ضعف بطانة الرحم والحمل

ضعف بطانة الرحم والحمل

ماذا نعني بضعف بطانة الرحم؟

بطانة الرحم هي الأنسجة التي تبطن الطبقة الداخلية للرحم، وهي ضرورية لنجاح الحمل؛ لأن انزراع الجنين يحدث فيها إذ يجب أن يلتصق الجنين ببطانة الرحم، وتتجهز بطانة الرحم لذلك ويزيد سمكها تحت تأثير هرمونَي الإستروجين والبروجسترون، ومع تقدم الحمل تتوفر كل التغذية اللازمة لنمو الجنين عن طريق الغدد الموجودة في بطانة الرحم، وفي حالة عدم وجود بطانة سميكة بما يكفي في الرحم سيكون الحمل صعبًا، أما في حال عدم حدوث حمل تنسلخ هذه البطانة وتخرج من الرحم مع البويضة غير المخصبة بشكل دورة شهرية، وعندما تخضع المرأة للتلقيح الصناعي يقاس سُمك بطانة الرحم بالموجات فوق الصوتية، فإذا كان سمك بطانة الرحم 8 مليمترات أو أكثر يعدّ طبيعيًّا ومناسبًا لإتمام عملية زرع الأجنة بنجاح، أما إن كان سمكها أقل من 7 مليمترات فتعدّ بطانة الرحم رقيقة وضعيفة، وتقل فرص نجاح الحمل فيها، وإذا كانت بطانة الرحم أقل من 5 مليمترات فلا توجد فرصة لثبات الحمل في هذه البطانة الرقيقة جدًّا[١].


هل تستطيعين الحمل مع ضعف بطانة الرحم؟

ارتبطت بطانة الرحم الرقيقة بفشل الحمل أو زرع الأجنة، واحتمال الحمل وارد لكن لا يكون الحمل ثابتًا ويسقط، إذ تؤدي البطانة الرقيقة إلى إجهاض مبكر بسبب نقص إمدادات الدم اللازمة لنمو الجنين، وإذا كنتِ تواجهين مشكلات تتعلق بالخصوبة أو تعانين من الإجهاض المتكرر المبكر فقد يقيس الطبيب مستوى هرمون الإستروجين وسمك بطانة الرحم للتأكد من سبب الإجهاض، فبطانة الرحم الرقيقة التي يكون سمكها أقل من سبعة مليمترات تقل فيها فرص نجاح الحمل، لكن تتوفر العديد من الحلول الطبية لهذه المشكلة بمجرد تشخيصها[٢].


ما هي أسباب ضعف بطانة الرحم؟

توجد العديد من المسببات لضعف بطانة الرحم ورقتها، ومنها[١]:

  • انخفاض هرمون الإستروجين: إذ يعدّ هرمون الإستروجين ضروريًّا لزيادة سمك بطانة الرحم وقد يكون لدى المرأة التي تعاني من بطانة رحم رقيقة مستوى منخفض من هرمون الإستروجين.
  • تدفق الدم غير الكافي للرحم: توجد الكثير من الأسباب لعدم كفاية تدفق الدم إلى الرحم، فقد تتبع المرأة نمط حياة غير صحي يؤدي إلى خفض تدفق الدم في تلك المنطقة وتقلص بطانة الرحم، وكذلك الرحم المائل يؤدي إلى وصول كمية أقل من الدم للرحم، ووجود الأورام الليفية والاورام الحميدة يؤدي إلى تقلص الأوعية الدموية وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى بطانة الرحم.
  • سوء صحة أنسجة بطانة الرحم: فأي نوع من أنواع العدوى البكتيرية مثل سل بطانة الرحم والأمراض المنقولة جنسيًّا والتهاب الحوض يمكن أن يسبب التهابًا تنتج عنه ندوب في بطانة الرحم.
  • العمليات الجراحية في الحوض والرحم: كثيرًا ما تُزال الطبقة الأساسية الوظيفية من بطانة الرحم خلال الجراحات في هذه المنطقة، وفي هذه الحالة لا يمكن أن تنمو بطانة الرحم من جديد وتبقى البطانة رقيقة وتسمى هذه الحالة بمتلازمة آشرمان ويكون علاجها صعبًا.
  • حبوب منع الحمل: يمكن لتناول حبوب منع الحمل لفترة طويلة أن يؤدي إلى ضعف بطانة الرحم، فحبوب منع الحمل الهرمونية هي مزيج من هرمونَي الإستروجين والبروجسترون والتي يمكن أن يؤدي استخدامها المفرط أو التوقف عنها إلى تغيرات في مستويات هرمون الإستروجين وفي بطانة الرحم.
  • استعمال دواء الكلوميفين لتحفيز التبويض: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط لهذا الدواء إلى توقف إفراز هرمون الإستروجين وعندها لا يمكن أن تنمو بطانة الرحم للسمك المطلوب للحمل.


