هل تؤثر القطط على الحامل

هل تؤثر القطط على الحامل

تربية الحيوانات الأليفة أثناء الحمل

تعطيكِ الحيوانات الأليفة فكرةً عن الرعاية والأمومة قبل أن تنجبي طفلكِ الأول، وهذا من شأنه رفع القدرات في التعامل مع الطفل عندما يأتي، لكن تلك الحيوانات الأليفة تشبه في تصرفاتها الأطفال فيما يتعلق بالغيرة والحاجة للاهتمام، إذ يجب تهيئتها قبل وصول الضيف الجديد، فالطفل الجديد يمثل مشكلةً كبيرةً بالنسبة لها، لذا يجب الوعي بشأن مشاعرها، وعدم الانسحاب من حياتها وتقليل الاهتمام بها فجأة، وأفضل طريقة هي تعويدها تدريجيًّا من خلال قضاء وقت أقل معها، كما يمكن للزوج أن يمنح الكلب أو القطة بعضًا من وقته بدلًا من الزوجة، وقبل حضور الطفل للمنزل يجب جلب قطعة من ملابسه وجعل الحيوان الأليف يشمها ليعتاد على رائحة الطفل.


ولا يجب ترك الطفل بمفرده مع الحيوان الأليف فحتى أكثر الكلاب لطفًا يمكن أن تكون تصرفاته غير متوقعة ويمكن أن يصبح عدوانيًّا بصورة غير معهودة عندما يأتي طفل حديث الولادة إلى المنزل ويأخذ اهتمام الجميع، وعلى الجانب الآخر يجب تعليم الطفل أن يكون لطيفًا مع الحيوانات الأليفة وألا يسبب لها الأذى أثناء اللعب، ولعل أبرز ما يخيف الحامل هو احتمال إصابتها بعدوى المقوسات التي قد تضر بها وبالجنين والتي تنتقل من القطط وبرازها ولعابها، وفي هذا المقال نذكر أبرز الآثار المترتبة على الحمل عند وجود حيوان أليف، وكيفية الحماية من أضرارها المحتملة[١].


هل تؤثر القطط عليكِ أثناء الحمل؟

يمكن أن يحمل براز القط طفيليات تسبب عدوى تسمى داء المقوسات، كما يمكن لبعض الطيور والحيوانات الأخرى، وبعض اللحوم النيئة أو غير المطبوخة جيدًا أن تحمل هذه الطفيليات أيضًا، ويسبب داء المقوسات في الأحوال العادية أعراضًا غير خطرة تشمل ارتفاع درجة الحرارة، وتضخم الغدد الليمفاوية وخاصة في الرقبة، والصداع، وآلام في العضلات، والتهاب الحلق، وعادةً تستمر هذه الأعراض لمدة شهر أو أكثر وتختفي من تلقاء نفسها، لكن هذه العدوى يمكن أن تكون خطيرة على أصحاب المناعة الضعيفة وتسبب أعراضًا مؤلمةً مثل نوبات الصرع، والصداع والتهاب الدماغ، والتهاب الرئة وضيق التنفس، وتشويشٍ قد يتطور لفقدان وعي، وتشوش الرؤية، والتهابات مؤلمة في العيون[٢].


لكن إذا التقطتِ هذه العدوى لأول مرة في حياتكِ أثناء الحمل فقد تسبب الإجهاض، كما يمكن أن يسبب داء المقوسات تشوهاتٍ خلقيةً خطيرةً للجنين إذا أصيبت الأم بالعدوى لأول مرة أثناء الحمل، ويعدّ احتمال الإصابة بداء المقوسات أثناء الحمل منخفضًا للغاية، كما أنه يمكن للجسم تكوين مناعة ضد هذا المرض؛ فإذا كنتِ مصابةً من قبل ولو لمرة واحدة فلن تصابي به مرة أخرى، وإذا كنتِ تعيشين مع القطط منذ زمن فاحتمالية أن تكوني قد أصبتِ بالمرض من قبل عالية جدًّا وبالتالي لن يشكل أي خطورة عليكِ أثناء الحمل، وفي حال كنتِ قلقة من احتمال تعرضك للعدوى فاطلبي من طبيبكِ إجراء فحص دم يبين ما إذا كان لديكِ مناعة ضد المرض أم لا من خلال وجود الأجسام المضادة في دمكِ[٣].


