عدد ساعات النوم الصحيحة

عدد ساعات النوم الصحيحة

أهمية النوم

"النوم سلطان" عبارة ترددها ألسنة النِّعاس، معبرين بها عن سطوة النوم وهيمنته عليهم، مما يدفعهم لترك كل ما حولهم والذهاب للنوم، إذ إن النوم ضروري جدًّا لصحة الجسم، ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإصابة بكثير من الأمراض، إلا أنّ كثيرًا من النّاس لا يدركون هذه الأهمية، أو قد يدركونها لكن ضغوطات الحياة والعمل تجعلهم يهملونه، ويجحفون في حقّ أنفسهم من هذه الناحية، فغالبًا ما يكون النّوم أول ما يُضحى فيه عند الاختيار بينه وبين إنجاز الأعمال الهامّة والضّرورية، لكنّهم لا يدركون أن كفاءة إنجاز هذه الأعمال تتأثّر جدًّا بكفاءة النوم الذي يحصلون عليه.

يُعد النوم من العمليات الحيوية الضرورية للجسم، مثله مثل التغذية السليمة، وممارسة الرياضة[١]، والاستغناء عنه يتسبّب بمشاكل صحية قد تكون خطيرةً، إذ تُشير الدّراسات إلى أنّ قلة عدد ساعات النوم أو ضعف جودته من حيث عمق النّوم ترتبط بالإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والسّكري، والاكتئاب، فقد تؤثر قلة النوم على استخدام الجسم للإنسولين، مما يُعرضه للإصابة بمرض السكري، أو يزيد من حدته عند المصابين به، كما أن قلة النوم تؤثر على إفراز هرمون النمو وتقلل منه، مما يُسبب السمنة والبدانة[٢].


عدد الساعات الكافية للنوم

يعتمد تحديد عدد الساعات التي يحتاجها الفرد للنوم على عدة عوامل، ويُعد أبرزها عمر الشخص، إذ يوجد تفاوت كبير في عدد ساعات النوم التي يحتاجها الشخص باختلاف المرحلة العمرية، والجدول التالي يُبين عدد ساعات النوم التي يحتاجها الأفراد وفقًا للفئة العمرية[٣]:

الفئة العمرية عدد ساعات النوم
حديثو الولادة (0-3) أشهر تتراوح من 14 إلى 17 ساعةً يوميًّا.
الأطفال الرّضع (3-12) شهرًا 10 ساعات في الليل، فضلًا عن 4 ساعات خلال النهار.
الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة (1-3) سنوات تتراوح من 11 إلى 12 ساعةً في الليل، فضلًا عن ساعة أو ساعتين في النهار.
الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة (3-5) سنوات تتراوح من 10 إلى 13 ساعةً يوميًّا.
الأطفال في سن المدرسة (6-13) سنةً تترواح من 9 إلى 11 ساعةً يوميًّا.
مرحلة المراهقة (14-17) سنةً تتراوح من 8 إلى 10 ساعات يوميًّا.
البالغون (17-65) تتراوح من 7 إلى 9 ساعات يوميًّا.
كبار السن الذين تكون أعمارهم بين 65 سنةً وأكثر[٤] تتراوح من 7 إلى 8 ساعات يوميًّا.


رغم أن عدد الساعات الموضحة في الجدول تُعد دقيقةً، إلا أنّ الخبراء يؤكدون أن الشعور بالنعاس خلال ساعات النهار هو المقياس الأدق، فلو شعر الشخص بالنّعاس حتى أثناء ممارسة الأنشطة الرّوتينية المملة فهذا مؤشر على أنّه لم يحصل على كفايته من النوم[٤].