كيف يمكن علاج ضعف بطانة الرحم؟

سيعالج الطبيب البطانة الضعيفة بناءً على تشخيص دقيق للمشكلة بالخيارات الطبية التالية[١]:

  • العلاج بهرمون الإستروجين: قد يؤدي انخفاض مستوى هرمون الإستروجين إلى ضعف بطانة الرحم، وفي هذه الحالة يمكن إعطاء الإستروجين عن طريق حبوب فموية أو تحاميل، لأن هذا الهرمون يحفز انقسام الخلايا في بطانة الرحم فتصبح سميكة بما يكفي لانزراع البويضة المخصبة فيها.
  • العلاج بهرمون الإستروجين غير المباشر: إذ يمكن إعطاء النساء اللواتي يحاولن الحمل هرمونات جنسية تُستَخلَص من بول النساء في سن اليأس، وهي هرمونات FSH وLH بنسب متفاوتة بحسب حاجة كل امرأة، إذ تحفز هذه الهرمونات الغدة النخامية لإطلاق هرمون موجهة القند المشيمائية أو هرمون الحمل، وسيؤدي ذلك إلى تحفيز الأعضاء التناسلية لإفراز هرمون الإستروجين مما سيزيد من سمك بطانة الرحم بطريقة غير مباشرة[٣].
  • العلاج بهرمون العامل المنبه لمستعمرات الخلايا المحببة G-CSF: إذ لوحظ أن من تأثيرات هذا الهرمون زيادة سمك بطانة الرحم.
  • إجراء عملية تنظير في الرحم: يجرى تنظير للرحم للتأكد ما إذا كانت توجد أي التصاقات داخل الرحم مسؤولة عن ضعف بطانة الرحم، وبواسطة منظار الرحم يمكن إزالة الأنسجة أو الاتصاقات إن وجدت مما قد يؤدي في النهاية إلى نمو بطانة الرحم إلى سمكها الطبيعي المناسب للحمل عند علاج هذه المشكلة.
  • الأجنّة المجمدة FET: إذا كانت المرأة تخضع لعلاج التلقيح الصناعي بهدف الحمل وتبين أنها تعاني من بطانة رقيقة فإن أفضل طريقة في هذه الحالة هي تجميد جميع الأجنّة ثم تهيئة بطانة الرحم وزيادة سمكها بالعلاجات المناسبة كي تكون جاهزة لزرع الأجنة فيها مما يرفع من نسب نجاح الزرع.
  • العلاجات الطبيعية: فقد تبين أن بعض المكملات الغذائية والأعشاب الطبيعية والفيتامينات مثل فيتامين E و L- أرجينين وممارسة التمارين الرياضية بانتظام والوخز بالإبر والتدليك تحسن سمك بطانة الرحم من خلال زيادة تدفق الدم إلى الرحم.


من حياتكِ لكِ

توجد مشكلات أخرى قد تؤثر على بطانة الرحم، تعرّفي عليها فيما يأتي[٤]:

  • انتباذ بطانة الرحم: ويحدث ذلك عندما ينمو نسيج مشابه لبطانة الرحم في الطبقة العضلية للرحم، وينتج عن ذلك عسر الطمث، وهو أكثر شيوعًا عند النساء بعد انقطاع الطمث، ويمكن حدوثه أيضًا لدى النساء في أواخر الثلاثينيات والأربعينيات، ويعالج عادةً باستئصال بطانة الرحم بالمنظار والذي يتضمن تدمير بطانة الرحم، أو استئصال الرحم كاملًا، ولا يعد أي من هذه العلاجات مناسبًا إذا كنت لا تزالين ترغبين بالإنجاب، فيعالج بطرق أخرى منها الانصمام الانتقائي الذي يستهدف منطقة الأنسجة النامية بشكل زائد فقط وليس بطانة الرحم بأكملها، والعلاجات الهرمونية والجراحية معًا بحسب الحالة وتقييم الطبيب.
  • الالتهاب الفيروسي في بطانة الرحم: قد تسبب العدوى الفيروسية في بطانة الرحم العقم والإجهاض المتكرر، وقد تكون هذه العدوى سببًا للعقم غير المبرر، ومن أشهر تلك الفيروسات فيروس الهربس التناسلي الذي يمكنه البقاء كامنًا دون أعراض ظاهرية ويسبب مشكلات في الحمل بصورة خفية، وقد يتمكن الأطباء من علاج المشكلة بمضادات الفيروسات أو برفع مناعة المرأة.
  • متلازمة آشرمان: وهي التصاقات داخل الرحم قد تنتج عن التوسع المتكرر للرحم، وعدوى الحوض، والولادة القيصرية، وجراحة الرحم، وفي بعض الأحيان يكون سببها غير معروف، وتسبب هذه الالتصاقات مشكلاتٍ في الحمل وإجهاضًا متكررًا، ويمكن علاجها أثناء تنظير الرحم بإزالة النسيج الندبي.
  • سرطان بطانة الرحم: عادةً ما يشخص هذا النوع من السرطانات بسرعة لأنه يسبب نزيفًا غير طبيعي من المهبل، والتشخيص المبكر يمكن أن يحافظ على الخصوبة في المستقبل، وفي الغالب يصيب النساء فوق سن الأربعين، وقد تسبب بعض علاجاته العقم للمرأة كالعلاج الإشعاعي والكيماوي والجراحي، وكلما كان التشخيص أبكر أمكنَ علاجه علاجًا هرمونيًّا لا يؤثر على الخصوبة.


المراجع

  1. ^ أ ب ت medicoverfertility staff (N.D), "Thin Endometrium"، medicoverfertility, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  2. indiraivf staff (N.D), "Thin Endometrium : Causes, Symptoms and Treatment"، indiraivf, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  3. Bing He, B.Sc., Cheng Junping, Ph.D., Huang Li, B.Sc ,others (2015-6), "Effects of human menopausal gonadotropin on zona pellucida and pregnancy outcomes of ovarian stimulation protocols"، ncbi, Retrieved 2020-7-23. Edited.
  4. Rachel Gurevich (2020-2-2), "Endometrium Conditions & Diseases"، verywellfamily, Retrieved 2020-7-23. Edited.

فيديو ذو صلة :