساعات متواصلة قد تصل إلى 14 ساعة في اليوم عند الإمكان.
- يدافع طفلكِ بطريقة هجومية عند إخباره عن أضرار الإفراط بممارسة ألعاب الفيديو.
- يغضب بشدة وينفعل كثيرًا عندما تجعلينه يتوقف عن اللعب.
- يضحّي بالاحتياجات الأساسية، مثل النوم من أجل اللعب.
- لا يعترف بطول المدة التي استغرقها في اللعب.
- يميل للشعور بالوحدة والاكتئاب.
المراجع
- ^ أ ب focusonthefamily group (22/10/2014), "5 MISTAKES THAT CAN TURN YOUR CHILD INTO A VIDEO GAME JUNKIE"، focusonthefamily, Retrieved 23/7/2020. Edited.
- ^ أ ب Stephen Bradshaw (22/12/2016), "How to Tell If Your Child Is Addicted to Video Games – and How to Help"، parent, Retrieved 22/7/2020. Edited.
- ↑ MARTINE OGLETHORPE (17/3/2014), "Will my child become addicted to video games? This video game contract may help"، themodernparent, Retrieved 22/7/2020. Edited.