إذا التقط الجنين عدوى المقوسات فقد تكون الأعراض خفيفة أو خطيرة، إذ يمكن أن يهدد هذا الداء حياة الطفل بعد الولادة بوقت قصير، وقد يظهر معظم الأطفال حديثي الولادة المصابين بداء المقوسات طبيعيين عند الولادة لكن تبدأ الأعراض بالظهور مع تقدمهم في العمر، وأبرز تلك الأعراض تظهر على الدماغ والعيون، وحتى لو لم يمت الطفل فإن هذا الداء يمكن أن يكون خطيرًا للغاية ويسبب مضاعفاتٍ دائمةٍ على الدماغ، والعيون، والقلب، والرئتين، وقد يسبب أيضًا تأخّرًا في النمو العقلي والبدني ونوبات صرع متكررة للطفل المصاب، وتختلف الأعراض بحسب توقيت إصابة الأم بالعدوى فالأطفال المصابون في وقت مبكر من الحمل قد يعانون من مشكلات أكثر خطورة من أولئك المصابين في وقت لاحق من الحمل، كما أن الأطفال الذين يولدون بداء المقوسات أكثر عرضة لخطر فقدان حاستي السمع والبصر، وقد يعاني بعضهم من صعوبات التعلم وانخفاض القدرات العقلية[٢].


علاج داء المقوسات

قد يوصي الطبيب بعدم علاج داء المقوسات إذا لم يسبب أي أعراض، وفي العادة لا يعاني معظم الأصحاء الذين يصابون بعدوى المقوسات من أي أعراض، وربما تظهر عليهم أعراضٌ خفيفةٌ تزول من تلقاء نفسها دون الحاجة لعلاج، لكن إذا كانت العدوى شديدةً أو استمرت لوقت طويل، أو سببت أذًى للعينين، أو انتشرت لتشمل الأعضاء الداخلية الأخرى في الجسم عندها يمكن اللجوء للطبيب والذي بدوره سيصف مجموعة من العلاجات الدوائية والتي تشمل البيريميثامين، والسلفاديازين، وفي حال كان المصاب بالعدوى مصابًا بفيروس الإيدز فقد يحتاج لأخذ هذه الأدوية مدى الحياة، مع ضرورة الانتباه إلى أن البيريميثامين يقلل من مستويات حمض الفوليك لذا يجب تناول هذا الدواء مع مكمل حمض الفوليك لتجنب الإصابة بنقصه.


أما العلاج أثناء الحمل فيختلف عن العلاج العادي إلى حد ما، ويعتمد مسار العلاج خلال الحمل على ما إذا كان الجنين مصابًا بالعدوى وشدة تلك العدوى، وعلى الأرجح سيصف الطبيب مضادًّا حيويًّا طوال فترة الحمل لتقليل احتمالية انتقال العدوى إلى الجنين، وفي العادة يستخدم مضاد حيوي يسمى سبيرامايسين في الثلث الأول والثاني من الحمل، ويُستخدَم مزيج من البيريميثامين والسلفاديازين وليوكوفورين خلال الثلث الثاني والثالث من الحمل، وإذا كان الجنين مصابًا بداء المقوسات فيمكن وصف البيريميثامين والسلفاديازين كعلاج، لكن هذين العلاجين لهما آثار جانبية كبيرة على الحامل والجنين ويستخدمان فقط كملاذٍ أخيرٍ إذ تتضمن الآثار الجانبية المحتملة لهذه الأدوية تثبيط عمل نخاع عظم الذي يساعد على إنتاج خلايا الدم، وقد يسببان أيضًا تسمم الكبد[٢].


من حياتكِ لكِ

إذا كنتِ حاملًا فمن المهم أن تتخذي بعض التدابير لتجنب الإصابة بداء المقوسات، ومن تلك التدابير[٤]:

  • لا تفرغي فضلات القطط، وإذا لم تتمكني من جعل شخص آخر يفعل ذلك فارتدي قفازاتٍ مطاطيةٍ وتخلصي من تلك القفازات، واغسلي يديكِ جيدًا بعد ذلك.
  • غيري صينية فضلات القطط يوميًّا، ونظفيها جيدًا كل يوم باستخدام الماء الساخن، واغسلي يديك جيدًا إذا لامست براز القطة.
  • ارتدي القفازات عند إنهاء أعمال البستنة والاعتناء بحديقة منزلكِ، إذ يتوجب عليكِ غسل اليدين والقفازات جيدًا بعد الزراعة أو التعامل مع التربة ففي حال تلوث التربة براز القطط قد تنتقل لكِ العدوى من التربة.
  • اغسلي يديكِ جيدًا بعد التعامل المباشر مع القطط وتجنبي الاقتراب الشديد من القطط المريضة.


المراجع

  1. "Pets and Pregnancy"، whattoexpect, Retrieved 2020-6-18. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Toxoplasmosis"، healthline, Retrieved 2020-6-18. Edited.
  3. "Is it true that pregnant women shouldn't be around cats?"، babycentre, Retrieved 2020-6-18. Edited.
  4. "Why shouldn't I change cat litter during pregnancy?"، nhs, Retrieved 2020-6-18. Edited.

فيديو ذو صلة :