العوامل المؤثرة على عدد ساعات النوم

مع أنّ هذا الجدول يوضح عدد الساعات التي يحتاجها الفرد وفقًا لدراسات طبية، وبناءً على عامل الفئة العمرية، إلا أنّ عدد الساعات يتأثر بعوامل كثيرة أخرى، وهي:

  • الحمل: فالمرأة الحامل قد تحتاج لعدد ساعات إضافيّ من النوم، في مرحلة الحمل الأولى (الأشهر الثلاثة الأولى)[٤]،إذ إنّ التغيرات الجسدية التي تحدث في تلك الفترة قد تزيد من حاجتها للنّوم[٣].
  • الشيخوخة وكبر السن: إذ يحتاج كبار السّن للنوم بالقدر نفسه الذي يحتاجه البالغون الأصغر سنًّا، إلا أنّه مع تقدم السن يصبح النوم خفيفًا أكثر[٣].
  • طبيعة العمل: إنّ طبيعة عمل الشّخص تؤثر كذلك في ساعات النوم التي يحتاجها، إذ إنّ الأشخاص الذين يعملون بنظام المناوبات على العمل يعانون من خلل في ساعتهم البيولوجية التي قد تضطرب مع جدولهم الزمني الذي يتغيّر باستمرار، فيجد كثير منهم صعوبةً في التكيّف مع هذا الاضطراب[٥].
  • نوعية النوم وجودته: نوعية النوم من حيث العمق وعدمه لا تقلّ أهميّةً عن طول مدة النّوم، فالأشخاص الذين لا يحصلون على نوم عميق وهادئ سيشعرون دومًا بأنهم يحتاجون للنّوم لساعات أكثر، كما أنّ الأشخاص الذين لا ينامون لساعات متواصلة، لن تكون نوعية نومهم جيدةً ومريحةً[٣].
  • الحرمان من النوم في الليالي السّابقة: إنّ كمية النوم التي يحتاجها الشخص تزيد عند الحرمان من النوم في الليالي السابقة، فالحصول على عدد أقل من ساعات النوم في أحد الليالي، يبقى دينًا على الشخص ولا بدّ من أن يأتي يوم ويعوض هذه الساعات بناءً على طلب الجسد[٣].
  • الحالة النفسية والعقلية للشخص: لطالما ربط الأطباء النفسيون مشاكل النوم بالأمراض النفسيّة والعقلية[٦]، فالمشاكل المتعلّقة بالنوم من قلة عدد الساعات وعدم الحصول على النوم العميق الجيد تُعد عرضًا مصاحبًا لغالبية الأمراض النفسية والعقلية، بالإضافة لذلك فالحالة النفسيّة للفرد قد تكون مسببًا لمشاكل النوم كذلك[٦].


قد يزعم كثير من الأشخاص أنهم يحصلون على عدد ساعات يقل عن احتياجهم من النّوم، مع ذلك يشعرون بالنّشاط وأنهم يأخذون كفايتهم منه، لكن في حقيقة الأمر سيلاحظون بعد فترة زمنية تراجع أدائهم للعديد من المهام، إذ تُشير الدراسات أن الذين ينامون عددًا قليلًا من الساعات على مدى عدّة ليالٍ متكررة سيكونون غير قادين على إنجاز، المهام العقلية المعقدة بكفاءة مقارنةً مع من يحصلون على كفايتهم من النوم[٣] ومن يزعم أيضًا أن أجسادنا تتكيف مع الحصول على عدد ساعات أقل فهو مخطئ كذلك، فالجسد قد يتكيف مع الجدول الزمني للحرمان من النوم، إلا أنّ قدراته على إصدار الاحكام واتخاذ القرارات والوقت الذي يحتاجه لرد الفعل والعديد من الوظائف العقلية ستتراجع كفاءتها تدريجيًا[٢].


المراجع

  1. Taylor Jones, RD (2017-5-28), "How Many Hours of Sleep Do You Really Need?"، health line, Retrieved 2018-9-7. Edited.
  2. ^ أ ب Reviewed by Carol DerSarkissian (2017-8-24), "Sleep Myths"، web med, Retrieved 2018-9-4. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح Eric J. Olson, M.D. (2016-4-6), "How many hours of sleep are enough for good health?"، mayo clinic , Retrieved 2018-9-7. Edited.
  4. ^ أ ب ت Louise Chang, MD (2018-7-2), "Are You Getting Enough Sleep?"، web med, Retrieved 2018-9-7. Edited.
  5. Nayana Ambardekar, MD (2018-7-16), "Jobs That Wreck Your Sleep"، web med, Retrieved 2018-9-7. Edited.
  6. ^ أ ب "10 Facts You Might Not Know About Sleep and Mental Health", neuro core centers,2017-5-23، Retrieved 2018-9-7. Edited.

فيديو ذو صلة :