أضرار النوم على الظهر للحامل والجنين

النوم خلال الحمل

تعاني النساء عادًة خلال فترة الحمل من الشعور بعدم الراحة أثناء فترة ما قبل النوم وخلاله، ويعود سبب ذلك للتغيّرات العديدة التي يمرّ بها جسمكِ خلال هذه المرحلة، ممّا يُسبّب حدوث تغيرات منتظمة في وضعيات النوم لدى المرأة، إذ تصبح الوضعيات القديمة غير مجدية خلال هذه الفترة، وتوجد عدة أسباب أخرى تؤدّي إلى عدم راحة المرأة خلال فترة نومها مثل: زيادة حجم البطن لديها، أو إصابتها بآلام في الظهر، أو حرقة في المعدة، أو إصابتها بضيق في التنفس، أو بالأرق، ولذلك توجد وضعيات مُعيّنة يجب على المرأة أن تتخذّها خلال النوم لأجل صحتها وصحة جنينها، ووضعيات أخرى يجب عليها تجنّبها، والتي سنذكرها جميعًا في مقالنا هذا^[١].

هل توجد أضرار للنوم على الظهر للحامل والجنين؟

عزيزتي المرأة كما تعلمين فإنّ حجم الرحم لديكِ يكبر كلّما تقدّمتي بالحمل، وتقريبًا عند بلوغكِ الأسبوع 20 منه أيّ في الشهر الخامس، ممّا يعني أنه كبير بشكل كافي ليصبح على قمة وريدكِ الأجوف السفلي، ولذلك في هذه المرحلة يجب عليكِ النوم بوضعيات مُعيّنة وتجنّب النوم على ظهركِ؛ وذلك لأنّ هذا الوريد أو الوعاء الدموي الكبير هو المسؤول عن عودة تدفّق الدم نحو قلبكِ، وفي حال وجود شيء كبير الحجم يضغط باتجاه عودة تدفّق الدم، فسوف يؤدّي ذلك إلى قلّة تدفّقه نحو قلبكِ، ممّا يعني أنّكِ ستحصلين على كمية أقل من الدم أنتِ وطفلكِ معًا، وبحسب بعض الأبحاث التي أقيمت في نيوزلندا فقد وُجد بأنّ النساء اللواتي ينمن طوال الليل على ظهورهنّ قد يكنّ أكثر عرضةً لولادة الجنين ميّت، ولكن بحسب أقوال بعض الأطباء الآخرين فإنّ هذه الدراسات ودراسات أخرى مشابهة لها قد أقيمت على نطاق ضيّق وبشكل غير عشوائي، وذلك ينبغي عدم الأخذ بها واعتبارها دليلًا قاطعًا على أنّ الجنين سوف يموت بسبب هذه الوضعية خلال نومكِ؛ وذلك لأنّ هذه الدراسات أقيمت حول النساء اللواتي ينمن طوال الليل على ظهورهنّ ولا يقمن أبدًا للذهاب للحمام أو غيره، أي لا تتغيّر وضعية نومهنّ ولا يتحرّكن أبدًا خلال النوم^[٢][٣].

ولكنّ معظم النساء الأخريات لا ينمن كل الليل بدون النهوض خصوصًا في تلك المرحلة من الحمل، كما أنّه توجد العديد من العوامل التي قد تؤثّر على الحمل لذلك من الصعب القول بأنّ شيئًا مُعيّن هو سبب ولادة الجنين ميّت أو سبب مشاكل أخرى، ولذلك ننصحكِ عزيزتي المرأة بعد الأسبوع 20 من الحمل بأن تحاولي تجنّب النوم على ظهركِ طوال الليل، أو أن تضعي وسادةً أسفل ظهركِ حتى تكوني مائلةً قليلًا ولستِ مستقليةً على ظهركِ بالكامل^[٢]، ولكن قد تتسائلين في بعض الأحيان ماذا لو أنكِ استيقظتِ ووجدتِ نفسكِ نائمةً على ظهركِ؟، ففي حال حدث ذلك لا تفزعي ولا تقلقي؛ وذلك لأنّه في حال حدوث أيّ خطر لطفلكِ أو أنّه لم يعد يصله الأكسجين بشكل كافٍ سوف تشعرين بالدوار والغثيان قبل حدوث ذلك، وفي الوقت الذي يكون فيه الرحم لديكِ ثقيلًا بشكل كافِ ويضغط على الوريد فإنّ ذلك سوف يعطيكِ شعورًا بعدم الراحة عند نومكِ على ظهركِ، وكردّة فعل فإنّ جسدكِ سيلجأ للالتفاف وتغيير وضعيتكِ لوحده حتى وإن كنتِ نائمة^[٤].

ما هي أفضل وضعية للنوم خلال الحمل؟

إنّ الوضعية التي يجب عليكِ النوم بها خلال الأشهر الأولى من الحمل أو الثلث الأول منه غير مُحدّدة، أي بأنّه بامكانكِ النوم بأيّ وضعية مريحة بالنسبة لكِ، ولكن في حال كنتِ تريدين التعود على وضعية أو جانب مُعيّن فحاولي وضع وسادة بين ساقيكِ، فمن شأن ذلك أن يُسهّل عليكِ أو أن يُقلّل من عدم الراحة في الوركين لديكِ والمنطقة السفلى من جسمكِ^[٥].

أمّا عند بلوغكِ للنصف الثاني من الحمل فإنّ الوضعية المثلى والتي ينصح بأن تتبعيها خلال النوم هي النوم على جانب الجسم، كما أنّ بعض الأطباء يرجّحون الجهة اليسرى أكثر من اليمنى؛ وذلك بسبب أن الوريد الأجوف يقع في الجهة اليمنى من العمود الفقري، وبالتالي عندما تنامين على جانبكِ الأيسر يسمح ذلك للدم بأن يتدفّق بحرية أكبر من أجل طفلكِ، ولكن عامّةً فهذا لن يتسبّب بفرقٍ كبير، ممّا يعني بأنّه يجدر بكِ أن تختاري الجانب الأفضل بالنسبة لكِ، وفي حال كنتِ بحاجة للمساعدة لتتكيّفي مع هذه الطريقة، فحاولي وضع بعض الوسائد عند مناطق أو أجزاء مختلفة من جسمكِ بهدف دعمها، مثل أن تضعي وسادة بين ركبتيكِ، وواحدة أخرى أسفل الوركين، فمن شأن ذلك أن يساعدكِ في موازنة جانبكِ بشكل أسهل، كما يمكنكِ وضع وسادة لكل جسمكِ أسفل ظهركِ أو أمامكِ^[٤].

من حياتكِ لكِ

عزيزتي المرأة سوف نقدّم لكِ في هذه الفقرة بعض النصائح حتى تتغلّبي على بعض المشاكل التي قد تواجهكِ خلال فترة الحمل في النوم، فمثلًا إن كنتِ تنامين على جانبيكِ، ولكنكِ لا تحصلين على الراحة التي تريدينها أو تتوقّعينها، فاتبعي هذه النصائح لتحصلي على نوم مريح عند نومكِ على جنبكِ، ومن هذه النصائح ما يأتي^[٦]:

• استخدمي الكثير من الوسادات خلال نومكِ، فمثلًا جرّبي وضع قدمكِ فوق الأخرى وضعي الوسادة بينهم، ووسادة أخرى خلف ظهركِ أو بأي طريقة أخرى قد تساعدكِ على النوم.
• احصلي على وسادة خاصّة لتحصلي على دعم إضافي فمثلًا جرّبي الوسادة التي على شكل وتد أو الوسادة التي تكون بحجم الجسد كامل، والتي تكون خاصّةً للنساء للحوامل.
• ادعمي نفسكِ للأعلى في حال كانت الوسائد لا تساعد في ذلك، وحاولي النوم في وضع شبه قائم في الكرسي في حال كنت تملكين واحدًا بدلًا من استخدام السرير.

وتذكّري دائمًا بأنّه من الطبيعي أن تشعري بعدم الراحة في بعض الليالي، وقد تصل إلى عدة الأسابيع، ولكن مع الوقت سوف يتعوّد جسدكِ على هذه الوضعيات الجديدة.

المراجع

1. ↑ "Sleeping Position in Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Exactly How Bad Is It to Sleep on Your Back When You are Pregnant?", health.clevelandclinic.org, Retrieved 2020-08-14. Edited.
3. ↑ "Association between maternal sleep practices and risk of late stillbirth: a case-control study", www.bmj.com, Retrieved 2020-08-17. Edited.
4. ^ ^{أ ب} Laura Riley, Zara Husaini Hanawalt, "Sleeping Positions in Pregnancy: Can I Sleep on My Back?", www.parents.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
5. ↑ Ashley Marcin (2020-02-28), "What Are the Best Sleeping Positions When Youre Pregnant?", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.
6. ↑ Colleen de Bellefonds (2020-03-02), "Sleeping Positions During Pregnancy", www.whattoexpect.com, Retrieved 2020-08-14. Edited.